الحبشي قَدِم الكويت في الأربعينيات وتولى نظارة ثانويات المرقاب والشرقية والشويخ

نشر في 05-11-2020
آخر تحديث 05-11-2020 | 00:05
حَصلتُ على دفتر قديم، وهو من إهداء الأخ خالد الحبشي حفيد الأستاذ عبدالحميد علي الحبشي، دَوّن جده في هذا الدفتر يومياته يوماً بيوم، منذ اليوم الأول لوصوله إلى الكويت عن طريق البر من مصر بتاريخ 23 سبتمبر 1945، للعمل مدرساً في المدرسة المباركية والأحمدية في آن واحد، والأستاذ الحبشي خريج الأكاديمية الحربية المصرية عام ١٩٤٠، ويحمل كذلك شهادة ليسانس من جامعة الملك فاروق الأول، تخصص تدريس اللغة الإنكليزية، وعندما جاء إلى الكويت أصبح يُدرس اللغة الإنكليزية في المدرستين المباركية والأحمدية بنفس اليوم، نظراً لنقص عدد المدرسين في ذلك الوقت.

ولحزمه الشديد بوصفه عسكرياً اختير في العام الثاني ليكون ناظراً لمدرسة المرقاب، وبعدها ناظراً للمدرسة الشرقية، وبعد ذلك ناظراً لمدرسة صلاح الدين، ثم في بداية الستينيات ناظراً لثانوية الشويخ، وكان له دور كبير وبارز في تدريب الطلبة الكويتيين الكبار في السن على حمل السلاح وطريقة فنون القتال؛ إثر تهديدات حاكم العراق عبدالكريم قاسم لغزو الكويت، ويُسجل له التاريخ هذا الموقف البطولي المُشّرف!

بعد ذلك أصبح ناظراً لثانوية كيفان، ثم ناظراً لثانوية السالمية، واختير أيضاً مقرراً للجنة العليا للإعداد لافتتاح جامعة الكويت! والحقيقة أن سيرته الثرية والمُكثفة والكبيرة من الأعمال والإنجازات لا تكفيها هذه السطور!

الدفتر نادر... وفيه توثيق يومياته كما ذكرت يوماً بيوم، ويعتبر في غاية الأهمية والفائدة والمتعة في الوقت ذاته، وسجل فيه تفاصيل دقيقة عن مشاهداته لمدينة الكويت القديمة، التي بداخل السور، وعن رحلاته إلى البر وعلاقاته الطيبة مع الأهالي، وتحدث عن أحوال الكويت في تلك الفترة بأدق التفاصيل، ويكفي أنه التقى الشيخ أحمد الجابر الصباح ثلاث مرات في العام الأول الذي وصل فيه للكويت، وشرح طبيعة هذه اللقاءات، وذكر أسماء شخصيات كويتية كثيرة، وما حدث معها من مواقف جميلة ورائعة!

الأستاذ عبدالحميد علي الحَبشي خدم الكويت بكل المقاييس والكفاءة العالية، منذ قدومه عام 1945 ، وخلال إقامته في الكويت أنجب ابنه مدحت عام 1952، حيث درس وعمل وتوفي في الكويت قبل سنوات. ولمدحت من الأبناء خالد ومحمد وعمر، وهؤلاء يعملون حالياً في الكويت في مجال الهندسة وغيرها من المهن الفنية التي تحتاج إليها البلاد، وأنجب الأحفاد جيلاً رابعاً من الأولاد!

أليس من الواجب أن تُمنح هذه الأسرة الكريمة شرف الهوية الكويتية لإقامتها الطويلة التي امتدت على مدى 75 عاماً في الكويت، ولخدمات جدهم الجليلة، وزيادة على ذلك أرى أن تُسمى ثانوية للبنين باسم الجد عبدالحميد علي الحبشي... والواجب والعرفان يدعوان إلى ذلك، خصوصاً إذا عرفنا أن كل رجالات الكويت وكبار المسؤولين في الماضي تتلمذوا وتخرجوا على يديه، ويشيدون بمواقفه وإخلاصه!

ونأتي إلى الصورة، وهي تجمع، كما نرى، أعضاء البعثة التعليمية المصرية في الكويت، ويبدو رئيس دائرة المعارف آنذاك الشيخ عبدالله الجابر الصباح بينهم، وعن يساره نصف اليوسف النصف عضو مجلس المعارف، وأعضاء البعثة المصرية، وفي أول الصورة من اليمين: الأستاذ عبدالحميد علي الحبشي ناظر المدرسة الشرقية. وقت التقاط الصورة عام 1947.

back to top