أولاً وأخيراً: مجلس العهد الجديد

نشر في 20-11-2020
آخر تحديث 20-11-2020 | 00:02
 مشاري ملفي المطرقّة تأتي الانتخابات البرلمانية للفصل التشریعي الـ16 (أمة 2020) المقرر إجراؤها في 5 ديسمبر المقبل في ظل دخول الكويت عهداً جديداً بعد رحيل سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه وجعل الجنة مأواه، وتولي سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد سدة الحكم ومبايعة سمو الشيخ مشعل الأحمد ولياً للعهد، حيث ينتظر المواطنون استكمال مسيرة البناء والعمران وإنجاز المشاريع التنموية العملاقة وتحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري جاذب للاستثمار وهذا لن يتحقق إلا من خلال تكاتف الجميع وتعاون السلطتين التنفيذية والتشريعية، لذا فإن البرلمان المقبل يعول عليه كثيراً، ويجب أن يحسن المواطنون اختيار أعضائه ليكونوا على قدر المسؤولية والمرحلة التي نمر بها.

وتأتي الانتخابات البرلمانية المرتقبة وسط تحد كبير لم يفرض نفسه على الكويت فحسب إنما على العالم كله، وهو جائحة كورونا التي ستعوق المرشحين عن التواصل مع ناخبيهم وطرح برامجهم التي سيخوضون بها الانتخابات، وإن كانت هناك وسائل تواصل كثيرة يمكن استخدامها في الدعاية وعرض الرؤى والأفكار والمشاريع، ولكن يبقى للقاء المباشر تأثير أكبر وقدرة على الإقناع، كذلك هناك تحديات خطيرة وأحداث ساخنة وتغييرات متسارعة تجري في المنطقة من حولنا وتستدعي الانتباه والحذر والتمسك بالوحدة الوطنية وعدم الانجرار وراء الإشاعات والدعوات الهدامة والحفاظ على الثوابت الكويتية فيما يخص القضايا الداخلية والخارجية.

وتأتي الانتخابات البرلمانية أيضاً وسط حالة من السخط والغضب تسود بين أوساط المواطنين على أداء المجلس المنتهية مدته، حيث إنه فشل في إقرار التشريعات المنتظرة وحسم العديد من الملفات التي لم تحظ بما تستحق من الاهتمام والتركيز، بل تم التعاطي معها باعتبارها قضايا هامشية مثل العجز في الميزانية وانخفاض أسعار النفط والحاجة الملحة إلى إصلاحات اقتصادية ضرورية، وتنويع مصادر الدخل لضمان استمرار العيش الكريم للمواطن والأجيال القادمة، وكذلك القضية الإسكانية التي لم تأخذ نصيبها من الرعاية، رغم أنها تشغل بال كل أسرة كويتية، إضافة إلى ذلك تجاهل معالجة أوضاع البدون وتبخر الوعود التي قطعها كبار المسؤولين لحل هذه القضية العالقة منذ عشرات السنوات.

إن الكويت تمر بمرحلة مهمة وفارقة في تاريخها وتحتاج إلى مجلس جديد يكون على قدر التحديات الوطنية الداخلية والخارجية يعرف كيف يحدد الأولويات ويضع الاستراتيجيات ويضبط الأجندات ويضطلع بالمسؤوليات، ويضع يده على الجروح المفتوحة ليداويها، لذا يجب على المرشحين لانتخابات مجلس الأمة 2020 ومن سيصلون إلى قاعة عبدالله السالم أن تكون برامجهم ومشاريعهم باتجاه القضايا التي لا تحتمل التأجيل والتسويف والتجاهل والتي تعود بالفائدة على الوطن والمواطنين، وأن يكون الطرح واقعياً وفق برنامج عملي مخطط ومدروس بعيداً عن الخطابات العاطفية والأساليب الفوضوية القائمة على المزايدات الانتخابية والمهاترات السياسية التي لا تسمن ولا تغني من جوع، والتي لم تعد تنطلي على المواطن الكويتي الواعي والمدرك لكل ما يحدث حوله، والقادر على اختيار المرشح المحب لوطنه والساعي إلى خدمته لا خدمة مصالحه الشخصية أو خدمة أبناء دائرته.

وفق الله الجميع لما فيه الخير لبلدنا الغالي الكويت.

back to top