الرئيس إيمانويل ماكرون : فرنسا ليست في حرب ضد الإسلام

● وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان : تصريحات إردوغان «تتسم بالكراهية»
● المتشدد مارين لوبن: السلطة وضعت بلدنا تحت حصار

نشر في 06-11-2020
آخر تحديث 06-11-2020 | 00:04
 الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته الحدود مع إسبانيا أمس (ا ف ب)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته الحدود مع إسبانيا أمس (ا ف ب)
على غرار التصريحات، التي أطلقها خلال مقابلته مع قناة «الجزيرة» القطرية الأسبوع الماضي، حاول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مجدداً أن يوضح للخارج أن معركته ضد «الانفصالية الإسلامية» ليست بتاتاً «حرباً ضد الإسلام»، في وقت شددت زعيمة حزب «التجمع الوطني» المتشدد مارين لوبن، على «إعادة الأجانب الإسلاميين إلى ديارهم، وتجريدهم من الجنسية الفرنسية».
أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده «في حرب ضد الانفصالية الإسلامية، وليس ضد الإسلام»،

وأعلن مضاعفة عديد قوات الأمن المنتشرة على الحدود الفرنسية، لمكافحة خطر الإرهاب وعمليات التهريب والهجرة غير القانونية.

وفي مقال له نشرته صحيفة «فايننشال تايمز»، أمس الأول، رداً منه على مقال نشرته اليومية البريطانية، الاثنين، على موقعها الإلكتروني، قبل أن تسحبه بعد ساعات، أعرب ماكرون عن استيائه من ذلك المقال الذي قال إنه «اتُّهِم فيه بأنه شوه سمعة المسلمين الفرنسيين لغايات انتخابية، والأسوأ من ذلك أنه أبقى على مناخ من الخوف والتشكيك حيالهم».

وقال ماكرون: «لن أسمح لأحد بأن يقول إن فرنسا ودولتها تزرعان العنصرية تجاه المسلمين»، معتبراً أن تصريحاته قد تم تحريفها.

وعلى غرار التصريحات، التي أطلقها خلال مقابلته مع قناة «الجزيرة» القطرية الأسبوع الماضي، أراد الرئيس الفرنسي أن يوضح للخارج أن معركته ضد «الانفصالية الإسلامية» ليست بتاتاً حرباً ضد الإسلام، وذلك في وقت قوبلت تصريحاته حول رسوم كاريكاتيرية تصور النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ونشرتها صحيفة «شارلي إيبدو» الساخرة برد فعل غاضب من جانب دول عدة ودعوات لمقاطعة المنتجات الفرنسية.

وبعد أن ذكّر بسلسلة الاعتداءات، التي تعرضت لها بلاده منذ الهجوم على «شارلي إيبدو» عام 2015، والتي خلفت 300 قتيل، اعتبر ماكرون أن «فرنسا تتعرض للهجوم بسبب قيَمها وعلمانيتها وحرية التعبير فيها»، مشدداً على أنها «لن تستسلم».

واستفاض في وصف حالات «الانفصالية» الإسلامية، معتبراً إياها «أرضاً خصبة للدعوات الإرهابية». وأشار في هذا السياق إلى «مئات الأفراد المتطرفين الذين يُخشى من أنهم قد يلتقطون في أي وقت سكيناً ويذهبون ويقتلون فرنسيين».

وقال الرئيس الفرنسي: «في أحياء معينة، وكذلك على الإنترنت، تقوم جماعات مرتبطة بالإسلام الراديكالي بتعليم أبناء فرنسا كراهية الجمهورية، وتدعوهم إلى عدم احترام القوانين».

وأضاف: «ألا تصدقونني؟ اقرأوا مجدداً الرسائل المتبادلة والدعوات إلى الكراهية التي انتشرت باسم إسلام مضلل على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي أدت في نهاية المطاف إلى موت الأستاذ صامويل باتي. زوروا الأحياء التي ترتدي فيها فتيات صغيرات أعمارهن ثلاث سنوات النقاب ويتلقين تربية في ظل جو من الكره لقيَم فرنسا».

وتابع: «هذا ما تنوي فرنسا محاربته اليوم، وليس أبداً محاربة الإسلام»، مشدداً على أن بلاده تريد مواجهة «الظلامية والتعصب والتطرف العنيف، وليس الدين».

وبحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، فإن الرئيس الفرنسي يعتزم تعيين مبعوث خاص له، من أجل توضيح وشرح أفكاره العلمانية، كمحاولة للحد من المشاعر المعادية لبلاده في بعض الدول الإسلامية.

وكانت «فايننشال تايمز» نشرت مقال رأي لمراسلتها للشؤون الأوروبية مهرين خان، قالت فيه إن «حرب الرئيس ماكرون على الانفصالية الإسلامية تزيد من انقسام فرنسا».

وقالت خان إن «ماكرون بحاجة لدعم 6 ملايين مسلم لو أراد قطع آفة التطرف العنيف، الذي قاد إلى هجومين قاتلين على التراب الفرنسي خلال الأسابيع الماضية، وهناك مخاطر لفشل الرئيس».

وأضافت أنه «بعد الحادثين، اختارت حكومته إذكاء الفزع من مسألة المسلمين». وتابعت: «عندما يأتي موعد انتخابات 2022 من المحتمل أن يطلب ماكرون من المسلمين التصويت له لحماية الجمهورية من اليمين المتطرف، الذي تمثله زعيمة حزب التجمع الوطني المتشدد مارين لوبن. وهذا التهديد سيبدو فارغا للمسلمين إن وضعوا في مناخ معادٍ من رئيس ليبرالي». وتأتي خطوة «فايننانشل تايمز»، بعد أيام على سحب موقع «بوليتيكو أوروبا»، النسخة الأوروبية‬ من الموقع الأميركي الشهير، مقالا افتتاحيا تحت عنوان «العلمانية ديانة فرنسا الخطيرة»، لأنه لا يفي بالمعايير التحريرية، حسبما قالت إدارة «بوليتيكو أوروبا»، على صفحة الموقع.

تشديد الحدود

وبينما قالت الرئاسة الفرنسية إن ماكرون، الذي كان متوقعاً أن يزور فيينا لعقد اجتماع مع المستشار النمساوي سيباستيان كورتز بشأن مكافحة الإرهاب، إثر الاعتداء الذي شهدته العاصمة النمساوية، الاثنين، سيستعيض عن هذه الزيارة بمؤتمر يعقده عبر الفيديو، أعلن ماكرون، أمس، أثناء زيارته الحدود الفرنسية ـــ الإسبانية عند نقطة لو بيرتوس، مضاعفة عدد قوات الأمن المنتشرة على الحدود الفرنسية، من 2400 إلى 4800 جندي لمكافحة خطر الإرهاب وعمليات التهريب والهجرة غير القانونية، وأعرب عن «تأييده» لإعادة صياغة القواعد الناظمة لفضاء شينغن «بالعمق»، مشيراً إلى أنه سيحمل «في هذا الاتجاه اقتراحات أولى إلى المجلس» الأوروبي في ديسمبر.

الشلغومي

من ناحيته، قال رئيس منتدى أئمة فرنسا، حسن الشلغومي إن «خطاب المظلومية الذي يروج له تنظيم الإخوان المسلمين وأنصاره، يؤجج النار»، داعياً الى «وجوب تجريم الاخوان والمنظمات التابعة له»، مشيرا في حوار تلفزيوني إلى أن «الإسلام السياسي سرطان هذه الأمة».

لوبن

وفي مقابلة تلفزيونية، مساء أمس الاول، قالت مارين لوبن، إنه «يجب إعادة الأجانب الإسلاميين إلى ديارهم، وتجريد ثنائيي الجنسية منهم من الجنسية الفرنسية ثم طردهم. أما الذين يحملون الجنسية الفرنسية فقط، فيجب محاكمتهم على جريمة التخابر مع العدو».

وتابعت زعيمة «التجمع الوطني» المتشدد: «بلدنا في حالة حصار دبلوماسي وأمني واقتصادي واجتماعي. هذه نتيجة السياسات التي نفذها من نجحوا في السلطة. يجب علينا أن نكون في موقف هجوم ضد الإسلاميين، وبتشريع حرب».

لودريان

وفي وقت يتصاعد التوتر الثنائي بين باريس وأنقرة، ندد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان بتصريحات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، معتبراً في حديث مع إذاعة «أوروبا 1»، أمس، أنها «عنيفة وتتسم بالكراهية وغير مقبولة». وهددت تركيا، أمس الأول، بـ»رد حازم» على حل فرنسا جماعة «الذئاب الرمادية» التركية القومية المتطرفة، في قرار يثير توتراً جديداً بين الدولتين العضوين في حلف شمال الأطلسي.

وقال لودريان: «ليست فرنسا وحدها المستهدفة، هناك تضامن أوروبي كامل بشأن المسألة، وثمة وسائل ضغط، وهناك أجندة من العقوبات المحتملة، ونريد بحزم شديد أن تتخلى تركيا عن هذا المنطق».

باريس ستقترح في ديسمبر إصلاحات عميقة لقواعد «فضاء شينغن»
back to top