وثيقة لها تاريخ: في كتابها الأبيض... بريطانيا ترفض مقترح تقسيم فلسطين عام 1939م

نشر في 25-12-2020
آخر تحديث 25-12-2020 | 00:06
باسم اللوغاني
باسم اللوغاني
حينما نقرأ في وثيقة "الكتاب الأبيض" البريطانية، التي صدرت عام 1939م، نجد مفارقات عجيبة بين الماضي والحاضر، فيما يتعلق بالموقف البريطاني.

لقد وضعت بريطانيا موقفها ورؤيتها لمستقبل فلسطين في هذه الوثيقة، التي للأسف لم ترَ النور، ولم يلتفت لها أحد، بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية.

في الصفحتين الثانية والثالثة من هذا البيان التاريخي، لخَّصت بريطانيا أساس رؤيتها، فقالت إن بعض العبارات الواردة في صك الانتداب البريطاني لفلسطين، الذي أقرَّته عصبة الأمم، غامضة، وهي السبب في الشكوك والخلافات بين العرب واليهود.

النص الوارد في الكتاب الأبيض يقول: "وقد لفتت اللجنة الملكية ولجان التحقيق الأخرى التي سبقتها النظر إلى الغموض المحيط ببعض العبارات الواردة في صك الانتداب، كعبارة وطن قومي للشعب اليهودي، ووجدت في هذا الغموض وفيما نشأ عنه من الريبة حول الأهداف التي ترمي إليها الخطة السياسية، سبباً أساسياً للقلق والشحناء بين العرب واليهود".

فالكتاب الأبيض، وهو الموقف الرسمي للحكومة البريطانية، آنذاك، يرى أنه من الضروري توضيح عبارة "وطن قومي للشعب اليهودي"، التي فرضتها عصبة الأمم في نص الانتداب البريطاني على فلسطين.

ويمضي الكتاب الأبيض بالقول: "إن حكومة جلالته مقتنعة بأن مصلحة السلام ورفاه جميع أهالي فلسطين تحتم وضع تعريف صريح للخطة السياسية ولأهدافها".

ويؤكد الكتاب الأبيض أيضاً، أنه "من شأن اقتراح التقسيم الذي أوصت به اللجنة الملكية، أن يوفر مثل هذه الصراحة، غير أنه وجد أن تشكيل دولتين مستقلتين ضمن فلسطين إحداهما عربية والأخرى يهودية، يكون في استطاعتهما سد نفقاتهما بذاتهما، ليس من الأمور العملية".

وتعزز وثيقة الكتاب البريطاني موقف الحكومة البريطانية، فتقول: "لذلك كان لزاماً على حكومة جلالته أن تستنبط، بدلاً من التقسيم، سياسة أخرى من شأنها أن تفي بما تتطلبه الحالة في فلسطين على وجه يتفق مع الالتزامات المترتبة عليها نحو العرب ونحو اليهود". ويتضح من كل ما تقدَّم، أن الحكومة البريطانية كانت ضد تقسيم فلسطين إلى دولتين (عربية ويهودية)، وترى أن ذلك ليس حلاً عملياً، مما دفعها إلى إعداد وثيقة "الكتاب الأبيض"، وعرض رأيها وموقفها بعد دراسة متأنية وبحث مستفيض، ومن ثم محاولة إقناع الأطراف العربية واليهودية والدولية.

في المقال المقبل، سنتحدث عن الأبواب الرئيسة التي وردت في وثيقة الكتاب الأبيض التي نسيها الزمان وغابت عن ذاكرة التاريخ.

باسم اللوغاني

back to top