هل نحن بحاجة إلى امرأة مخزومية؟

نشر في 13-11-2020
آخر تحديث 13-11-2020 | 00:00
 صقر عيد الخضير في مقابلة مع صحيفة "القبس" في أكتوبر الماضي، تطرق مهاتير محمد رائد نهضة ماليزيا إلى الفساد وطرق التعامل معه، وكيف أنه استطاع أن يحد من وجود الفساد في ماليزيا إبان استلامه السلطة هناك، وقد شدد على أن محاربة الفساد ثقافة يجب أن تنشأ مع الجيل الناشئ، وتطرق إلى أهمية صلاح رأس السلطة والمحاسبة، ولا شك أن ذلك يؤدي إلى صلاح الرعية، وبالتالي إلى تقليل الفساد لاستحالة اجتثاثه من أي مجتمع كليا.

لقد لفت نظري في تصريح للمغفور له الشيخ صباح الأحمد الصباح عندما سئل عن سبب اختياره لولي العهد، صاحب السمو الحالي، الشيخ نواف الأحمد الصباح بإجابته أنه زكاه لصلاحه، وربما يأتي ذلك في مرتبة أهم من الكثير من الأمور الأخرى، وكذلك سمو رئيس مجلس الوزراء الحالي الشيخ صباح الخالد الصباح يزكيه الكثيرون بنظافة اليد، فهنا نجد أنه قد تحقق لنا ما أشار إليه الدكتور مهاتير من صلاح.

ولكن الملاحظ أن قضايا الفساد وبالرغم من شيوعها في مجتمعنا لم تقدم لنا عبرة للمجتمع، وربما يأتي هذا بمرتبة أهم من الحديث المستشري عن الفساد، وإنشاء المؤسسات المعنية بمحاربة الفساد، فلنا في حادثة المرأة المخزومية التي أقيم عليها الحد في عصر الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، وكيف أنها أضحت نبراساً يقتدى به في هذا المجال، وربما تكون العلاج الناجع للفساد على مر العصور، والحديث واضح ولا نطالب هنا بتقديم ضحية أو كبش فداء بقدر ما نتمنى أنه من يثبت عليه الجرم فمن الضروري تقديمه لمحاكمة عادلة مهما علت مرتبته في المجتمع، لأن العدل مقدم على ما سواه، وربما يكون مثل ذلك رسالة وإشارة واضحة تلجم كابح الفساد المستشري، وبالتالي تحقق لنا مجتمعاً أفضل لأن الفساد آفة قد تؤدي الى ما لا يحمد عقباه.

back to top