شوشرة: تنمية الحصى

نشر في 04-12-2020
آخر تحديث 04-12-2020 | 00:10
 د. مبارك العبدالهادي العديد من الملفات تنتظر إنجازها بعد تجميد بعضها لأسباب تدخل كورونا كجزء منها، فضلا عن تعطيلها بسبب عدم الاتفاق بين السلطتين التشريعية والتنفيذية خلال المرحلة الماضية، ولعل أبرزها الملف الاقتصادي الذي بات في حال ضياع وتوهان وتراجع دون أن تكون هناك مصداقية في علاجه، الأمر الذي انعكس سلبا على العديد من الأمور ومنها تنميتنا التي أصبحت حلما، والمشكلة في هذا الملف الكبير التخلف الحكومي الذي اعتدنا عليه وعدم المبالاة من نواب المجلس السابق الذين كان أغلبهم يغرد خارج السرب، ولا يفقهون بالتنمية أو حتى تطوير شارع، وعقولهم الفذة كانت مشغولة في أمور أخرى، فكان هؤلاء «الجهابذة» مفخرة للعالم والأمتين العربية والإسلامية بسبب ثقافاتهم التي فاقت التوقعات.

فكان الآخرون يحسدوننا عليهم وعلى ذكائهم وقدراتهم الخارقة، والدليل على ذلك مازلنا نسبح في حصى الشوارع وتراكم المياه وتراجع إمكاناتنا، حتى أن بعض المناطق أصبحت كأننا في دولة أخرى، فخلال زيارة واحدة لجليب الشيوخ سنكشف عن الوجه الآخر للبلاد، وسنتعرف على تاريخ حضاري من مختلف قارات العالم، وهذا المعلم يجب أن يكون محط أنظار العالم كوننا دولة متطوره تمتلك هذه الصروح المعمارية في هذه المنطقة المنكوبة، ولن نتطرق الى بعض أجزاء بنبذ القار وتيماء والصليبية وحولي وخيطان والفروانية والسالمية وغيرها من المناطق التي راحت ضحية الإهمال الحكومي والنيابي، وهذا الأمر يقودنا إلى أسباب منها أن بعض هذه المناطق تعاني من العمالة الوافدة، وبالتالي هم خارج حسابات جماعة التطوير، لأن إنسانيتهم تفوق إمكاناتهم، وقلوبهم الرحيمة تسبق حقدهم وحسدهم.

إن الكويت التي تمتلك ما لا يمتلكه الآخرون ماديا أصبحت تتراجع، في حين أصبح الآخرون في المقدمة، خصوصا أولئك الذين كنا ندعمهم في السابق، صاروا اليوم يدعمون الآخرين بعد أن حققوا قفزات في التطور.

إن متطلبات التنمية الحقيقية والنهضة الاقتصادية بحاجة إلى فكر لا أدوات فقط، كما أننا لسنا بحاجة لعقول يفكر عنها الآخرون لتنفيذ متطلبات وهمية لا تمت للواقع بصلة، وتصرف عليها الملايين وتذهب هباء منثورا بسبب ذلك.

إننا بحاجة إلى إعادة هيكلة الطاقات العاملة وإعطاء الفرصة للشباب من ذوي الكفاءات لإثبات قدرتهم على عودة درة الخليج إلى مكانتها السليمة بنهضة تنموية تنافس الدول المتطورة، بعد أن مللنا من بعض «وجيه الفلس» الذين لا يزالون يجلسون على مقاعد المسؤولية، وهم لا يحركون ساكنا، ولا يحملون معهم سوى غبار عفا عليه الدهر من تخلفهم اللا محدود واستهتارهم وعدم التزامهم أو حتى حرصهم على تنميتنا.

back to top