إيران تستعرض في الخليج... وتتلقى تحذيراً من جو بايدن

• انتقدت البيان الختامي لقمة «العلا»
• غارة إسرائيلية على حلفاء طهران قرب دمشق

نشر في 08-01-2021
آخر تحديث 08-01-2021 | 00:04
قادة أفرع القوات الإيرانية خلال فاعليات مناورات شمال البلاد أمس الأول (إي بي أيه)
قادة أفرع القوات الإيرانية خلال فاعليات مناورات شمال البلاد أمس الأول (إي بي أيه)
نظمت قوات «الباسيج» الإيرانية استعراضاً بحرياً شارك فيه 700 قارب بمياه الخليج، بمناسبة ذكرى اغتيال قاسم سليماني، وسط ترجيحات بانحسار فرص «الانتقام القاسي»، الذي هددت به الجمهورية الإسلامية، في حين قتل 3 من الموالين لطهران في قصف إسرائيلي استهدف مواقع لميليشيات داعمة للحكومة السورية قرب دمشق.
بعد استعراض الحرس الثوري والجيش الإيراني مئات الطائرات المسيرة "الدرون" في مناورات واسعة تأتي وسط تحذيرات من صدام عسكري أميركي- إيراني، نفذت قوات "الباسيج" في بحرية "الحرس الثوري" الإيراني عرضاً ضخماً بمشاركة 700 قارب في مياه الخليج أمس.

وقال قائد "الحرس الثوري"، اللواء حسين سلامي، في كلمة بمناسبة الاستعراض الذي أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لمقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني في غارة اميركية على مطار بغداد، إن "سليماني انتقم من العدو عشرات المرات قبل استشهاده"، واصفاً قائد "فيلق القدس" الراحل بأنه كان "شخصية فذة في دحر العدو، وبنى قدرات واسعة، وربط العالم الإسلامي ببعضه".

جاء ذلك بينما أكد مصدر في مكتب رئيس الجمهورية الإيرانية لـ"الجريدة" أن الاتصالات خلف الكواليس بين إيران وبعض أعضاء فريق الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن لاتزال جارية، وبشكل مكثف عبر واسطات، مضيفاً أن فريق بايدن حذر طهران من أن ترامب مصمم على استدراج طهران أو حلفائها إلى حرب خلال الاسبوعين الأخيرين من ولايته، وأن كل التحضيرات لإشعال فتيل الحرب قد جهزت، وآخرها كان موضوع المصالحة الخليجية التي ألغت حاجة قطر لإيران.

في موازاة ذلك، كرر رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري، تأكيد بلاده على "قطعية الثأر" لدم العالم النووي البارز محسن فخري زادة؛ لكنه شدد على أن الانتقام لدم العالم الذي تتهم طهران إسرائيل باغتياله "يواصل مساره وجبهة الثورة تحدد زمان ومكان ذلك".

قصف إسرائيلي

إلى ذلك، استهدفت إسرائيل تجمعات عسكرية، يعتقد أنها تتبع ميليشيات موالية لإيران، تحارب إلى جانب حكومة الرئيس بشار الأسد، في منطقة الكسوة جنوب العاصمة دمشق، ليل الأربعاء- الخميس.

وجاء الاعتداء الذي يعد الثالث من نوعه خلال 10 أيام، بعد أقل من 48 ساعة على زيارة قادة من "الحرس الثوري" الإيراني إلى المنطقة.

وبينما ذكر التلفزيون السوري الحكومي أن الدولة العبرية هاجمت أهدافاً في جنوب البلاد، قال منشقون عن الجيش، إن الصواريخ استهدفت قواعد لـ"الحرس الثوري" الإيراني.

وقال متحدث عسكري، إن صواريخ حلقت فوق هضبة الجولان استهدفت عدداً من المواقع، وإن الدفاعات الجوية أسقطت عدة صواريخ. وأظهرت تغطية تلفزيونية مباشرة مبنى من عدة طوابق تشتعل فيه النيران.

من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأنّ الغارات الإسرائيلية استهدفت مواقع تتمركز فيها "ميليشيات إيرانية وحزب الله اللبناني"، وأسفرت عن وقوع 3 قتلى و11 جريحاً.

قمة العلا

في غضون ذلك، أعربت وزارة الخارجية الإيرانية، عن رفضها للبيان الختامي الصادر عن القمة الخليجية الـ41 في العلا، الذي أدان "سلوكيات النظام الإيراني، وتدخله في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، والبرامج النووية والصاروخية الإيرانية".

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، إن "إيران لطالما التزمت بالقوانين والتعهدات الدولية، وعليه فهي لن تتحمل أي تدخل في برامجها النووية والصاروخية والشؤون المتعلقة بسياساتها العسكرية ودفاعها الردعي"، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية ووكالة "تسنيم".

وأضاف أن "الاتهامات المتكررة، التي لا أساس لها الواردة في البيان الختامي لقمة دول مجلس التعاون الخليجي، ناتجة عن عدم فهم المحيط وخارجه وحقد النظام السعودي وضغطه السياسي على المجلس"، على حد تعبيره.

وتابع بالقول: "بينما كان يُعتقد في ضوء المصالحة بين دول الخليج مع بعضها البعض، أن تعيد دول المنطقة النظر في وجهات نظرها تجاه قضايا المنطقة، والتي لم تسفر على مدى عقود عن شيء سوى العداء، وتختار خطاباً جديداً، يصر بعض أعضاء المجلس على المضي بالمسار الخطأ والتمسك بمشروع الإيرانوفوبيا القديم". وشن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية هجوما على سياسات السعودية.

وفد كوري

على صعيد آخر، اتجه وفد دبلوماسي كوري جنوبي من سيول إلى طهران، لإجراء مباحثات بشأن الإفراج عن ناقلة النفط التي احتجزتها قوات "الحرس الثوري"، في مياه الخليج أخيراً، عازية الأسباب إلى انتهاك القطعة البحرية للبروتوكولات المتعلقة بالحفاظ على البيئة البحرية.

وخفضت سيول مستوى التمثيل الدبلوماسي للوفد، الذي كان من المفترض أن يترأسه مسؤولا بدرجة نائب وزير، وكلفت المدير العام لشؤون إفريقيا والشرق الأوسط كوكيونغ سوك بقيادة الوفد للتفاوض مع الإيرانيين، لإطلاق السفينة وطاقمها، متعدد الجنسيات، المحتجز في ميناء بندر عباس بمحافظة هرمزكان.

وتبادلت طهران وسيول الاتهامات بشأن الناقلة وقانونية احتجازها، وردت الأولى على الأخيرة التي شبهت خطوتها بـ"احتجاز الرهائن" بمطالبتها بالإفراج عن 7 مليارات دولار مجمدة في البنوك الكورية، بسبب العقوبات الأميركية الأحادية.

ومن المقرر أن يصل الوفد إلى طهران مروراً بقطر.

طهران ــ فزراد قاسمي

وفد كوري إلى طهران لتحرير «الناقلة»
back to top