«مو كنا ملمومين؟!»

نشر في 04-12-2020
آخر تحديث 04-12-2020 | 00:01
 فواز يعقوب الكندري لم يُخطئ الفيلسوف أرسطو حين نغز خاصرة صديقه الإسكندر الأكبر مقترحاً عليه التسلح بنظرية «فرق تسد» حين عجز عن فتح بلاد فارس، تلك النظرية التي تفرق القوى المتجمعة إلى أقليات صغيرة يسهل جرهم والتمتع بهم والسيطرة عليهم، وبفضلها دخل الإسكندر فارس واجتاحها مُعلناً أن اللي «يچندس» راح ينركب.

لستُ ممن يُطعم دجاجته ذهباً حتى تبيض له السبائك، حالة التفاؤل التي يدعو لها البعض «جمبزة»، ومرحلة الإحباط واقع نعيشه بفعل فاعل، وعلينا أن نتعامل معه مجتمعياً بسلوك مهذب يليق بالمجتمعات التي تطمح أن تتطور وترتقي وليس جل همها معاملة علاج بالخارج.

استطاعت القلوب السوداء أن تنقل الصراع من الميدان الذي ينادي بإصلاح سياسي شامل إلى النزاع والفرقى داخل البيت الواحد، ففرقت لتتسيد، ومزقت لتنسج وتخيط، وما واجهوا من المجتمع إلا الخنوع لأساليبهم والخضوع لنهجهم وتعسفهم، ليست دعوة للفوضى، ولا يزايد علينا بالإخلاص لهذا الوطن أيٌّ منكم، فالروح النقية، والجسد الشامخ، وذو العقل الراجح يستشعر أننا تجاوزنا بخلافاتنا الرؤى والتوجهات، وانتقل الخلاف إلى القبائل والعائلات، بعد أن كانت الهموم إصلاحا للمؤسسات ومحاسبة سارق التأمينات.

عض على مبادئك بالقواطع، ولا تكُن لأهلك وأحبابك «قاطع»، أيام قليلة وتنتهي المسرحية الهزلية، أبطالها سيتقاسمون المناقصات، ويفرح المؤلف بما كتب، ويقبض الكومبارس أجر عمله، وأنتم الجمهور، أنتم من ستتمكن النزاعات من قلوبكم فتفرقكم، فلا أنتم حضرتم عملاً يليق بكم، ولا أنتم كسبتم أرحامكم وأحبابكم، وهُنا لا يتبقى لكم إلا أمرٌ واحدٌ، ستلهثون خلفهم، أحدكم يلتقط معهم صورة، وآخر يريد أن يصبح في النادي مدير «الكورة»، ويأبى الله إلا أن يتم نوره.

لن أتطرق إلى «المخرج»، أفكاري تحتاج إلى حصانة.

back to top