نافذة المعرفة النفطية: وطننا في خطر... رددها العمّ برقان 3 مرات

نشر في 04-01-2021
آخر تحديث 04-01-2021 | 00:30
 أحمد راشد العربيد ... وصاح بصوت عال اخترق الطبقات الأرضية الثلاث التي يتشكل منها الحقل، ويكمن فيها النفط منادياً: ثنيان... يا ثنيان... اسمع يا ابني: الكويت لا يعوزها الكوادر ولا المال ولا الأجهزة الحديثة، الكويت تملك كل ذلك، إنما هي تبحث عن أولئك الممارسين الناجحين ذوي الخبرة في المجالات الصعبة في صناعات النفط التي يكون فيها ضمان النجاح والإنجاز وتحقيق الربح أمرا يتطلب دقة أعلى وتقليل التكاليف وتمكين الكوادر الوطنية من نقل واكتساب وإدارة الخبرة محليا، واجب مهم جدا، وفي هذه الحالة تكتمل دائرة نقل التكنولوجيا وتكتمل المنفعة لكل الأطراف.

أنت يا مطلق حباك الله بذكاء فطري، وجعلك قادرا على التعامل مع المشاريع الرقمية الحديثة وفهمها بسرعة، كما نحتاج إلى مثلك اليوم الكثير من أبناء الكويت، ونحتاج أمثالهم من كل مكان في العالم، وإلا فقدنا القدرة على إنتاج النفط ونحن نملكه تحت أرجلنا.

ولتكن "الغرفة" هي مصدر الإلهام في التنفيذ والإبداع، من خلال تجهيز الحلول المناسبة وتطبيقاتها العملية للخلل الهيكلي الذي يعانيه الاقتصاد الوطني، فالعالم سيشهد نقلة كبيرة في النظم الإلكترونية والمعلوماتية

والذكاء الاصطناعي، ويستهدف بذلك ترشيد التكاليف للتمكن من اتخاذ القرار بتنافسية حقق فيها النجاح، والغرفة بحاجة إلى تعزيز أدائها التنموي وهو التحدي الكبير للغرفة.

يا ثنيان ويا مطلق ويا معصومة... يحدثكم مرة أخرى العم برقان، ويقول لكم إنكم قد أخطأتم في السابقات، ليريكم مثالا حيا، والأمثلة كثيرة في مشاريع أخرى.

مشروع تطوير حقول النفط في شمال الكويت

كنت على رأس هذا المشروع لفترات متقطعة، وكنت مؤمنا بأهمية المشروع استراتيجيا واقتصاديا وتجاريا وأمنيا. تم رفض المشروع من مجلس الأمة بعد تعطيل لمدة استغرقت 10 سنوات. كان المطلوب من المشروع أن يتم زيادة الإنتاج من حقول صعبة الإدارة لم يتم تجريبها من قبل في حقول الكويت.

أعد الفريق المسؤول عن المشروع نموذجا ماليا يضمن أن تكون حصة الكويت بعد خصم التكلفة لا تقل عن 98 في المئة، أما الـ 2 في المئة فقط فهي للشركة الأجنبية، وهذا النموذج تسابقت له دول الجوار، وتم تطبيقه بنجاح كبير.

ماذا خسرت الكويت في عدم تنفيذ هذا المشروع، حتى وصل إنتاج إحدى هذه الدول الى 6 ملايين ونصف المليون برميل يومياً؟

وطننا في خطر

لا شك في أن الكويت تشعر اليوم بالمرارة والأسى لخسارتها ولفشلها، فخسرت التنافسية العالمية، وقد كانت على كسبها قادرة لتوافر كل المتطلبات للتحقيق.

إن فوات الفرصة لكسب ما يزيد على تريليون دورلار هو ضياع لمستحقات أجيال قادمة قد تم إهداره عبثاً وعجزاً عن اتخاذ القرار الاستراتيجي.

Twitter @aarbeed

back to top