المنغنيز... الإكثار منه يخفض معدل ذكاء الأولاد

نشر في 27-11-2020
آخر تحديث 27-11-2020 | 00:14
المنغنيز معدن أساسي لصحة الجسم
المنغنيز معدن أساسي لصحة الجسم
المنغنيز معدن أساسي لصحة الجسم، إلا أن للإكثار منه تأثيرات سامة تؤدي إلى تراجع معدل الذكاء لدى الأولاد.

وذكر بحث جديد نُشر أخيراً في مجلة NeuroToxicology، أن التعرض المفرط للمنغنيز في الهواء يؤدي إلى تأثيرات عصبية تنموية سلبية، واتضح أن الأولاد الذين تعرضوا لهذا المعدن امتلكوا معدلات ذكاء متدنية.

وشملت الدراسة الجديدة، التي قادتها د. إرين هاينز، وهي بروفيسورة مساعدة في قسم الصحة البيئية في كلية الطب بجامعة سنسيناتي في أوهايو، عدداً من سكان مدينة إيست ليفربول الأميركية.

ويتخطى معدل المنغنيز في هواء هذه المدينة ما توصي به وكالة الحماية البيئية الأميركية «منذ أكثر من عقد من الزمن». وأكد تقرير الوكالة لعام 2010 أن «نسب المنغنيز المحمول في الهواء تخطت دوماً» قيمها الموصى بها «في كل مواقع المراقبة».

لاشك في أن المنغنيز يُعد من المعادن الأساسية، فهو ضروري لتطور الدماغ ونموه، لكن وكالة الحماية البيئية تحذِّر من أنه يصبح ساماً عند التعرض "لمعدلات عالية منه".

يُستخدم المنغنيز غالباً في صناعة الفولاذ وسبائك أخرى، والبطاريات، والأسمدة، والسيراميك، وكثير غيرها. وتشير وكالة الحماية البيئية إلى دراسات اكتشفت أن التعرض المزمن لهذا المعدن في الهواء يرتبط بتبدلات عصبية شبيهة بمرض باركنسون، وأن العيش في مناطق تضم معدلات عالية جداً منه يرتبط بمشاكل عصبية، خصوصاً بين الرجال بعد سن الخمسين.

لكن الأولاد والبالغين الشباب يُعتبرون أيضاً مهددين بهذا الخطر، وفق ما تحذِّر الوكالة، لأن التعرض للمنغنيز بإفراط يؤثر في التعلّم والسلوك.

ويُعتبر سكان إيست ليفربول أكثر عُرضة خصوصاً لمخاطر المنغنيز، بما أن هذه المدينة تضم محرقة نفايات ومصنعاً لمعالجة المنغنيز. لهذا السبب، طال انتظار البحوث التي تتناول تأثير التعرض للمنغنيز المحتملة في السكان.

تراجع معدل الذكاء

حللت د. هاينز وفريقها عينات دم وشعر أُخذت من 106 أولاد تتراوح أعمارهم بين سبع وتسع سنوات، شاركوا كلهم في دراسة "بحوث التعرض النشيط في المجتمعات" (CARES) بين مارس عام 2013 ويونيو 2014.

CARES مشروع بحث أشمل بدأ عام 2008. وأشارت الدراسة السابقة، التي أشرفت عليها د. هاينز، ضمن إطار المشروع، إلى أن معدلات المنغنيز تعوق النمو العصبي، سواء كانت عالية أو غير كافية.

وفي الدراسة، أجرى العلماء اختبارات على الدم والشعر، بحثاً عن المنغنيز والرصاص. كذلك حللوا المصل بحثاً عن الكوتينين. وملأ المشاركون في الدراسة أيضاً استبانات استخدمها الباحثون لإجراء التقييم المعرفي.

لاحتساب الروابط المحتملة بين قياسات معدلات المنغنيز البيولوجية وعلامات اختبارات الذكاء، اعتمدت د. هاينز وزملاؤها على نماذج انحدار خطي.

وبعد تعديلهم اكتشافاتهم للتخلص من العوامل المضللة المحتملة، توصل الباحثون إلى أن معدلات المنغنيز في الشعر ترتبط سلباً بعلامات اختبارات الذكاء الشاملة، فضلاً عن سرعة المعالجة والذاكرة العاملة.

وشددت د. هاينز على أهمية الاكتشافات: "لا شك في أن هذه المسألة تشمل تفاعلات اجتماعية- اقتصادية. إلا أن هذه تتفاقم أيضاً جراء التعرض لعوامل بيئية قد تكون خطيرة".

لكن الباحثين أشاروا أيضاً إلى بعض حدود بحثهم. أولاً، تناولت الدراسة عدداً صغيراً من الأولاد. وثانياً، قد يعود هذا الرابط إلى التعرض التاريخي للمنغنيز لا إلى التعرض لمعدلات سامة من هذا المعدن.

يوضح الباحثون: "ينبغي إخضاع التعرض للمنغنيز في هذا المجتمع لعملية تقييم أشمل ومقارنته بتعرض مجموعات أخرى من الأولاد لهذا المعدن، وأنه من الضروري أيضاً إضافة مسائل العدالة البيئية، كمسببات الإجهاد النفسي، إلى عمليات التحليل هذه بما أنها تؤدي دوراً في السمية العصبية"، وفق الباحثين.

أخيراً، تخبر د. هاينز أنها تخطط في المستقبل لإضافة بيانات التصوير العصبي إلى دراساتها ودراسات فريقها، "فيما نواصل تعميق فهمنا لتأثير المنغنيز في النمو العصبي وتحديد الخط الفاصل بين الأساسي المفيد والضرر السام".

التعرض المزمن للمنغنيز يرتبط بتبدلات عصبية شبيهة بمرض باركنسون

العيش بمناطق تضم معدلات عالية جداً منه يرتبط بمشاكل عصبية
back to top