نافذة المعرفة النفطية : التنمية أولاً

نشر في 18-01-2021
آخر تحديث 18-01-2021 | 00:30
 أحمد راشد العربيد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها».

في هذا الحديث الشريف يحثنا النبي، صلى الله عليه وسلم، على أن نتجه إذا جاء يوم القيامة الى طريق التنمية مهما كانت الظروف، ورغم شدة الفساد الذي يلفّ كل ما يتحرك ويأتي من كل حدب وصوب.

هذا الوصف المرعب والتحدي المعجز لقدرة بني البشر لتركيز جهدهم على التنمية فقط لا سواها، هذا الموقف يجعلنا نراجع أنفسنا لاختيار الطريق الصحيح الذي يطفئ سعير الفساد.

التنمية هي البداية لمحاربة الفساد

أخذتني الذاكرة الى ما حدث عالميا في عام 2000 عندما تهاوت أسواق المال، بسبب اشتعال الفساد في شركة نفطية أميركية هي شركة إنرون، عندما تلاعبت قياداتها بنتائج التقرير السنوي للشركة، وكان الرئيسة التنفيذية للشركة هي ريبيكا مارك، وقد حكم عليها بالسجن، وانتحر مسؤول كبير آخر، وآلت الشركة الى الإفلاس.

تعرّضت شركات سوق الأسهم في أميركا لمتوالية من الإفلاسات، وصل تأثيرها الى خارج أميركا، وكان صدى ذلك كبيرا، مما أدى الى تحرّك هيئة الأمم المتحدة للعمل على خلق نظام دولي يمنع حدوث الفساد في الدول والمؤسسات، وكان هذا النظام هو نظام الحوكمة.

منذ عام 2000، وحتى الآن، لم يثبت أن نظام الحوكمة قد حقق نجاحا، بل إن الفساد استشرى بقوة في أماكن كثيرة بعضها دول متقدمة. هذه الدول والشركات والمؤسسات تخلّت فيما بعد عن هذا النظام، لأنهم وجدوا أنفسهم قد وقعوا في مصيدة لهذا النظام الذي يفرض عليهم إضاعة الوقت لمراجعة مئات الوثائق يوميا دون فائدة تُذكر، ناهيك بحجم الوقت المطلوب لمراجعة هذه الوثائق.

سيقول أحدهم: ماذا نفعل إذن لمنع الفساد؟ وسأجيبه قائلا:

ارجع الى الحديث الشريف الذي ذكرناه في مطلع هذا المقال، واستلهم منه الإجابة.

أنا أعتقد أن المرأة في هذا المجال أذكى من الرجل، فانظر ماذا تفعل المرأة بمقتنياتها من الذهب والفضة والألماس والحجر الكريم غير ذلك.

هل يسرق الفاسدون ثروة هذه المرأة في كل مرة تخرج فيها لحضور الأعراس؟ ألا تكون المرأة في ذروة سعادتها وفرحها وهي تستعرض زينتها، بينما لا يجرؤ أحد، رجلا كان أم امرأة على سرقتها، إلا ما ندر من أحداث؟

قبل أيام وردت الأخبار بأن الفساد هاجم 37 مؤسسة حكومية في الكويت. لو افترضنا أن هذه المؤسسات ستعمل على محاربته، وأن الأقسام والدوائر المعنية في هذه المؤسسات ستنبري لهذه المواجهة باختيار أفضل موظفيها لضمان النجاح، كم يا ترى تحتاج المؤسسة من جهود للقضاء التام على هذا الفساد، وكم من الجهد مطلوب لإنشاء مبنى يقام عليه صرح مفيد ليمارس الموظفون أعمالهم؟

أليس من الأجدى أن تصرف الجهود لبناء التنمية بدلا من أن تهدر بلا جدوى؟

الفساد باق إلى يوم القيامة...

لكن طريقنا هو التنمية

باختيار القوي الأمين

والإدارة الحصيفة

أحمد راشد العربيد

back to top