شركة موديرنا يعطي دفعة للتطعيم وربع الأميركيين «متشككون»

●حالة إيمانويل ماكرون «مستقرة»... وسلالة متحوّرة من الفيروس تهدّد بعزل لندن
● رئيس البرازيل: لقاح «فايزر» يمكنه إنبات لحية للنساء وتحويل شخص إلى تمساح!

نشر في 20-12-2020
آخر تحديث 20-12-2020 | 00:05
ممرضة رومانية تتفقد ثلاجات لقاح فايزر في المخزن الوطني للقاحات في بوخارست (أ ف ب )
ممرضة رومانية تتفقد ثلاجات لقاح فايزر في المخزن الوطني للقاحات في بوخارست (أ ف ب )
حققت الولايات المتحدة اختراقاً جديداً باعتمادها ثاني لقاحاتها، في وقت كشفت بيانات جديدة أن أكثر من ربع الأميركيين يقولون إنهم ربما، أو بالتأكيد، لن يأخذوا اللقاح.
مهّد سماح السلطات الأميركية بالاستخدام الطارئ للقاح فيروس كورونا المستجد الذي طورته شركة موديرنا، الطريق أمام إرسال ملايين الجرعات من ثاني لقاح يحصل على الضوء الأخضر إلى أنحاء البلد الذي يعد الأكثر تضررا جرّاء الوباء في العالم، وذلك وبعد أسبوع من موافقتها على الاستخدام الطارئ للقاح شركة فايزر وشريكتها الألمانية «بيونتيك».

وسيعطي هذا الترخيص دفعة كبيرة لحملات التطعيم سواء في الدول التي بدأت بالفعل في عمليات التلقيح الجماعية التي تعتبر الأكبر في التاريخ، مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، وكذلك للدول الاخرى التي تنوي البدء بهذه العملية في الايام المقبلة.

ولقاح «مودرنا» هو الثاني الذي يحصل على ترخيص الاستخدام الطارئ من إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية FDA.

وتلقى آلاف من العاملين في قطاع الرعاية الصحية لقاح «فايزر» خلال الأيام السبعة الماضية. وأشاد الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب بالموافقة على «موديرنا» وكتب على «تويتر»: «أقدم لكم التهنئة. لقاح موديرنا متاح الآن».

وعلى عكس «فايزر»، لا يحتاج «موديرنا»، الذي يقدم في جرعتين يفصل بينهما 28 يوماً، الى درجة حرارة شديدة الانخفاض (70 درجة مئوية تحت الصفر) للتخزين، مما يسمح بتوزيعه على عدد أوسع من المناطق والدول التي لا تملك قدرة على تطوير وتوفير منشآت تبريد. كما يمكن تسليم «موديرنا» على دفعات أصغر، وعلى سبيل المثال تأمل الولايات في توفيره للمناطق الأقل كثافة سكانية، والمستشفيات الريفية، والإدارات الصحية المحلية التي لم تكن موجودة في أعلى قائمة التوزيع. ومن المتوقع أن يبدأ توزيع «موديرنا» بحلول الغد، على أن يتلقاة أول شخص اللقاح خلال ساعات.

وفي حين باتت الولايات المتحدة تسجّل أكثر من 2500 وفاة يومياً، تحرّك كبار المسؤولين بمن فيهم نائب الرئيس مايك بنس لتلقي اللقاحات أمس الأول.

وقال بنس الذي يقود فريق العمل المكلف التصدي لوباء كورونا في البيت الأبيض «أعتقد أيضا أن التاريخ سيسجل أن هذا الأسبوع كان بداية النهاية الجائحة».

كما أعلن الرئيس المنتخب جو بايدن الذي سيتولى منصبه في 20 يناير، أنه سيتلقى اللقاح علنا كذلك، غدا.

وستتلقى نائبة الرئيس المقبلة كامالا هاريس، بدورها، اللقاح الأسبوع التالي.

بدوره، أكد ترامب، الذي يعتقد أنه يحظى بمناعة حاليا بعدما تعافى من «كورونا»، وكان غيابه عن فعاليات تطعيم بنس لافتا، بأنه سيكون على استعداد لتلقي اللقاح.

وفي موسكو، هنأ حساب لقاح «سبوتنيك في» الروسي المضاد للفيروس شركة «موديرنا» باعتماد لقاحها رسميا في الولايات المتحدة.

أعراض حساسية

في المقابل، أكد مدير مركز تقييم البيولوجيا والأبحاث في إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA)، بيتر ماركس، أن لقاح «فايزر» تسبب في رد فعل تحسسي لدى عدد من الذين خضعوا للتطعيم به في الولايات المتحدة.

وصرح ماركس، أمس الأول، بأن التحقيق جار في ظهور أعراض تحسسية لدى 5 أشخاص على الأقل بعد تلقيهم اللقاح، مشيرا إلى أن هذه الحالات سجلت في أكثر من ولاية، منها ألاسكا.

ورجح المسؤول أن سبب ظهور هذه الأعراض غير المتوقعة يعود إلى مادة «بولي إيثيلين غلايكول» PEG التي يضمها لقاح «فايزر» وكذلك لقاح «موديرنا».

شكوك

ورغم صور للعاملين في مجال الرعاية الصحية والارتياح باد على محياهم خلال تلقيهم اللقاح، كشفت بيانات جديدة أن أكثر من ربع الأميركيين يقولون إنهم ربما أو بالتأكيد لن يأخذوا اللقاح.

ووفقا لمسح نشرته مؤسسة «كايزر» الثلاثاء، فإن الجمهوريين وسكان الأرياف والسود هم من بين الأكثر ترددًا في تلقي التطعيم.

وقال 71 بالمئة من المستطلعة آراؤهم أنهم سيحصلون بالتأكيد على لقاح، بينما أكد 34 بالمئة انهم يريدون الآن اللقاح في أسرع وقت ممكن.

وأعلن 39 بالمئة آخرون أنهم سينتظرون ليروا كيف يعمل اللقاح مع أشخاص آخرين قبل الحصول عليه بأنفسهم، و9 بالمئة أكدوا أنهم سيحصلون على اللقاح فقط إذا كان مطلوبًا للعمل أو المدرسة أو أي نشاط آخر.

وقالت نائب الرئيس التنفيذي للمؤسسة، موليان برودي، إن واحدًا من كل 4 جمهوريين تقريبًا «لا يريدون التطعيم، لأنهم لا يعتقدون أن كوفيد يشكل تهديدًا خطيرًا».

وفي البرازيل، شن الرئيس جايير بولسونارو هجومًا كاسحاً على التطعيم، من دون أن يتردد في تأكيد أن لقاح «فايزر» يمكن أن يجعل امرأة تُنبت لحية، وأن يحول شخصاً إلى تمساح.

وقال بولسونارو خلال كلمة ألقاها في بورتو سيغورو في شمال شرقي البرازيل، «في العقد مع فايزر، يقولون بوضوح تام: نحن لسنا مسؤولين عن أي آثار جانبية. إذا تحولت إلى تمساح، فهذه مشكلتك».

وقال الرئيس اليميني المتطرف بلهجة مستفزة: «إذا صار شخص سوبرمان أو نبتت لامرأة لحية، أو بدأ رجل يتحدث بصوت نسائي، فلا علاقة لهم بذلك».

قطر

وفي الدوحة، قال رئيس الوزراء القطري الشيخ خالد بن خليفة آل ثاني، أمس، إن الشحنة الأولى من لقاح «فايزر» ستصل إلى البلاد غدا، مشيراً إلى أنه سيتم توفيره مجاناً للجميع، مواطنين ووافدين.

وفي كوالالمبور، صرّح وزير التجارة الماليزي محمد عزمين علي، أمس، بأن بلاده تتوقع تسلّم أول دفعة من «فايزر» في فبراير.

وأطلقت إسرائيل، مساء أمس، حملة لتطعيم مواطنيها من الفئات المعرّضة للخطر.

وكان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (72 عاما)، أول إسرائيلي يتلقى اللقاح، تلاه وزير الصحة يولي إدلشتاين (62 عاما) في مستشفى «تل هشومير» بتل أبيب، وتم بث ذلك على الهواء مباشرة «لتشجيع المواطنين الإسرائيليين على تلقي التطعيم».

الدول الفقيرة

في غضون ذلك، أعلنت منظمة الصحة العالمية وتحالف اللقاحات «غافي» المتعاون معها اللذان وضعا آلية لتوزيع لقاحات في الدول الفقيرة، أنهما يتوقعان إرسال أولى الجرعات إلى هذه الدول في الربع الأول من عام 2021.

أوروبا

أما في أوروبا، التي تعد بين المناطق الأكثر تأثرا بالفيروس، فقد أعلنت إيطاليا قيودا جديدة مشددة خلال فترة العطلات، إذ أغلقت العديد من المتاجر وجميع المطاعم والحانات، بينما حظرت السفر بين مناطق البلاد، وأذنت لكل عائلة بالخروج من المنزل مرة واحدة كل يوم فحسب.

وأعلنت الحكومة النمساوية انها ستفرض إغلاقا شاملا في البلاد بعد اعياد الميلاد ولمدة 3 اسابيع. وسمحت سويسرا باستخدام لقاح «فايزر»، وفق ما أعلنت الهيئة الناظمة للصحة الوطنية «سويسميديك» أمس.

وفي باريس، أكد قصر الإليزيه، في بيان، أن حالة الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي ثبتت الخميس إصابته بـ «كورونا»، «مستقرة» مقارنة مع الجمعة، وأن نتائج فحوصه «جاءت مطمئنة». وأضاف البيان الموقع من جانب الطبيب جان كريستوف بيروشون، كبير أطباء رئاسة الجمهورية، أن ماكرون، الموجود بالحجر في مقر إقامته في «لا لانترن في فرساي» قرب باريس، «لا يزال يظهر نفس عوارض مرض كوفيد-19 (تعب، سعال، ألم في العضلات) والتي لا تمنعه من ممارسة مهامه».

وفي لندن، ذكرت صحيفة «تيلغراف»، أمس، أن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، استدعى كبار الوزراء، مساء أمس الأول، لمناقشة سبل احتواء سلالة جديدة متحوّرة من «كورونا» توصف بأنها «أشد خطورة». وأضافت الصحيفة أن من المحتمل تشديد قيود مكافحة الفيروس، مشيرة إلى أن الإجراءات الجديدة قد تشمل قيودا على التنقل والسفر بين جنوب شرقي إنكلترا، بما فيها العاصمة لندن، وبقية أنحاء البلاد. ومن ضمن المقترحات إمكان اتخاذ إجراءات لعزل لندن، بعد ثبوت أن السلالة المتحورة الجديدة، والتي نشأت في كنت، تنتشر بسرعة كبيرة، وسط مخاوف من انتقالها لبقية المقاطعات.

وقال مصدر من الدائرة العلمية إن «هناك دلائل كبيرة على أن سلالة الفيروس الجديدة تنتقل بسهولة من شخص لآخر».

وأعلن جونسون أنه يأمل في أن تتفادى إنكلترا فرض إجراءات عزل عام للمرة الثالثة بعد عيد الميلاد.

وأصبحت الهند الدولة الثانية بعد الولايات المتحدة، التي تسجل أكثر من 10 ملايين إصابة، حسب ما أظهرت بيانات وزارة الصحة أمس.

وتجري الحكومة الهندية استعدادات لتطعيم 300 مليون شخص، من بينهم موظفو الصحة والأشخاص فوق 50 عاما، في مرحلة أولية من يناير حتى أغسطس المقبلين.

الهند تستعد لتطعيم 300 مليون شخص

واشنطن تحقق بـ 5 حالات حساسية بسبب «فايزر» وسويسرا تسمح باستخدامه
back to top