أنتوني بلينكن ... الفرانكوفوني الأنيق لاعب الغيتار

نشر في 25-11-2020
آخر تحديث 25-11-2020 | 00:05
أنتوني بلينكن
أنتوني بلينكن
تنتظر أنتوني بلينكن الذي عينه الرئيس المنتخب جو بايدن وزيراً للخارجية مهمة صعبة لإصلاح العلاقات مع حلفاء تقليديين للولايات المتحدة التي تعرضت لهزة في عهد الرئيس دونالد ترامب، وهو فضلاً عن أنه دبلوماسي مخضرم يملك شغفاً بآلة الغيتار وميولاً تدخلية (التدخل للدفاع عن مصالح أميركا خارج الحدود الوطنية بكل الوسائل).

وعلى بلينكن الفرانكوفوني، الذي يعمل منذ وقت طويل مستشاراً للرئيس المنتخب، أن يردم هوة خلفتها إدارة ترامب.

وبحضور يوصف باللائق والأنيق، يبدو "توني" بلينكن البالغ من العمر 58 عاماً نقيض سلفه مايك بومبيو، الأكثر خشونة.

ويقول صديقه منذ الطفولة روبرت مالي، الذي يدير مركز الأزمات الدولية، "لا يمكن للمرء أن يكون أشدّ لطفاً وتواضعاً وتكتماً منه، ولا أحد يذكر أنه رآه قط في نوبة غضب أو فاقداً لأعصابه".

وأعرب بلينكن الذي كان مساعداً في وزارة الخارجية في عهد أوباما مراراً في السابق عن تأييده لتدخل عسكري أميركي في سورية تحت عنوان حماية حقوق الإنسان.

لكن قرار إدارة أوباما ترك شيئاً من المرارة في صدر بلينكن الذي قال في مايو في مقابلة مع محطة سي بي إس "لقد فشلنا في منع وقوع كارثة إنسانية مريعة"، مضيفاً "هذا أمر لن أنساه أبداً".

ويعود تمسكه بحماية حقوق الإنسان خصوصاً من قصة زوج والدته سامويل بيسار الذي كان من بين أصغر الناجين سناً من محرقة اليهود.

واستقرّ هذا المحامي المختص بالعلاقات بين الغرب والاتحاد السوفياتي، المولود في بولندا، مع عائلته في باريس، حيث تلقى أنتوني بلينكن تعليمه في مدرسة جانين مانويل العريقة، فيما كانت الولايات المتحدة تخوض حرب فيتنام.

يروي صديق طفولته روبرت مالي أن "توني، كأميركي، كان متمسكاً جداً بقيمه وهويته، لكن لأنه كان يعيش في بلد غريب، كان مرغماً على رؤية العالم من هذا المنظور، في حقبة لم تكن فيها الولايات المتحدة بالضرورة تحظى بشعبية كبيرة".

والد بلينكن البيولوجي مصرفي أعمال كبير، أما والدته جوديث بيسار فقد أدارت لسنوات المركز الأميركي في باريس، وهي مؤسسة ثقافية وفنية.

في باريس، بدأ شغف بلينكن بالموسيقى. هناك خاض غمار الجاز ونما حبه للروك، لدرجة أنه كتب على صورته في كتاب التخرج من الثانوية جملة من أغنية لفرقة الروك البريطانية الشهيرة "بينك فلويد".

تلقى أنتوني بلينكن تعليمه في جامعة هارفرد، ما مهد له لمسيرة مهنية في مجال المحاماة ومن ثم السياسة، حيث عمل خصوصاً في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ حين كان بايدن عضواً فيها.

وأقرّ خلال مؤتمر في عام 2017 أن قصة زوج أمه الذي نجا من معسكري أوشفيتز وداخاو وتمكن من الفرار، قد أثرت به بشكل عميق.

بعد فراره، اختبأ في غابة يومين، حيث سمع فجأة صوت دبابة تقترب قبل أن يخرج منها عسكري أميركي. وروى بلينكن "نزل على ركبتيه وقال الكلمات الثلاث التي كان يعرفها بالإنكليزية وتعلمها من أمه: ليبارك الله أميركا"، مضيفاً: "رفعه العسكري عن الأرض وأدخله الدبابة مجازياً كأنما أدخله الولايات المتحدة على طريق الحرية".

back to top