حبس أنفاس بالعراق في أسبوع ذكرى قاسم سليماني

طهران تسحب يدها من أي هجمات لفصائل «خارجة عن الطاعة»

نشر في 01-01-2021
آخر تحديث 01-01-2021 | 00:12
عراقيان يستعدان لتوزيع صور لسليماني والمهندس في بغداد (أ ف ب)
عراقيان يستعدان لتوزيع صور لسليماني والمهندس في بغداد (أ ف ب)
بدأت إيران إحياء الذكرى السنوية الأولى لمقتل جنرالها الأشهر قاسم سليماني بغارة أميركية قرب مطار بغداد، في حين عززت واشنطن حضورها العسكري بالمنطقة، تحسباً لهجوم قد يستهدف قواتها في العراق.

وكشف مسؤول أميركي بـ «البنتاغون» لوسائل إعلام أميركية ودولية عن معلومات استخبارية هي الأكثر إثارةً للقلق منذ اغتيال سليماني القائد السابق لـ «فيلق القدس» الذراع الخارجية لـ «الحرس الثوري» بحوزة واشنطن، تُنذر بتهديد جدي وخطير حول هجمات معقدة وشيكة بالعراق ستستهدف القوات الأميركية.

ودعا المسؤول العسكري طهران إلى سحب يدها من أي هجمات يتم الإعداد لها في ‫العراق، ‏كاشفاً النقاب عن تسجيل تدفق كبير للسلاح من إيران إلى ‫العراق أخيراً.

ويأتي كلام المسؤول، الذي لم يكشف عن اسمه، في وقت أعلن فيه «البنتاغون» إرسال قاذفتين جويتين من طراز «بي- 52» في مهمة خاصة إلى الشرق الأوسط.

وفي بيان، قالت القيادة الوسطى الأميركية (سنتكوم)، التي تشرف على العمليات العسكرية في المنطقة، إن نشر القاذفتين بمنزلة «رسالة ردع واضحة لأي شخص ينوي إلحاق الضرر بالأميركيين أو المصالح الأميركية».

وقال قائد «سنتكوم» الجنرال فرانك ماكنزي: «نحن لا نسعى إلى الصراع، لكن لا ينبغي لأحد أن يقلل من قدرتنا على الدفاع عن قواتنا، أو التصرف بشكل حاسم رداً على أي هجوم».

في المقابل، تحدثت شبكة CNN عن انقسام في «البنتاغون» حول احتمال وقوع هجوم، ونقلت عن مسؤول دفاعي قوله إن «الجيش لا يعتقد أن هجوماً يوشك أن يحدث، ولكن يتخذون كل الإجراءات للتأكد من ردع إيران وحماية القوات الأميركية».

وفي طهران، قالت مصادر لـ «الجريدة»، إن هناك حالة استنفار بالفعل، وتم إلغاء جميع إجازات العسكريين منذ أمس الأول، وعُززت الدفاعات حول المنشآت الحيوية والنووية، كما نُظمت مناورات عاجلة في بحر عمان.

وفي ما بدا أنه رد على دعوة «البنتاغون» لإيران لسحب يدها من أي هجوم، قال مصدر في «فيلق القدس» لـ «الجريدة» إن «طهران لن تبادر إلى أي تصعيد عسكري، وفي حال وقعت هجمات فإن فصائل عراقية خارجة عن طاعة إيران قد تكون وراءها».

وإذ لم يستبعد وقوع أعمال عسكرية في الأيام القليلة المقبلة، أكد المصدر أن طهران أوصلت موقفها واضحاً لواشنطن عبر بغداد، كما أنها أكدت للأخيرة أنها ضد أي تصعيد بالعراق.

وبينما هدد قائد «فيلق القدس» إسماعيل قآني باغتيال ترامب، قال الرئيس الإيراني ​حسن روحاني​ أمس، إن بلاده وشعوب المنطقة «ستنتقم في الوقت المناسب لمقتل قائد ​فيلق القدس​ السابق ​قاسم سليماني​«، لكنه حذّر من محاولات «بث التفرقة وإضعاف الحكومة»، مشدداً على أن «ترامب سيرحل بعد ثلاثة أسابيع من ​الإدارة الأميركية​ والحياة السياسية».

من ناحيته، كتب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تغريدة على «تويتر»: «مع نهاية عام من الألم، دعونا نأمل في بدايات جديدة بالعام المقبل، تُنهي حقبة من الجنون وازدراء القانون والتعددية- حقبة استمرت أربع سنوات وتسببت في الكثير من إراقة الدماء والإرهاب والوحشية».

وفي تغريدة أخرى، قال ظريف إن هناك «معلومات من العراق تشير إلى مخطط أميركي لخلق ذريعة للحرب»، مضيفاً: «لا نسعى للحرب لكن سندافع عن شعبنا وأمننا ومصالحنا الحيوية».

أما في بغداد، فيخشى المراقبون الأسوأ، ويتوقعون انهيار حكومة مصطفى الكاظمي إذا حدث بالفعل تصعيد أميركي- إيراني على الأراضي العراقية. ويقول الباحث في مؤسسة القرن سجاد جياد إن «احتمال انهيار الحكومة كبير. الجماعات الصغيرة الموالية لإيران لها حلفاء سياسيون يمكنهم الإطاحة» بالكاظمي في البرلمان خصوصاً وسط التوتر بين رئيس الحكومة وميليشيات «عصائب أهل الحق» و«كتائب حزب الله».

وكانت تقارير أفادت بأن عدداً من قيادات الفصائل العراقية المسلحة الموالية لإيران بالعراق، غادروا بغداد ولجأوا إلى أماكن آمنة، وبعضهم انتقل إلى إيران خوفاً من أي رد فعل أميركي ضدهم.

طهران - فرزاد قاسمي

back to top