المعلمون صفوف أولى بامتياز

نشر في 08-01-2021
آخر تحديث 08-01-2021 | 00:02
 سعد العجمي. مع ظهور جائحة كورونا برزت لدينا جميعاً مشكلة التعليم، وما رافقها من ظروف منذ بداية إيقاف التعليم في المدارس والجامعات، إلى أن اتخذ قرار التعليم عن بعد بما صاحبه من انتقادات وانقسام بين مؤيد ومعارض، سواء من المسؤولين والمتخصصين من أساتذة جامعة وأكاديميين ومعلمين، أو من أولياء الأمور، حتى الطلبة في الجامعات والمدارس كانت آراؤهم متباينة حول هذا الأسلوب ومدى نجاحه كتجربة جديدة علينا.

ومع كل ما يقال عن التعليم عن بعد فإنه يبقى أفضل الحلول لاستمرار العملية التعليمية وعدم انقطاع الأبناء عن الدراسة وضياع العام الدراسي عليهم، إضافة إلى ما يمكن أن يحمله من فوائد متعددة يمكن أن تغيّر من ثقافتنا ورؤيتنا للتعليم عموما وبما يواكب التطورات الحديثة تكنولوجيا وتربويا وتعليميا، إلى أن يعود الأبناء إلى مقاعدهم الدراسية.

لكن وللحقّ فإن أكثر ما لفت نظري خلال هذه الأزمة، عدم إدراكنا سابقاً لأهمية ودور المعلمين والمعلمات في جميع المراحل التعليمية خصوصاً رياض الأطفال والابتدائية، كونهما مرحلتي التأسيس، وتتطلبان جهودا وخبرات خاصة من المعلمات، كما أثبت التعليم عن بعد أهمية ما كان يقوم به المعلمون من جهود تربوية وتعليمية، بعد أن جرّبنا القيام بدورهم فعانينا الكثير ونحن أولياء أمور ولفترة محددة، فما بالكم بمعاناتهم اليومية وعلى مدار العام من تحضير وتوجيه وتعليم ومتابعة واختبارات، وصدق الشاعر الكبير أحمد شوقي عندما قال:

قـُــــمْ للمــعــــلـّمِ وَفِّـــــــهِ التـبـجــــــيــــــــلا كادَ الـمـعلـّمُ أن يكـــونَ رســــــــــــــولا

أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي يبني وينشئُ أنفـساً وعقولا

فيجب على السلطتين التشريعية والتنفيذية النظر إلى هذه الفئة العزيزة علينا ممن علمونا ويعلمون أبناءنا بشكل أكثر أهمية أن يمنحوا الامتيازات والحوافز المادية والمعنوية التي يستحقونها لتصبح مهنة التعليم جاذبة ومحببة للشباب الكويتيين، وأن يكرموا سنوياً كصفوف أولى مع "كورونا" أو من دونها، ولا أظن أن إنساناً يمكن أن يعارض إعطاءهم ما يستحقون، فجميعنا تعلمنا على أيديهم وأبناؤنا مستمرون معهم، فتحية لهم ولجهودهم.

فالكل يتحدث هذه الأيام عن الصفوف الأولى وجهودهم في مواجهة جائحة كورونا وما ارتبط بها من تداعيات صحية، خصوصاً الكوادر الطبية والتمريضية ورجال الدفاع والداخلية والحرس الوطني وكذلك الفرق التطوعية، وجميعهم يستحقون التكريم والإشادة على ما قدموه ويقدمونه حتى الآن من تضحيات وجهود.

سعد سعد العجمي

back to top