الدعابة السمجة

نشر في 04-12-2020
آخر تحديث 04-12-2020 | 00:08
 د. نبيلة شهاب من اللافت للنظر تداول ما يسمى دعابة عن كويتية تبرع لها زوجها بكليته وأنكرت عطاءه! القصد من وراء هذه الدعابة السمجة القول إن الكويتية إنسانة نكورة وبلا وفاء أو تقدير لتضحية زوجها! وغير هذه الدعابة المقصودة الكثير، وللأسف منتشرة في صورة تطاول إما على الكويتية أو الكويتي!!

قد يقول البعض إنها للضحك فقط!! ولكن لو عرفنا أن الفكاهة والدعابة والكوميديا تعتبر من أهم أدوات وأساليب نقل المعلومة عن أي مجتمع أو أي فرد، لأعطيناها حقها من الاهتمام والتقييم، فالدعابة الموجهة جزء مهم من ثقافة المجتمع، وكما هو معلوم فإن الفن الكوميدي قادر على نقل مفاهيم مهمة وتسليط الضوء على مشاكل كثيرة تكون موجودة في المجتمع من خلال الضحك والترفيه، فمسرحيات الفنان القدير المرحوم عبدالحسين عبدالرضا وغيره من الفنانين الكبار تعد أكبر دليل لتوظيف الكوميديا الهادفة في تحديد مشاكل المجتمع ووضع الحلول المناسبة لها.

وبذلك نرى أنه لا يوجد أي مشكلة لو كانت الدعابة أو الصورة الكاريكاتيرية المضحكة تنقل أشياء حقيقية وقضايا تهم الآخرين ولا تتطاول أو تظلم أحداً بل بالعكس، لكن تشويه صورة أي إنسان ووصمه بصفة سيئة أو سلبية رغم أنه في ظاهره ضحك وتسلية، عمل مرفوض وغير منصف، حيث إن كثرة تكراره وانتشاره يعود بالضرر والإساءة للمقصود والمجتمع ككل.

وفي حديثنا هذا لا ننكر وجود هذه الشخصيات السلبية أو السيئة لكنهم في الواقع يمثلون نسبة قليلة جداً لا تستحق الذكر ولا تسليط الضوء عليها، فهل إطلاق هذه النعوت والصفات السلبية عملية مقصودة ولها هدف مسيء؟

عند البعض نعم وبقوة، فالبعض الذين يشعرون بالحقد أو الحسد أو الغيرة إطلاقهم لهذه النكات أو تداولها بكثرة يكون مقصوداً منه تشويه صورة أفراد معينين أو مجتمع بعينه، والبعض الآخر يتناقلها أو حتى يطلقها دون تفكير، وقد يكون كل همه إرضاء الآخرين عن طريق إضحاكهم وإسعادهم بأي صورة كانت، الاثنان يمثلان شخصيات سلبية تضر المجتمع ككل، وقد يكون مطلق هذه الدعابات السمجة المسيئة مريضا في شخصيته يستمتع في إيذاء الآخرين.

من المفيد جداً تسليط الضوء على مشكلة معينة في المجتمع دون أن نصبغ أفراده بالصفات السلبية، وتناول المشكلة أو الظاهرة السلبية في غاية السهولة إن صلحت النوايا!!

نضحك على ظاهرة سلبية معينة بهدف الإصلاح لا بهدف الاستهزاء والتشهير أو الظلم والتجني على الآخرين.

back to top