تركيا وروسيا تستكملان تقاسم كاراباخ

• أذربيجان تستعيد السيطرة على إقليم لاتشين
• الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف: فلينشئ الأرمن دولة في مرسيليا

نشر في 02-12-2020
آخر تحديث 02-12-2020 | 00:03
جنزد أذربيجانيون يصوّرون دخول آليات عسكرية إلى إقليم لاتشين أمس (ا ف ب)
جنزد أذربيجانيون يصوّرون دخول آليات عسكرية إلى إقليم لاتشين أمس (ا ف ب)
يبدو أن روسيا وتركيا استكملتا اتفاقهما على تقاسم النفوذ في جنوب القوقاز، بعد توقيع اتفاق إنشاء مركز مشترك لمراقبة وقف إطلاق النار الناتج عن الحل الثلاثي بين روسيا وأرمينيا وأذربيجان.
في خطوة تثبت الحل بين أرمينيا وأذربيجان الذي رعته روسيا ويبدو أن تركيا انضمت إليه بالكامل، ويمنح موسكو وأنقرة مكاسب سياسية واستراتيجية في إقليم ناغورني كاراباخ، أعلنت وزارة الدفاع التركية أن أنقرة وموسكو وقعتا اتفاقاً حول إقامة مركز مشترك ستكون مهمته مراقبة وقف النار في كاراباخ.

وأكدت وزارة الدفاع التركية في بيان، أمس، أن «المحادثات الفنية بين روسيا وتركيا بشأن إنشاء وتشغيل مركز لمراقبة وقف النار في كاراباخ اكتملت، وتم التوقيع على اتفاق».

وأضافت أن روسيا وتركيا تستعدان الآن لبدء العمل، مشيرة الى أن «الجهود اللازمة بُذلت كي يُشغل المركز في أقرب الآجال».

وكان وزير الدفاع التركي خلوصي أكار ونظيره الروسي سيرغي شويغو وقعا مذكرة تفاهم في 11 نوفمبر الماضي حول إنشاء مركز مشترك للمراقبة. وأكدت تركيا آنذاك أن هذا المركز سيُقام في مكان تختاره أذربيجان.

ومطلع نوفمبر، وقعت أذربيجان وأرمينيا اتفاقاً برعاية روسيا وضع حداً لأسابيع من المواجهات الدامية في كاراباخ.

ولمراقبة احترام هذا الاتفاق الذي يكرّس المكاسب الميدانية التي حققتها باكو وينصّ على إخلاء الأرمن لبعض المناطق، بدأت موسكو نشر قواتها «لحفظ السلام».

وفي مقترح أُرسل إلى البرلمان التركي في 16 نوفمبر، طلب الرئيس رجب طيب إردوغان الموافقة على إرسال جنود إلى أذربيجان بهدف المشاركة في المهمة الروسية التركية.

في سياق متصل، أكدت وزارة الدفاع التركية، أن فريق خبراء المتفجرات في الجيش التركي بدأ بتقديم الدعم للجيش الأذبيجاني في تطهير الإقليم من الألغام ومخلفات القوات الأرمنية في كاراباخ.

لاتشين

إلى ذلك، أعلنت القوات الأذربيجانية أمس، أنّها دخلت لاتشين، وهو الإقليم الأخير من بين ثلاثة أقاليم تعهّدت أرمينيا بتسليمها إلى أذربيجان تنفيذاً لقرار وقف النار.

ولاتشين، ومثله إقليما أغدام الذي سلّم في 20 نوفمبر وكلباجار الذي سلّم في 25 منه، يشكل منطقة عازلة تحيط بكاراباخ، الجمهورية المعلنة من جانب واحد ذي الأغلبية الأرمنية منذ انتهاء حرب أولى عام 1994.

واستعادت باكو السيطرة على 4 أقاليم أخرى تلعب الدور نفسه، خلال 6 أسابيع من المعارك الشرسة التي دارت بين المعسكرين منذ نهاية سبتمبر وأسفرت عن آلاف القتلى.

ويمتدّ إقليم لاتشين الجبلي والمغطى بالثلوج حالياً، من الشمال إلى الجنوب وصولاً إلى إيران على طول الحدود الشرقية مع أرمينيا، وهو معروف خصوصاً باسم ممر يحمل الاسم نفسه.

وتسيطر على هذا الممر قوات روسية لحفظ السلام وهو حالياً الطريق الوحيد الذي يربط كاراباخ بأرمينيا.

بموجب الاتفاق يجب أن يبقى ممر لاتشين بيد الروس لتأمين التواصل البري بين يرفان وأرمن كاراباخ، كما مُنحت أذربيجان ممراً على طول الحدود الأرمنية الإيرانية إلى جمهورية نخدجوان الأذربيجانية سيكون بدوره تحت سيطرة الجنود الروس.

وبعيد إعلان باكو، عبر رتل من الشاحنات العسكرية الأذربيجانية ترافقها آليات للقوات الروسية، مدينة لاتشين (بيردزور باللغة الأرمنية).

ولم ينتظر السكان طويلاً لمغادرة الإقليم بعد أن دمّروا المنازل والبنى التحتية في الأراضي التي يغادرونها.

وفي نهاية الأسبوع الفائت، كان رجال يقطعون أشجاراً ويحملون حطبها لاستخدامه للتدفئة.

علييف

في غضون ذلك، قال الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف،أمس، إن قوات بلاده تمكنت من طرد «الاحتلال الأرمني» من أرضها، وإنها خلقت واقعاً جديداً سيقبله الجميع.

وأوضح في تصريح صحافي، أن «من يعيش في كاراباخ اليوم هم مواطنون أذربيجانيون، وسيعرفون أن حياتهم في كنف دولة أذربيجان ستكون أفضل».

وانتقد علييف قرار مجلس الشيوخ الفرنسي الذي دعا حكومة باريس الأربعاء الماضي، للاعتراف بإقليم كاراباخ كـ»جمهورية».

وقال مستنكراً: «ما شأن مجلس الشيوخ الفرنسي بقضيتنا؟ إن كانوا يصرون، فليعطوا مرسيليا للأرمن من أجل أن ينشئوا دولة لهم هناك».​​​​​​​

back to top