«يا اللي فوق»

نشر في 17-12-2020
آخر تحديث 17-12-2020 | 00:10
 عبدالله الفلاح بعيداً عن الضوء والضوضاء

نكتب، لأن صراخ الأرواح أكبر من الألم، فالذين خدعوا الناس بالوعود، وتلاعبوا بهم- مثل أحجار على رقعة المجلس- اعتقدوا أنهم يجيدون اللعب، وتبين أنهم، وبشكل سريع، ليسوا أكثر من طواحين كلام، وأن هناك من يراهم- بشكل واضح- أصبحوا معلقين بين المصالح والغرائز.. وبوجوه حافية!

•••

نكتب بعد أن أصبحت الكثير من القضايا المتناثرة على المنابر- منابر الخمسة نجوم- لا تلامس أرواح الناس، لأنهم لا يرونها أكثر من شعارات تليق بالظلام.. الظلام فقط!

•••

نكتب عن الذين تصدعت في قلوبهم "الحياة"!

نكتب لأنه لا أحد يقول "الحقيقة"، وتابعوا الأخبار اليومية، التي لا ترى آلام وأحلام البسطاء.. أحلامهم التي تتألم أيضا.

نكتب لأن الكثير- من الناس- أُرغموا على الدوران حول أحلامهم، بأقدام عارية، وهم يرون الدروب مقفلة في وجوههم.. بعد أن قيل لهم: "إنّ يأسكم بلا قيمة.. وعليكم اتباع يأس آخر"!

•••

نكتب لأن الأحلام "مقفلة بالشمع الأحمر".. بسبب الذين لا يرون في هذا الشعب سوى امتداد "لمزاد علني".. وخلفه تكبر قهقهات الشياطين! وكأن هناك سيناريو تم إعداده "بأعصاب باردة"، لتفرض عقوبات على "رغيف المواطن"، من قبل الذين يرون هذه البلاد "مغارة علي بابا".. وعلى البقية أن يكونوا في مهب الريح.. أو مهب الضياع!

•••

نكتب عن الذين يركضون على نصل السكين- ولا أحد ينتبه لهم- وهم يبحثون عن خطواتهم الضائعة بين الأمل واليأس في هذه البلاد، بعد أن تكدس هول الديون، والمشكلات، في حياتهم، وهم يقفون على كتف الانتظار الذي يقف منذ زمن على صفيح ساخن!

•••

نكتب لأن الكثيرين لا يقولون الحقيقة، ولا يشعرون بوجع الأرواح، أرواح الذين يبكون من البؤس ليلاً، ولا يسمعهم أحد، ولا خيار لهم سوى الصمت، بعد أن سرقت أحلامهم وآمالهم، وأحلام وآمال أبنائهم... الذين يخشون أن يستيقظوا- ذات يوم- ولا يجدون طيف أحلامهم.. يخشون أن يصبحوا مهددين بالتحول إلى "حطام"!

في بلاد لا ينام فيها التراب ولا النجوم ولا الأمل ولا ينام فيها الورد، ولا جمر الأحلام... هناك من يخشى أن يصبح جمر أحلامه دخاناً، وهو يرى الحلم واقفاً بين الأمل واليأس!

•••

نكتب لأن الصمت ليس خياراً، ولا الصوت، بل الأحلام...

نكتب ربما يتغير الحال لتنهض البلاد، وتضيء قلوب الناس بالطمأنينة والفرح، الفرح المؤجل، أو الواقف على قيد الانتظار...

نكتب، والكتابة وحدها لا تكفي.

عبدالله الفلاح

back to top