جاء دورك يا حكومة

انتهت يوم السبت الماضي انتخابات مجلس الأمة بتسجيل تاريخ جديد، تحت عنوان سنة كورونا، التي شارك فيها 70% من إجمالي المسجلين من المجتمع الكويتي الحبيب، حيث جاءت هذه النسبة مغايرة لنسبة المشاركة عام 2016 من حيث عدد الناخبين، رغم الصعوبات والتحديات التي سببتها جائحة كورونا، وكان الشعب كما عهدناه بمواقفه المشرفة في إدارة الأزمات، وها هو قد أثبت رغبته الشديدة في تصحيح المسار من خلال نتائج الانتخابات، التي اختارها المجتمع تحت شعار (لنغير من أجل مستقبل أفضل لدولتنا الحبيبة الغالية الكويت) والتي جاءت باستبدال 62% من أعضاء مجلس الأمة السابقين.

وجاء دورك يا حكومتنا العزيزة بتعزيز هذه الرغبة الشعبية إلى الأفضل، باختيار الوزراء الجدد، فلن نملي عليكم إرادتنا، ولكن نتوسم خيرا بألا تقل نسبة التغيير في الحكومة الجديدة عن النسبة التي حصدها المجتمع الكويتي في الانتخابات، وإذا كان الشعب خاض هذه المهمة الصعبة بنجاح غير مسبوق له في الاختيار والتغيير، فأنتم ستكون مهمتكم، إن شاء الله، أسهل بكثير، لأنكم تملكون الكثير من السير الذاتية لنخبة المجتمع الكويتي المحب لهذا الوطن، من ذوي الشهادات العالية والخبرات المميزة بمختلف التخصصات، فحبذا أن يتم الاختيار من حيث الكفاءة لا المحسوبية، ومن حيث التخصص لا الخواطر، ومن حيث الشرف والأمانة لا النسب العائلي، وأن يكون الرجل المناسب في المكان المناسب من خلال سيرته الذاتية وتخصصه العلمي والعملي.

رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد: لقد اختاركم والدنا وقائد مسيرتنا أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله ورعاه، من خلال نظرة سموه الثاقبة في الاختيار للإصلاح وثقته الكبيرة بقيادتكم الحكيمة، فليكن هدفكم في الاختيار لوزرائكم الموقرين الجدد، هو الإصلاح والنهضة ببلدنا الغالي، وتصحيح مسار ما أفسده الآخرون، وليكن التشكيل الحكومي هدية إصلاحية لشعب الكويت، مع دعائنا أن يحفظكم الله ويوفقكم في اختيار وزرائكم الذين سيعملون تحت إدارتكم الموقرة، من أجل سياسة الإصلاح وردع الفساد والمفسدين وفق رؤية وطنية يكون شعارها "الكويت أولاً"، وحفظ الله الكويت من كل مكروه.

د. عصام يعقوب الربيعان