وعود الطب المضاد للشيخوخة

نشر في 27-11-2020
آخر تحديث 27-11-2020 | 00:00
وعود الطب المضاد للشيخوخة
وعود الطب المضاد للشيخوخة
يُعتبر الطب المضاد للشيخوخة اختصاصاً جديداً من الطب الوقائي، وقد بدأ يكسب رواجاً متزايداً. يهدف هذا القطاع إلى مساعدتنا على التمتع بصحة جيدة، والحفاظ على الشباب لأطول فترة ممكنة.

الوقاية خير من العلاج!

يعالج الطب المضاد للشيخوخة ظاهرة الشيخوخة بمختلف جوانبها، لذا يُعنى بالتجميل، والتغذية، وأمراض الجلد، والطب النسائي، وطب الأعصاب، وأمراض القلب، والتهاب الأوردة، وطب الشيخوخة، وعلم الهرمونات. إنه شكل من الطب الوقائي الذي لا يهدف إلى معالجة الأمراض، بل يسعى إلى سدِّ النواقص المرتبطة بالشيخوخة في الجسم. يتعلق هدفه الأساسي إذاً بالكشف عن الاضطرابات القائمة لمساعدة الناس على عيش شيخوخة صحية.

يهتم عدد كبير من خبراء الطب في هذا المجال بالجانب الجمالي من الشيخوخة، فيستعملون الحقن وتقنيات تقشير البشرة والليزر، لكنهم يهتمون أيضاً بالوقاية من المشاكل الصحية عبر إجراء فحوصات فيزيولوجية لرصد أول مؤشرات الشيخوخة الجسدية والدماغية لدى المرضى، واقتراح أفضل الحلول التي تناسب وضع كل واحد منهم.

يقترح خبراء الطب المضاد للشيخوخة مجموعة من الاختبارات العيادية، فضلاً عن فحوصات شاملة ومتقدمة، لمراقبة التوازن الهرموني في الجسم وتقييم الوضع الغذائي والبيولوجي (عبر فحص مستويات الكولسترول والشحوم الثلاثية التي تشير إلى وجود التهابات...)، فضلاً عن إجراء اختبار إجهاد القلب لرصد المخاطر المطروحة على الشرايين التاجية. إلى جانب هذه الفحوصات الشاملة والتقليدية في معظمها، تُضاف فحوصات واختبارات أكثر دقة لقياس مستوى تأكسد الخلايا، الذي يُعتبر مؤشراً بارزاً على مسار الشيخوخة.

بعد هذه الاختبارات كلها، يحصل تقييم شامل لوضع برنامج شخصي يهدف إلى سدّ النواقص وتصحيح الاضطرابات الفيزيولوجية القائمة. حين تكشف التحليلات عن وجود مرض ناشئ (في 5 في المئة من الحالات تقريباً)، يُحال المريض إلى الاختصاصي المناسب (طبيب قلب، طبيب أعصاب، طبيب روماتيزم...) لمتابعة وضعه عن قرب وتحديد العلاج الذي يلائمه.

من الناحية السلبية، تكون هذه الفحوصات كلها مكلفة جداً، وتشكك الأوساط الطبية حتى الآن بمنافع بعض الفحوصات أو العلاجات المطروحة، مثل هرمون ديهيدرو إيبي أندروستيرون، الذي يُستعمل لمكافحة الشيخوخة.

يعتبر الخبراء أن المعطيات التي تثبت فاعليته لا تزال غير كافية، وأن الأدلة المرتبطة بالخصائص المنسوبة إليه (تعزيز الرغبة الجنسية، تحسين مسار شيخوخة الدماغ، الحفاظ على شباب البشرة) ليست جازمة بعد.

ممارسة شائعة

يزداد عدد الاختصاصيين الذين يهتمون بمكافحة الشيخوخة، منهم خبراء الجلد والغدد الصماء والأمراض النسائية والأطباء العامون... أصبحت هذه المقاربة الوقائية اليوم جزءاً من معظم القطاعات الطبية العامة أو المتخصصة، إذ يسعى عدد كبير من الأطباء خلال المواعيد الطبية راهناً إلى رصد عوامل الخطر المُسببة للأمراض، من خلال اتخاذ خطوات شائعة، مثل تحليل التاريخ الطبي والعائلي، وتقديم التوصيات لتحسين أسلوب الحياة والتوازن الغذائي، وقياس مستوى الهرمونات، وإجراء فحوصات الدم بشكل دوري. كذلك، أصبح تقييم الصحة جزءاً من عمل الأطباء العامين، وخبراء التغذية وطب الشيخوخة، وأطباء الأمراض النسائية والعصبية، وعلماء النفس، وحتى أطباء الروماتيزم وخبراء النوم والأمراض الوعائية والجنسية.

عادات مفيدة لإبطاء مسار الشيخوخة

• أقلع عن التدخين.

• استهلك خمس حصص من الفاكهة والخضار يومياً على الأقل، كونها غنية بالفيتامينات المضادة للأكسدة، وحاول أن تحد في المقابل من استهلاك السكر والملح والدهون المشبعة والمنتجات المُصنّعة.

• تجنّب الملوثات، لاسيما تلك الموجودة في الأغذية (مثل المبيدات الحشرية).

• مارس نشاطاً جسدياً منتظماً، طوال 30 دقيقة في اليوم على الأقل، على مر خمسة أيام في الأسبوع.

• طبِّق نشاطات مضادة للضغط النفسي، مثل: اليوغا والتأمل والتاي تشي.

• احرص على تشغيل خلاياك العصبية باستمرار.

• حاول أن تنام جيداً كل يوم.

• خفف نسبة تعرّضك لأشعة الشمس.

• طوِّر حس السعادة في داخلك.

back to top