حتى لو صدقوا... فهم يكذبون!

نشر في 08-12-2020
آخر تحديث 08-12-2020 | 00:20
 د.نجم عبدالكريم ما أكثر ما حملت لنا الحكايات التاريخية القديمة، والمعاصرة، من أخبار عن أولئك الحكام الذين كانوا يتخذون من المنجمين، وقارئي الغيب، والمشعوذين، مستشارين لهم، لكي يطلعوهم على ما يخبئه لهم المستقبل.

إن الخوض في موضوعٍ كهذا طويلٌ ومُعقدٌ وشائك، لكنني سأوجزه قدر الإمكان، لما فيه من غرائب تبعث على الطرافة.

***

يروي لنا التاريخ أن معظم الذين كانوا يعولون على المنجمين، والسحرة، والمشعوذين، قد أصيبوا بخيبات أملٍ فادحة، بل إن البعض منهم تلقى ضربات جاءت عكس ما كان يتوقعه، مما جعل حياتهم تنتهي إلى كوارث مُدمرة:

• فالعراف هولز هوز، الذي كان موضع ثقة الإمبراطور فريدريك الأكبر، قد تسبب له في كارثةٍ قضت على إمبراطوريته!

• الأُم شيبون الإنكليزية، التي تنبأت بمصرع الملك شارل الأول، وحكم كرمويل، جاءت نبوءتها بعكس كل التوقعات التي تنبأت بها!

• نوستراداموس، الذي تنبأ بأشياء كثيرة، ومن ضمنها ظهور المهدي المنتظر في عام 1999، وغير ذلك من أشياء أثبتت الأحداث التي ذكرها أن العكس منها ما قد حدث!

• كاليستو وسيرفينيا المتنبئتان اللتان لعبت نبوءتهما دوراً خطيراً في انهيار حُكم عائلة البوربرون في فرنسا! وكانت في عصر لويس الرابع عشر الذي كان يقول: أنا الدولة، والدولة أنا!

• راسبوتين المشعوذ، الذي هيمن على عقول العائلة القيصرية في روسيا، فانتهت بالانهيار، ومات أفراد تلك الأسرة ميتةً مأساوية!

• كريشنا فانتا، الذي أرعب العالم يوم تنبأ بأن نهاية الحياة فوق هذا الكوكب ستكون في عام

1990، وقد تم الربط بين تلك النبوءة وما كان يسود من حروب في ذلك العام، وكل ما تنبأ به باء بالفشل!

• آن أدليد نورمان، وهي الملقبة بزوجة إبليس، كانت قد تنبأت باستمرار أمبراطورية نابليون بونابرت في فرنسا!

***

هذه مجرد نماذج بسيطة للكثير الكثير مما ذكره التاريخ عن أولئك الذين كانوا يستشيرون المنجمين، أمثال: ميتران، وشاه إيران، والسادات، والأميرة ديانا، وغيرهم، ولكن كل تلك الاستشارات لم تكُن حائلةً دون وقوع كوارث ومصائب تعرض لها من كانوا يؤمنون بها، وآخرهم صدام حسين، الذي كان يحيط نفسه بعددٍ من المنجمين، والمشعوذين، والمشعوذات، وكلهم قد أدخلوا في روعه أن عدي ابنه سيرثه بعد عمرٍ طويل، وأسرته ستستمر في حكم العراق!

***

في باريس اصطحبت صديقاً لزيارة قارئة كف يشهد لها الكثيرون ممن تنبأت لهم، بعد أن أمعنت بكفي طويلاً قالت: ستُعمّر إلى سن كبيرة، وستتجاوز المئة عام، ومنذ تلك الزيارة وأنا أشعر أن الموت يترصدني في أي لحظة!

back to top