زعيم حزب الشعب الباكستاني يتنصل من تعليقات نواز شريف عن الجيش

نشر في 11-11-2020
آخر تحديث 11-11-2020 | 00:00
 ذي دبلومات بدأت "الحركة الديمقراطية الباكستانية" المؤلفة من 11 حزباً معارِضاً تتصدع بعد شهر ونصف تقريباً على نشوئها، ففي مقابلة مع قناة "بي بي سي أردو" في 6 أكتوبر، زعم رئيس "حزب الشعب الباكستاني" بيلاوال بوتو زرداري أنه "صُدِم" لدى سماعه شريكه في التحالف نواز شريف، زعيم "الرابطة الإسلامية الباكستانية" (جناح نواز)، وهو يتّهم قائد الجيش، الجنرال قمر جاويد باجوا، ورئيس وكالة الاستخبارات الباكستانية، الملازم فايز حميد، بالوقوف وراء انتخاب رئيس الوزراء عمران خان في عام 2018 خلال تجمّع حزبي في الشهر الماضي. تعليقاً على تلك المقابلة، اقتبست صحيفة "دون" كلام بوتو زرداري حين قال: "إنها صدمة بالنسبة إليّ لأننا لا نتكلم بهذا الشكل خلال الاجتماعات، لكن يرأس نواز حزبه الخاص ولا أستطيع السيطرة على ما يقوله، مثلما لا يستطيع هو السيطرة على ما أقوله أنا".

في تجمّع منفصل في مدينة "كويتا" في 25 أكتوبر، أكدت ابنة شريف وزعيمة "الرابطة الإسلامية الباكستانية" مريم نواز على تصريح والدها ودعت إلى استقالة "الأسماء المنتقاة" من خان، في إشارةٍ إلى باجوا وحميد. إنه طلب غير مسبوق في تاريخ باكستان السياسي، فوفق صحيفة "دون"، قال بوتو زرداري على قناة "بي بي سي أردو": "دعوني أوضح أن استقالة القيادة العسكرية ليست جزءاً من مطالبنا ولا تعكس موقفنا".

بعدما تنصّل بوتو زرداري من تصريحات شريف بكل وضوح، يبدو مصير "الحركة الديمقراطية الباكستانية" قاتماً الآن، لاحظ المراقبون أن العامل الذي جعل هذه الحركة تتقدم بطريقة مختلفة عن حركات المعارضة السابقة في باكستان يتعلق بوجود إجماع بين أحزاب المعارضة حول المطالبة بمحاسبة المؤسسة الأمنية النافذة محلياً بدل الاكتفاء بإسقاط خان من منصبه، لكن بعدما نسف بوتو تلك الميزة الأساسية في معسكر المعارضة، أصبحت "الحركة الديمقراطية الباكستانية" اليوم مجرّد جهة متنوّعة تطالب بإسقاط خان فيما يسعى كل فريق فردي ("حزب الشعب الباكستاني" أو "الحركة الديمقراطية الباكستانية" أو "جمعية علماء الإسلام" بقيادة فضل الرحمن) للوصول إلى السلطة في حال قرر الجيش الاستغناء عن حكومة خان باعتبارها عبئاً ثقيلاً على المؤسسة الأمنية.

وفق هذا السيناريو، سيشغل بوتو وحزبه موقعاً طاغياً في الحكومة المقبلة في إسلام أباد إذا راح الجيش يبحث عن وجه مقبول داخلياً وخارجياً. من المستبعد أن يختار الجيش فضل الرحمن، الإسلامي المتشدد، نظراً إلى ردة الفعل الدولية المحتملة تجاه هذا الخيار، وفي غضون ذلك كتب عمير جمال، الصحافي الباكستاني في صحيفة "دبلومات": "بعد التجمّع في "كويتا"، يصعب أن نتخيّل وصول "الرابطة الإسلامية الباكستانية" (جناح نواز) إلى السلطة مجدداً على مستوى المقاطعات في "البنجاب" أو قدرتها على حُكِم البلد من إسلام أباد". بعيداً عن الاعتبارات السياسية، لا يزال مصير مريم نواز وقادة آخرين في "الرابطة الإسلامية الباكستانية" غير مؤكد. إذا وصلت حكومة أخرى مدعومة من الجيش إلى السلطة أو احتفظ خان بمنصبه بدعمٍ ضمني من بوتو زرداري والرحمن، فلا أحد يستطيع التأكيد على احتمال اعتقال مريم نواز أو السماح لها بالذهاب إلى المنفى مثل والدها قبلها (نواز شريف موجود في لندن منذ السنة الماضية وهو ينظّم التجمعات افتراضياً).

يجب أن تهدأ الأوضاع أولاً قبل أن نعرف أجوبة هذه الأسئلة كلها أو نتوقع مصير "الحركة الديمقراطية الباكستانية" في نهاية المطاف، لكن حتى الآن، يشير تبدّل مواقف بوتو زرداري ظاهرياً إلى استمرار سيطرة المؤسسة الأمنية على المشهد السياسي الباكستاني.

* «أبهيجنان ريج»

back to top