اضربني بـ«الضريبة»

نشر في 04-02-2021
آخر تحديث 04-02-2021 | 00:10
 د. سلطان ماجد السالم مفهوم الضريبة ليس بالجديد لا على مستوى العالم ولا حتى محلياً على مستوى الدولة، ففي سابق العصر والأوان (كما يقال في بداية الحكايات) وفي زمن الشيوخ والتجار والغوص والسفر، كانت "القلاطة" تحصل من راكبي البحر في دولة الكويت، أما في زمننا الحديث هذا فهناك ضرائب متعددة مفروضة على شيء من القطاعات والأنشطة التجارية، ولو كانت على "استحياء" ولا نعلم مدى التزام أصحابها بدفع تلك المبالغ!! لكن البلبلة الحاصلة على مستوى الشارع الكويتي اليوم لا تتصل بأي من السالف ذكره، وفي واقع الأمر هو ليس بالحديث الجديد بل هو حديث متجدد بين الفينة والأخرى.

فمنذ توقيع الكويت مع شقيقاتها دول مجلس التعاون الخليجي على إقرار الضريبة العامة على شكل "ضريبة القيمة المضافة" والشارع الكويتي يضرب أخماساً بأسداس، ويتحسر على طابور مطار "هيثرو" اللندني الذي اصطف عليه الكويتيون مع أقرانهم العرب والسياح من مختلف بقاع الأرض، لتحصيل ما يمكن استرداده من مشتريات شارع "أوكسفورد"، وكأن لسان حالهم يقول: كنا نحصل تلك الضريبة الملعونة والآن ستفرض علينا ها هنا في عقر دارنا!!

هناك رأي أميل إليه شخصياً من الناحية الدستورية يفند المسألة ويضعها في خانة الضرائب العامة، أي لا يمكن تمريرها إلا من خلال مجلس الأمة الكويتي، ذلك مما يطمئنني وأمثالي من عمال الكويت نظراً ليقيننا أنه لا نائب في المجلس مستعد لإقرار أمر كهذا تفادياً للإحراج مع ناخبيه في المستقبل وخسارة الكرسي الأخضر، كذلك وجب الذكر بأن الضريبة في الكويت قد آن أوانها وهي آتية لا محالة استناداً لمؤشرات عدة.

إذاً الحل المنطقي (والوحيد الذي يحقق العدالة في المجتمع) يكمن في فرض "الضرائب التصاعدية" وبشكل واضح وشفاف على أصحاب الدخول العالية وكبرى الشركات الرأسمالية، فكلاهما اقتات ولسنوات وعقود على فوائض القيمة المضافة ولسنوات عدة وتسهيلات حكومية تدسم الشفاه واللحى!! وبهذا يتحقق شيء من العدل في المجتمع، وعليه أيضاً يعفى أصحاب الدخول المتدنية والمحدودة من تلك "الملعونة".

عموماً عل وعسى تفرض الضريبة على "الهوامير" وبدرجة أعلى من تلك المفروضة على "النقارير" ويعفى منها كل من "الزوري" و"الشعوم"!!

على الهامش:

بخصوص المبالغ المفروضة الآن (القرار الصادر بتاريخ 30 يناير) على المغادرين والقادمين من مطار الكويت فهي تدخل في خانة الرسوم لا الضرائب، وعليه فهي فرض واجب على مرتادي المنشأة، باختصار وباللهجة المصرية (حتدفع يعني حتدفع) وليس لك الحق حتى في مجادلة الموضوع، ومنا لرئيس مجلس الوزراء الذي صرح منذ أيام معدودة بأن جيب المواطن لن يمس!

يا خوفي أن كل الضرائب في الكويت ستكون تحت مسمى "رسوم" وسيتم تحصيلها رغما عن أنف الجميع وبمباركة الهوامير!

هامش أخير:

ثقافة "الاستحقاق" لدى الجيل الصاعد هي من أهم متلازمات العصر، وعلينا جميعا أن نعي ذلك لنستطيع أن نرتقي بمستوى العمل في الأماكن المختلفة من الدولة، فالتعامل مع الجيل الجديد مختلف ومختلف جدا.

د. سلطان ماجد السالم

back to top