لبنان: مجسمات قاسم سليماني كادت تشعل «خطوط التماس»

أمين الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصرالله طلب من خامنئي منع التصريح بالنيابة عن «الحزب»

نشر في 06-01-2021
آخر تحديث 06-01-2021 | 00:04
جسم الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني
جسم الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني
انعكست الذكرى الأولى لمقتل قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني توتراً على الساحتين السياسية والأمنية في لبنان الذي كاد ينزلق إلى طريق لا تحمد عقباه بعدما رفع أنصار «حزب الله» صوراً ومجسمات لسليماني في مناطق لا تخضع لنفوذ الحزب، بل على العكس.

فقد ألصق مؤيدو الحزب صورة سليماني على مجسم الثورة في قلب بيروت، قبل أن يرفعوا له صوراً في منطقة نهر الكلب (ذات الأغلبية المسيحية).

وأثارت هذه الخطوة ردود فعل من أبناء تلك المنطقة الذين عمدوا إلى إحراق الصور رافعين في المقابل صوراً لرئيس الجمهورية السابق بشير الجميل ورئيس الحكومة السابق رفيق الحريري.

وانتقل التوتر إلى خطوط التماس التاريخية على مداخل منطقة عين الرمانة مع انتشار كثيف للجيش اللبناني وسط مخاوف من ردات فعل بين سكان تلك المنطقة وسكان منطقة الشياح الداعمين لـ»حزب الله» وحركة «أمل» كما أفادت تقارير إعلامية عن تجمعات تحت جسر المشرفية (الضاحية الجنوبية) تم خلالها حرق صور الرئيس الجميّل. وكان مجهولون أقدموا على إحراق صور لسليماني على طريق عام بريتال السبت الماضي، كما وقع ليل الأحد – الاثنين إشكال بين أنصار لـ»حزب الله» و»الحزب الشيوعي» في بلدة عدلون جنوباً، تخلله تمزيق متبادل لصور رموز وقادة تابعين للطرفين.

ويأتي كل ذلك بعد التصعيد السياسي غداة تصريح قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني علي حاجي زاده، الذي قال، إن «غزة ولبنان هما الخط الأمامي للمواجهة بوجه الاحتلال الإسرائيلي» ما دفع أمين الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصرالله إلى القيام بالاتصال بمكتب المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي يوم الأحد الماضي وطلب توضيحاً لتصريحات المسؤول الإيراني.

وأكد مصدر في مكتب رئيس الجمهورية الإيرانية لـ «الجريدة» لم يشأ ذكر اسمه أن «نصرالله انتقد خلال الاتصال هذه التصريحات بشدة نظراً لتأثيرها السياسي السلبي على موقف حزب الله في لبنان وطلب من المرشد الأعلى أن يقوم بمنع جميع القادة العسكريين والسياسيين من التصريح بالنيابة عن حزب الله في لبنان أو المقاومة في لبنان، وذلك قبل خطابه التلفزيوني الذي قام خلاله بتوضيح كلام حاجي زادة.» وبحسب المصدر، قال نصرالله مازحاً خلال الاتصال: «نحن نبعد حاملات الطائرات عن أراضينا بالسياسة والعسكر يعيدونها بتصريحاتهم».

ودخل رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، أمس، على خط السجال مع نصرالله وقال، إن «أمين عام حزب الله تخطى في كلمته الأخيرة كل الحدود والسقوف».

وأشار إلى أن «نصرالله قال إن مقاومته تحمي لبنان وتحافظ على حقوقه. فبالله عليك يا سيد حسن فنحن لا نريد منك أن تحافظ على لبنان ولا أن تحمي حقوقه».

وأضاف: «جل ما نريده منك هو عدم التعدي على لبنان واللبنانيين، إذ لم يسبق أن انتهكت سيادة لبنان كما هي منتهكة اليوم، ولم يسبق أن ذل الشعب اللبناني كما هو مذلول اليوم، ولم يسبق أن شهد البلد انهياراً كما هي الحال اليوم، ولم يسبق أن خسر لبنان صداقاته العربية والغربية كما هو حاصل اليوم، ولم يسبق أن تحول جواز سفر اللبناني إلى مهزلة على غرار ما هو عليه اليوم، وذلك كله بسبب مقاومتك».

الجريدة - بيروت

back to top