ماذا بعد سيطرة الديمقراطيين على القرار الأميركي؟

نشر في 12-01-2021
آخر تحديث 12-01-2021 | 00:08
 أ. د. فيصل الشريفي على ما يبدو أن الضربات المتتالية والخسائر المتلاحقة التي تلقاها الرئيس ترامب لم تكن كافية لإعادة الذاكرة إليه، فالرئيس لا يريد الاستسلام والإعلان عن خسارته بعد تقمصه شخصية قيصر الروم خلال السنوات الأربع الماضية، والتي قد يواجه بسببها تفعيل المادة 25 من الدستور الأميركي المتعلقة بتنحية الرئيس ترامب، ومن ثم المطالبة بمحاكمته على جريمة التحريض باعتبارها دعوة صريحة للعنف قد تتسبب في سجنه متى ما ثبتت عليه.

الصورة التي يريد الحزب الديمقراطي إظهارها للعالم من خلال تمسكه بالديمقراطية واحترامه للمؤسسات الدستورية وعدم تفرد الرئيس بالقرار الأميركي يجب ألا تنسينا حقبة الرئيس السابق أوباما في إدارة ملف الشرق الأوسط، والتي سارت وفق قواعد محددة تضع مصالح أميركا في المقدمة، لكن بإدارة ناعمة المظهر رفعت شعار "الفوضى الخلاقة".

"الفوضى الخلاقة" هي المفهوم الذي تبنته وزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس كما نشرته صحيفة "الواشنطن بوست" في عام 2005 على حد قولها عن كيفية انتقال الدول العربية والإسلامية الدكتاتورية إلى الديمقراطية، معلنة أن الولايات المتحدة الأميركية ستلجأ إلى نشر "الفوضى الخلاقة" في الشرق الأوسط في سبيل إشاعة الديمقراطية.

هذه النظرية تقوم على بلوغ الشعوب أقصى درجات الفوضى متمثلة بالعنف والرعب والدم بهدف خلق وبناء مجتمع جديد على غرار ما حصل في الثورة الفرنسية.

مازلت أتذكر بدايات الربيع العربي والكيفية التي تعاملت بها الإدارة الأميركية في تحريض الشعوب العربية على ربيعها المشؤوم الذي لم يجلب لها سوى الدمار والخراب بعد أن تعدى الثمن الموصوف.

من يده في الماء ليس كمن يده في النار، والشاطر من يتعلم من أول غلطة، ومن لا تعلمه الدروس لا تعلمه الأيام، لذلك على العرب بالتحديد الحذر من السياسة الأميركية، سواء كانت السيطرة للحزب الجمهوري أو الديمقراطي، فكلاهما ليس في قاموسهما كلمة صديق دائم إلا مع الكيان الصهيوني.

قد نكون فرحين لما آلت نتائج الانتخابات الأميركية، ولكن قبل الفرح علينا فهم السياسة الأميركية والتعامل معها بذكاء، فقد انتهت مرحلة ترامب المجنونة، وجاءت مرحلة بايدن والحزب الديمقراطي التي تتطلب منا التماسك وحل مشاكلنا الداخلية والعمل على إنهاء الخلافات العربية العربية في المنطقة، وألا نكون طرفاً أو أداة بيد الإدارة الأميركية مرةً أخرى.

نقطة أخيرة:

لقد أدت الدبلوماسية الكويتية دوراً كبيراً في المصالحة الخليجية التي رسم ملامحها الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الصباح، طيب الله ثراه، وسار على نهجها أمير التواضع الشيخ نواف الأحمد الصباح، وهي الآن قادرة على القيام بدور أكبر في تهيئة الأجواء في المنطقة من خلال استثمار علاقتها الطيبة مع كل الأطراف بتجنيب المنطقة ويلات الحروب، بتغليب لغة العقل والحكمة لمصلحة ازدهار المنطقة ورفاهية شعوبها.

ودمتم سالمين.

أ. د. فيصل الشريفي

back to top