السلالة الجديدة لفيروس كورونا تتمدد... وأوروبا تبدأ التطعيم

«الفيروس المتحوّر» قد يؤثر على الأجسام المضادة... ورصد أول عارض جانبي لـ «موديرنا»

نشر في 27-12-2020
آخر تحديث 27-12-2020 | 00:04
جنود ينقلون عبوات لقاح «فايزر» إلى أحد المستشفيات في بودابست أمس    (إي بي اي)
جنود ينقلون عبوات لقاح «فايزر» إلى أحد المستشفيات في بودابست أمس (إي بي اي)
في وقت أُجبرت دول عدة في الاتحاد الأوروبي على فرض تدابير إغلاق جرّاء ظهور سلالة جديدة من فيروس «كورونا»، الذي ظهر في بريطانيا، ويُعتقد أنها معدية أكثر، وتواصل تفشيها في دول عدّة، تسلّم التكتّل أولى جرعات لقاح «كوفيد 19» عشية بدء حملات التطعيم.
أعلنت عدة دول أمس تسجيل إصابات بالسلالة الجديدة لفيروس «كورونا»، ما يثير قلق الهيئات الصحية التي تعاني أساسا الضغط.

وفي إسبانيا، أعلنت سلطات منطقة العاصمة مدريد أمس، تسجيل 4 إصابات بالسلالة المتحوّرة، هي الأولى التي يتم اكتشافها لأشخاص وصلوا أخيراً من المملكة المتحدة.

وفي فرنسا، أكدت وزارة الصحة الفرنسية اكتشاف أول إصابة بالسلالة الجديدة لدى مواطن عاد من بريطانيا في 19 ديسمبر، ولم تظهر عليه أي أعراض.

كما أكدت اليابان تسجيل 5 إصابات لدى ركاب قدموا من لندن، فيما سجّلت حالات كذلك في الدنمارك وألمانيا وأستراليا وهولندا والسويد، وأصبح لبنان أول دولة عربية يعلن رصد الفيروس المتحور لمسافر قادم من لندن.

إجراءات جديدة

وفي حين لا تزال معظم دول العالم تمنع السفر الى بريطانيا، سيتعين على المسافرين جواً إلى الولايات المتحدة من بريطانيا الخضوع لاختبارات تثبت خلوهم من مرض «كوفيد 19»، خلال 72 ساعة قبل موعد إقلاع رحلاتهم، وفي موجة جديدة من القيود، اشترطت هولندا وتركيا على من يرغب في السفر إليهما، تقديم إثبات إجراء فحص للإصابة بالفيروس تكون نتيجته سالبة.

جنوب إفريقيا

وأول من أمس، كشفت السلطات الصحية في جنوب إفريقيا أن ما بين 80 في المئة و90 في المئة من الحالات الجديدة المصابة بالفيروس في البلاد تحمل السلالة الجديدة المشار إليه باسم 501V2، لكنها نفت التصريحات الصادرة من بريطانيا التي أفادت بأن سلاسلتها أخطر ومعدية أكثر من تلك المكتشفة في المملكة المتحدة.

سلالتان جديدتان

وأصبح تطور الفيروس إلى سلالتين جديدتين مثار قلق العلماء، خصوصاً بعد معرفة المزيد عن خواصهما، والاستنتاج الصادم بشأن طريقة نشأة أحدهما على الأقل. وبات من شبه المتيقن أن السلاتين الجديدتين من الفيروس أكثر قابلية للانتقال من الفيروس السائد سابقاً، الأمر الذي يثير تساؤلات حول كيفية مجابهة تطوره في ظل إخفاق العالم في التصدي للنسخة القديمة.

ويُعتقد أن تطور «كورونا» إلى هاتين السلالتين تم عبر مسارين مختلفين رغم تشابهما.

ويبدو أن إحداهما نشأت بمقاطعة كِنت الإنكليزية في سبتمبر الماضي، والأخرى جاءت من جنوب إفريقيا.

واللافت للنظر في السلالة الجديدة بالمملكة المتحدة هو عدد الطفرات التي تحملها، إذ إن هناك 23 تغييراً في الشيفرة الجينية. ولا يُعتقد أن 6 من هذه التغييرات تؤثِّر على الفيروس، لكن يمكن أن تؤثِّر التغييرات الأخرى على سلوكه.

وتكمن الطفرات الأكثر إثارة للقلق في البروتين الشائك الذي يتوِّج سطح الفيروس. ويساعد البروتين الشائك الفيروس على غزو الخلايا، وهو المُستهدَف بالنسبة لمعظم اللقاحات.

فيما تحتوي السلالة الجنوب إفريقية أيضاً على طفراتٍ عدة، من ضمنها طفرة N501Y.

تحذير بريطاني

ووسط تطمينات من أن اللقاحات ستبقى فعالة بمواجهة السلالة الجديدة، حذّر خبير الفيروسات البريطاني البارز، بيتر هوربي، من أن السلالة التي رصدت في جنوب افريقيا، والأخرى التي أعلنت الحكومة البريطانية رصد تفشيها في وقت سابق من الشهر الجاري، «قد تضرّان بفعالية اللقاحات ضد الفيروس التاجي»، موضحاً أنهما «قد تؤثران على الأجسام المضادة، ما سيزيد من خطر الإصابة بالوباء بشكل متكرر».

التطعيم في أوروبا

في هذه الأثناء تواصلت حملات التطعيم حول العالم، ومن المقرر أن تبدأ في جميع دول الاتحاد الأوروبي الـ27 اليوم، بعدما أقرّت الجهات المنظمة اللقاح الذي طوّرته شركة «فايزر» الأميركية بالتعاون مع نظيرتها «بيونتيك» الألمانية في 21 ديسمبر.

ووصلت، أمس، الجرعات الأولى من اللقاحات إلى الولايات الألمانية، ومن المنتظر أن يتم البدء في التطعيمات بالذين تزيد أعمارهم على 80 عاماً، إضافة إلى أطقم الرعاية وأطقم المستشفيات.

وفي النمسا التي بدأت، أمس، الإغلاق الاقتصادي الثالث بسبب تفشي الوباء والذي سيستمر 3 أسابيع، أعلنت السلطات وصول الشحنة الأولى من اللقاح (10 آلاف جرعة)، قادمة من بلجيكا عبر ألمانيا تحت حراسة الشرطة.

ووصلت الشحنة الأولى من نحو 10 آلاف جرعة من اللقاح إلى هولندا أمس.

وإلى باريس، وصلت أمس، 19500 جرعة من اللقاح قادمة من بلجيكا تحت حراسة مشددة، على أن تنطلق عملية التطعيم اليوم، مبتدئة بكبار السن الراقدين في مراكز رعاية المسنين.

وتلقّت اليونان شحنة من 9750 جرعة، لتبدأ حملة التلقيح، مثلما هو الشأن في فرنسا، اليوم، في دور العجزة ومصالح رعاية المسنين في المستشفيات.

من جهتها، وصلت برًّا، الشحنات الأولى للقاح إلى إيطاليا عبر النمسا، بمرافقة الشرطة.

وفي بودابست، أعلن ناطق باسم الحكومة المجرية، بدء تطعيم العاملين في مجال الرعاية الصحية. ووصلت إلى مالطا أول شحنة من اللقاح وتضم 10 آلاف جرعة، قبل يوم من بدء برنامجها للتطعيم. وذكرت سلطات الصحة العامة في الدنمارك وفنلندا والنرويج والسويد انها تسلمت دفعاتها الأولى من «فايزر». ومن المتوقع أن تتلقى أيسلندا حزمتها الأولى من اللقاحات غداً.

السلطنة

عربياً، تبدأ سلطنة عمان رسمياً اليوم، حملة التطعيم بلقاح «فايزر»، تستهدف المرحلة الأولى الفئات الأكثر عرضة للإصابة، من ضمنها العاملون في الخطوط الأمامية، والمصابون بالأمراض المزمنة، وكبار السن. وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تلقى اللقاح، أمس الأول، أمام العدسات، في حين تواصلت حملات التطعيم في المملكة والإمارات والكويت.

«سبوتنيك في» و«موديرنا»

وفي موسكو، أجزت وزارة الصحة أمس، تطعيم من هم فوق الستين عاما بلقاح «سبوتنيك في» الروسي، الذي أكد منتجوه، أن فعاليته في حماية المواطنين المسنين من الوباء تتجاوز 90 في المئة.

إلى ذلك، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن طبيب في بوسطن يعاني حساسية المحار قوله، إنه أُصيب بحساسية شديدة بعد تلقيه الخميس الماضي، لقاح «موديرنا».

وأوردت الصحيفة أن الدكتور حسين صدر زاده، زميل طب أورام المسنين في «مركز بوسطن الطبي»، أصيب بحساسية شديدة فور تلقيه التطعيم بهذا اللقاح، وشعر بدوار وتسارع في ضربات القلب.

ويعتبر هذا أول رد فعل حاد يجري ربطه علناً بلقاح «موديرنا»، الذي طُرح قبل أيام على مستوى الولايات المتحدة.

النمسا تدخل في إغلاقٍ ثالثٍ... وروسيا تجيز تطعيم ما فوق الـ60
back to top