لماذا تبدأون؟

نشر في 20-11-2020
آخر تحديث 20-11-2020 | 00:04
 مشاعل الشويحان لماذا تبدأون؟ وكيف ستبدأون؟ وما الحاجة لكل هذا؟! على فكرة لا حاجة لمجتمعنا بها أبداً! كل هذه الأسئلة والتعليقات باختصار شديد كانت المحصلة الأولية حتى نقف في الطابور مثل الآخرين، نقف متفرجين، يريدوننا أن نكون ناقدين أحياناً لا دائماً "بأدب وبدون إزعاج أو إحداث أي ضجة".

"التربية على حقوق الإنسان" وهو الأمر الذي ما إن قررنا البدء به حتى بدأت اللاءات المتلاحقة وبدأ الاستهجان، فحقوق الإنسان في مجتمعاتنا غير مقبولة للتداول، ومواضيعها تبقى غير محبوبة ومحرجة في أحيان عدة، وعادة تناقش دائماً بخجل وعلى استحياء في الغالب، وفي بعض الأحيان أصلاً لا يسمح ولا يجوز الخوض فيها، فكيف ستناقش أموراً تدخل في خانة "العيب والحرج أو التمرد"، وفقاً لنظرة مجتمعنا، لتبدأ أولى العبارات بالانطلاق "هي أمور لا يسمح بالاقتراب منها والآن تريدونها أن تطرح للأطفال"، لتبدأ بعدها معركة الجدل الأكبر: ماذا ستقولون لهم؟ بل الأهم كيف ستتم مناقشتهم؟!

لنعود إلى المربع الأول والمعنون بـ"ممنوع الاقتراب"، ولكن لا خوف بلا تجربة فعلية، وهذا ما بدأنا العمل عليه لاحقا، فحقوق الإنسان هي قيم موجودة، والبعض يعيشها ويطبقها في كل يوم، ليظهر السؤال الأكبر في ما بعد: لماذا التربية على حقوق الإنسان؟ ولماذا المطالبة بإدراجها في المناهج الدراسية؟

التجربة علمتنا أن مع الأطفال يولد كل شيء جميل، بالتجربة رأينا أن الأطفال تحديدا يقدمون على تقبل الاختلاف قبل التشابه، وأن هذا هو الخطوة الأولى للتعايش بين الجميع، وأن المجتمع فيه متسع للجميع وبرحابة وبلا تمييز، فالمجتمع عند الأطفال ملون ومزهر وباهٍ دائما، ومن هنا أصبح وجود التربية على حقوق الإنسان في المناهج الدراسية حاجة أساسية وقيمة مضافة من مجمل القيم التي يتعلمونها في المدرسة.

أطفال اليوم هم من سيقف حجر عثرة أمام كل من يغذي ثقافة الكراهية والعنصرية والتمييز والتي يتلقاها البعض من بيئة تشجع على ذلك، أو مجتمع مغلق يسقيهم إياها عبر ألفاظ وحوارات ومواقف مشاهدة تعزز هذا الكره، ففي النهاية كل طفل هو أسير بيئته الأولى، وهو يكرر ويقلد ما يراه أمامه.

والجميع يطمح في نهاية المطاف أن يعيش في مجتمع تعزز فيه ثقافة الحوار والاحترام والتعايش، لذلك كل ما نحتاجه هو "شوية" وعي و"شوية" حقوق إنسان.

back to top