أميركا تدرس «سلالة كولومبوس»... ومناعة المصابين 5 أشهر

• الصين تمنع دخول عالمين أمميين
• انتكاسة «سينوفاك» قد يكون لها تداعيات سياسية
• علماء يتخوفون من «هروب طفري» في «متحوّر جنوب إفريقيا»

نشر في 15-01-2021
آخر تحديث 15-01-2021 | 00:05
رجل يمرّ قرب لائحة تحذّر من عدم ارتداء الكمامة في فرانكفورت أمس	(اي بي ايه)
رجل يمرّ قرب لائحة تحذّر من عدم ارتداء الكمامة في فرانكفورت أمس (اي بي ايه)
كشف باحثون في ولاية أوهايو الأميركية وجود طفرتين جديدتين في فيروس «كورونا»، أطلقوا على إحداها اسم «سلالة كولومبوس»، ورجحوا أنهما نشأتا في الولايات المتحدة.

وقال الباحثون إن الطفرتين أصبحتا سائدتين في مدينة كولومبوس بأوهايو خلال 3 أسابيع في أواخر ديسمبر الماضي وأوائل يناير الجاري.

وشبّه العلماء الطفرتين بالسلالة المنتشرة في بريطانيا، التي تبدو أكثر قابلية لنشر العدوى، إلا أنها لا تؤثر على فعالية اللقاحات المضادة للفيروس.

وأشاروا إلى أن واحدة من الطفرتين الجديدتين تم اكتشافها لدى مريض في أوهايو، وتحوي تشوهات في بروتين الفيروس الشائك (الذي يستخدمه للتشبث بخلايا المصابين) مطابقة للطفرة الموجودة في السلالة البريطانية.

أما الطفرة الثانية، التي أطلق عليها الباحثون اسم «سلالة كولومبوس»، فأصبحت سائدة في المدينة وتضمنت «3 تشوهات جينية أخرى لم يتم توثيقها من قبل».

وقال الدكتور دان جونز، نائب رئيس قسم الأمراض الجزيئية في جامعة أوهايو إن «سلالة كولومبوس تملك التركيب الجيني الأساسي في الحالات المبكرة التي شهدناها، لكن هذه الطفرات الثلاث تجسد تطوراً هائلاً»، مضيفاً: «نحن نعلم أن هذا التغيير لم يأتِ من السلالات الجديدة التي تم توثيقها في بريطانيا وجنوب إفريقيا».

يذكر أن عدداً من السلالات المختلفة للفيروس تم كشفها أخيراً، منها: بريطانيا وجنوب إفريقيا، إضافة إلى توثيق طفرة في البرازيل وأخرى بين حيوانات المنك في الدنمارك، التي نقلت العدوى إلى البشر.

وفي مانيلا، أعلنت وزارة الصحة، أمس، أنه تم اكتشاف «السلالة البريطانية» في الفلبين، لدى مواطن قدم من الإمارات في 7 يناير.

وحسب منظمة الصحة العالمية، فقد بلغ عدد الدول التي تنتشر فيها «السلالة البريطانية» 50 بلدا في حين توجد «السلالة الجنوب إفريقية» في 20 بلداً، مشيرة في الوقت نفسه إلى ان العدد قد يكون أعلى بعد.

واستدعيت، أمس، لجنة الطوارئ في منظمة الصحة التي تجتمع عادة كل ثلاثة أشهر قبل أسبوعين من موعد اجتماعها، للبحث خصوصا في هذه النسخ المتحورة التي تتطلب «نقاشا سريعا».

الى ذلك، توصلت دراسة بريطانية أجريت على عاملين في مجال الرعاية الصحية، إلى أن من أصيبوا بـ«كورونا» يتمتعون على الأرجح بمناعة من المرض مدة 5 أشهر على الأقل، لكن هناك أدلة على أن من يحملون أجساما مضادة ربما يحملون الفيروس وينشرونه.

وأظهرت النتائج الأولية التي توصل إليها العلماء في هيئة الصحة العامة في إنكلترا، أن من النادر أن يصاب بالفيروس حاملو الأجسام المضادة نتيجة عدوى سابقة، إذ حدثت الإصابة الثانية لدى 44 فقط من بين 6614 شخصا أصيبوا وشملتهم الدراسة.

لكن الخبراء حذروا من أن النتائج تعني أن الذين أصيبوا بالمرض في الموجة الأولى من الجائحة في الشهور الأولى من عام 2020 قد يكونون الآن عرضة للإصابة به مرة أخرى. كما حذروا من أن من يتمتعون بـ«المناعة الطبيعية» المكتسبة نتيجة الإصابة بالعدوى ربما يحملون الفيروس في الأنف والحلق وبالتالي يمكنهم نشر العدوى.

إلى ذلك، استطاع العلماء تحديد وجود «هروب طفري»، قد يقلّل من فعالية لقاحات «كوفيد 19». وعُثر على طفرة تُعرف باسم E484K، في السلالة الجنوب إفريقية منذ شهرين.

ووصفت بيني مور، وهي أستاذة مساعدة في المعهد الوطني للأمراض المعدية في جنوب إفريقيا، الطفرة بأنها «مثيرة للقلق»، مضيفة: «نخشى أن يكون لهذه الطفرة تأثير، وما لا نعرفه هو مدى تأثيرها».

وتُعرف E484K باسم «الهروب الطفري»، لأنها ثبتت قدرتها على الهروب من الأجسام المضادة التي ينتجها اللقاح.

وقال أليكس سيغال، وهو عالم الفيروسات في معهد إفريقيا للأبحاث الصحية: «أنا قلق».

ويشكك العلماء بشدة من أن E484K ستجعل اللقاحات «عديمة الفائدة». ولكن، هناك احتمالية أن الطفرة، سواء بمفردها أو بالاشتراك مع طفرات أخرى، يمكن أن تقلل من فعالية اللقاح ضد المتغير.

وبينما بدأت تركيا تلقيح أطقمها الطبية بلقاح «سينوفاك» الصيني، علقت صحيفة «نيويورك تايمز» على التقارير عن ظهور نتائج متباينة لــ«سينوفاك»، معتبرة أنها «تُخيّب الآمال» في الحصول على التطعيم الذي يمكن إنتاجه بسرعة وتوزيعه بسهولة لمساعدة دول العالم النامي. وأوضحت أنه قد تكون لهذه النتائج المتباينة التي ترسم علامات استفهام حول فعالية اللقاح تداعيات كبيرة بالنسبة للقاح مهم لدبلوماسية الصين الصحية العالمية. فقد طلبت 10 دول على الأقل أكثر من 380 مليون جرعة من هذا اللقاح، رغم أن الهيئات التنظيمية لم توافق عليها بالكامل بعد.

وقال يانتشونغ هوانغ، الخبير في الرعاية الصحية الصينية، إن «تلك الدول التي طلبت اللقاحات المصنوعة في الصين ستشكك على الأرجح في فائدتها»، مضيفاً: «قد تستغل أحزاب المعارضة في تلك الدول ذلك لتحدي القرار الذي اتخذته حكوماتها، ومن المرجح أن يكون لذلك تداعيات سياسية محلية في هذه البلدان».

وقال مسؤول رفيع المستوى في هونغ كونغ، أمس الأول، إن لجنة استشارية ستراجع بدقة اللقاح بناء على بيانات التجارب السريرية قبل طرحه هناك.

بموازاة ذلك، منعت الصين دخول اثنين من أعضاء فريق منظمة الصحة العالمية الذي يحقق في أصل «كورونا» من ركوب الطائرة المتوجهة إلى مدينة ووهان، بعد أن ثبتت إصابتهما بالأجسام المضادة في اختبارات الأمصال الدموية أثناء العبور في سنغافورة.

وأعلنت منظمة الصحة أن اثنين من علماء الوفد بقيا في سنغافورة، ويستكملان اختبارات «كوفيد 19»، في حين وصل بقية أعضاء الفريق الدولي المكون من 13 عالما إلى ووهان صباحا، ومن المتوقع أن يخضع لحجر صحي لأسبوعين.

تأتي زيارة الفريق في وقت أعلنت الصين، أمس، تسجيل أول حالة وفاة في مقاطعة خُبي في شمال البلاد منذ ثمانية أشهر.

back to top