بصراحة: إلى رئيس البرلمان

نشر في 25-12-2020
آخر تحديث 25-12-2020 | 00:05
 ناصر المحياني انقسمت الجموع الجماهيرية المتابعة لفصول الأداء السياسي الى فريقين عقب إزاحة الستار عن نتائج الانتخابات البرلمانية، ففريقٌ يتابع وفق لغة العقل والاتزان والتفاؤل والحكمة السياسية، والآخر أخذ بالمتابعة وفق منظور العاطفة والترقب السياسي ضمن نطاق التوقيت والظرف الآني، حيث بدا ذلك جلياً عبر تضارب مختلف الآراء ووجهات النظر لمتابعي مشاهد الساحة السياسية، منذ انطلاق فصول الاجتماعات التنسيقية الرامية الى الإصلاح الشامل والتنمية المستدامة، والتي أتت متوافقة تماماً مع تطلعات وآمال الشارع السياسي، الى أن تمت الدعوة رسمياً الى دور الانعقاد لمجلس الأمة، وحسمت النتيجة في مقعد الرئاسة، لتليها مخرجات نتائج اللجان البرلمانية، وبذلك يكون قد أعلن عن إسدال الستار على أول فصل من فصول العمل البرلماني.

وحيث إن ذلك الفصلَ قد انتهى، فلنا أن نقف قليلاً لنستذكر النطق السامي لاستهلالية جلسة افتتاح دور الانعقاد العادي الأول للفصل التشريعي السادس عشر لمجلس الأمة يوم الثلاثاء الموافق 15 ديسمبر 2020م، حين تفضل صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح قائلاً: «لم يعد هناك متسع لهدر المزيد من الجهد والوقت والإمكانات في ترَف الصراعات وتصفية الحسابات وافتعال الأزمات، والتي أصبحت محل استياء وإحباط المواطنين، وعقبة أمام أي إنجاز».

كذلك خطاب الرئيس حين قال: «سأخاطبكم كرئيس لمجلس الأمة بكل صدق وأشهد الله سبحانه وتعالى والشعب الكويتي على ما أقول، لقد نالني من الإساءات ما نالني في فترة الأيام السابقة والتزمت الصمت واحتسبت وتوكلت على الله سبحانه وتعالى، واحتراماً لتوجيهات صاحب السمو وسمو ولي العهد، واحتراماً لأعضاء مجلس الأمة جميعاً دون استثناء، فأنا أتسامىٰ فوق الجراح لمصلحة الكويت والكويتيين ولمصلحة البلاد والعباد، وأقولها لكم أمد يدي لكم جميعاً».

الأخ الرئيس، لا يخفى على البرلمان ورئيسه بلا استثناء ما تريده الأمة جمعاء، فهي ليست مصدراً لافتعال الأزمات وتصفية الحسابات الشخصية، وإن كان رأياً ضمن الأطر القانونية، بقدر بحثها فعلياً عن برنامج إصلاحي شامل يدعم مسيرة الإنجازات وصولاً الى التنمية المستدامة، وعودة الدولة الى مكانتها السابقة في مقدمة دول المنطقة، وحيث إن مقعد رئيس البرلمان يعد بمثابة شوكة الميزان بين كفة الأمة وكفة الحكومة، لذا فإن الفرصة لا تزال سانحةً لاحتواء الشعب بأكمله، عبر طرح وإنجاز القوانين الشعبية التي تخدم المصلحة العامة، فالجميع اليوم بحاجة ماسة الى العمل البرلماني المتزن، ولنا في المجالس السابقة من ينفخ في رماد «الاستفزاز السياسي » ليوقد نار الاحتقان والتأزيم، ومن ثم الى عدم التعاون وبلا فائدةٍ تعود بالنفع على الجميع، لذا لتكن أنت الداعم الأول صراحةً للقوانين التي تخدم المواطنين، وذلك اقتباساً من خطابك بعد الفوز بالرئاسة: «أمد يدي لكم جميعاً» لاسيما أن الجميع في ظل «العهد الجديد»، وبما أن الفرص الثمينة لا تعوّض، «فقد وجب الاقتناص».

ناصر المحياني

back to top