طهران تهدد القواعد الأميركية وتجرّب صواريخ باليستية

واشنطن تصنف الإمارات والبحرين شريكين أمنيين رئيسيين... وتضم إسرائيل لـ «سنتكوم»

نشر في 17-01-2021
آخر تحديث 17-01-2021 | 00:04
صورة وزعها «الحرس الثوري» لصاروخ باليستي ينطلق خلال مناورات وسط إيران أمس (أ ف ب)
صورة وزعها «الحرس الثوري» لصاروخ باليستي ينطلق خلال مناورات وسط إيران أمس (أ ف ب)
هددت إيران القواعد الأميركية بالمنطقة، وقالت إن بإمكانها تدميرها في لحظة واحدة بالتزامن مع اختبارها صواريخ باليستية أطلقت على أهداف بشمال المحيط الهندي وجنوب الخليج، في وقت وضعت واشنطن الإمارات والبحرين بمرتبة الشراكة الأمنية الرئيسية، وضمت إسرائيل لـ «القيادة المركزية الوسطى» (سنتكوم).
في غمرة خوضها تصعيداً نووياً وإجراء قواتها عدة مناورات شاملة، أطلقت السلطات الإيرانية رسائل تهديد عدة، أمس، تضمنت التلويح بتدمير كل القواعد الأميركية في المنطقة.

وقال قائد القوة الجوفضائية في "الحرس الثوري"، أمير حاجي زادة، في تصريحات أمس، إن القوات الإيرانية قادرة على ضرب جميع القواعد الأميركية في المنطقة وتدميرها خلال لحظة واحدة.

وأضاف حاجي: "رغم امتلاك الأميركيين القوة، فإن الحرس الثوري تعلموا كيف يحاربونهم، وبإمكانهم ضربهم وتدمير دفاعاتهم، وتوجيه ضربة شديدة لهم، عبر إطلاق 500 صاروخ في آن واحد بنحو لا يمكن معه تعويض خسارتهم".

رسالة باليستية

وتزامنت التصريحات مع إطلاق "الحرس الثوري" صواريخ باليستية بختام مناورات "الرسول الأعظم" على أهداف قال إنها تبعد مسافة 1800 كيلومتر في مياه شمال المحيط الهندي وجنوب بحر عمان أمس.

وشدد قائد هيئة الأركان العامة، محمد باقري، على أن التدريبات والصواريخ التي أطلقت اليوم لاستهداف سفن العدو العربية المفترضة تبعث برسالة ذات أهمية، في إشارة إلى التهديدات السابقة بالقدرة على إغراق حاملات الطائرات الأميركية.

وقال باقري خلال متابعته للتدريبات إنّ بلاده "لن تشن أي حرب"، لكنه أكد في الوقت ذاته أنها سترد "بكل ما أوتيت من قوة وفي أقرب وقت" إذا تعرّضت لاعتداء.

وأضاف أنّ "المناورات التي أجريت خلال الأيام الـ15 الأخيرة وخلال الأيام الخمسة المقبلة في فترة زمنية مضغوطة ومتزامنة دليل على الجاهزية العالية للقوات المسلحة في جميع مجالات البر والبحر والجو والدفاع الجوي والصواريخ".

واعتبر باقري أن استهداف أهداف جنوب بحر عمان وشمال المحيط الهندي من خلال إطلاق صواريخ من مسافة 1800 كيلومتر "عملية ذات مغزى".

محاصرة غواصة

في موازاة ذلك، كشف العميد البحري في الجيش الإيراني، حمزة كاوياني، أن غواصة نووية حاولت الاقتراب من منطقة عمليات المناورات الخميس الماضي كانت أميركية.

وأشار كاوياني إلى أن الغواصات والسفن الإيرانية حاصرت بالكامل الغواصة الأميركية لحظة اقترابها من منطقة المناورات، وأجبرتها على التراجع. وأوضح أن القطع البحرية كانت قد وجّهت تحذيرات شديدة اللهجة إلى طاقم الغواصة، مما أجبرهم على الابتعاد عن مكان العمليات وتغيير وجهتها 180 درجة.

الإمارات والبحرين

في المقابل، أعلنت الولايات المتحدة، في بيان صادر عن البيت الأبيض، تصنيف الإمارات والبحرين، كـ "شريكين أمنيين رئيسيين" للولايات المتحدة.

وقال البيان إن هذه الخطوة تعد بمنزلة "اعتراف بالشراكة الأمنية الاستثنائية المتمثلة في استضافة الآلاف من الجنود الأميركيين والبحارة والطيارين ومشاة البحرية، والتزام كل دولة بمكافحة التطرف العنيف في جميع أنحاء المنطقة"، لافتا إلى مشاركة كلا البلدين في العديد من التحالفات الأميركية على مدى 30 عاما. وأضاف البيان، أن القرار يظهر مستوى جديداً من التعاون بين الولايات المتحدة والإمارات والبحرين، ويمثل التزاما مستمراً بالتعاون الاقتصادي والأمني، وبما يسمح بإبرام صفقات تسلّح وتعاون واسعة.

وفي وقت سابق، أكد وزير الدفاع الأميركي بالوكالة، كريستوفر ميلر، أن عدد القوات الأميركية في كل من العراق وأفغانستان أصبح حالياً 2500 جندي، وذلك تنفيذا لتوجيهات الرئيس المنتهية ولايته.

وقال ميلر في بيان إن "الولايات المتحدة اقتربت اليوم أكثر من أي وقت مضى من إنهاء حوالي 20 عاما من الحرب"، معتبراً أن خفض عدد القوات "لا يعني تغيير السياسة الأميركية".

ضم إسرائيل

وفي محاولة على ما يبدو لتوسيع دائرة التنسيق في المنطقة بمواجهة إيران، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" اعتزامها ضم حليفتها إسرائيل إلى منطقة قيادتها المركزية في الشرق الأوسط (سنتكوم).

وفي مؤشر جديد على التقارب الذي توسط فيه الرئيس ترامب بين إسرائيل ودول عربية، قالت "البنتاغون" إن التعامل العسكري الأميركي مع إسرائيل لن يتم بعد الآن من جانب قيادتها الأوروبية.

وقالت الوزارة في بيان: "نرسم الحدود بشكل أفضل لتخفيف المخاطر وحماية مصالح الولايات المتحدة وشركائها".

وأضافت أن "تهدئة التوتر بين إسرائيل وجيرانها العرب بفضل اتفاقات أبراهام، تمنح واشنطن فرصة استراتيجية لجمع الشركاء المهمين في وجه تهديدات مشتركة في الشرق الأوسط".

ويشير البيان بذلك إلى طهران من دون ذكرها.

خلافات إيرانية

في غضون ذلك، تصاعد الخلاف الداخلي في إيران بشأن البرنامج النووي. ورفض محمود واعظي مدير مكتب الرئيس حسن روحاني، التصريحات التي يطلقها بعض النواب عن طرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 21 فبراير المقبل إذا لم يتم رفع العقوبات عن طهران.

واعتبر واعظي أن المهلة التي تأتي بعد شهر من تسلّم الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن للسلطة أن التصريحات لا أساس لها ولا تعبّر عن القيادة السياسية للبلاد. وقال إن الطرد يجب أن يوافق عليه مجلس الأمن القومي.

وجاء ذلك فيما جدد المرشد الأعلى علي خامنئي تمسّك بلاده بقدراتها الصاروخية في وقت تسعى الدول الأوروبية وبايدن إلى إحياء الاتفاق النووي وتوسيعه، ليشمل برنامج طهران الباليستي المثير للجدل.

وأكد خامنئي عبر "تويتر" أنه "يجب ألا تترك إيران من دون قدرات دفاعية، وهذا واجبنا".

تعنيف أوروبي

في هذه الأثناء، حذرت قوى أوروبية إيران من بدء العمل على إنتاج وقود يعتمد على معدن اليورانيوم من أجل مفاعل أبحاث، وقالت إن ذلك يتعارض مع "الاتفاق النووي" المبرم عام 2015، مؤكدة أنه ليس له مناح مدنية وينطوي على جوانب عسكرية خطيرة.

وقالت فرنسا وبريطانيا وألمانيا، في بيان مشترك "نحثّ إيران بقوة على إنهاء هذا النشاط والعودة إلى الامتثال الكامل لالتزاماتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة دون تأخير، إذا كانت جادة في الحفاظ على الاتفاق النووي".

فرنسا وبريطانيا وألمانيا تعنّف إيران لعملها على إنتاج معدن اليورانيوم وتحذّر من جوانب عسكرية خطيرة
back to top