محاولة إحراق مسجد بفرنسا... وبرلين تحبط هجوماً محتملاً

• مفارقات وردود فعل إسلامية متباينة على «مقابلة ماكرون»
• باريس تعيد سفيرها إلى أنقرة

نشر في 02-11-2020
آخر تحديث 02-11-2020 | 00:04
أتراك يتظاهرون تنديداً بالرسوم الكاريكاتورية المسيئة في إسطنبول أمس (رويترز)
أتراك يتظاهرون تنديداً بالرسوم الكاريكاتورية المسيئة في إسطنبول أمس (رويترز)
بعد 3 اعتداءات ارهابية تعرّضت لها فرنسا في أقل من 20 يوماً، وكان ضحيتها قطع رأس مدرس على يد لاجئ شيشاني أعقبها هجوم بسكين على كنيسة في مدينة نيس وأسفر عن مقتل 3 بينهم امرأة قُطع أيضاً رأسها، وصولاً إلى محاولة قتل كاهن في نيس أيضاً، حاول مجهول إحراق مسجد في شمال فرنسا، في حين اعتقلت ألمانيا شاباً أعلن استعداده للمشاركة بهجمات إرهابية على غرار التي شهدتها فرنسا.
تعرض مسجد في مدينة شاتودون، التابعة لمقاطعة إيورإت لوير، شمال فرنسا، لمحاولة حريق من قبل مجهول.

ونشرت وسائل إعلام عدة، مقطع فيديو رصدته كاميرا المسجد لمنفذ العملية.

وقال فاتح صاري كير، الأمين العام لـ "منظمة الرؤية الوطنية للمجتمع الإسلامي" CIMG، التي يتبع لها المسجد، إن مجهولاً أشعل النار في المسجد بعد سكب البنزين فيه.

وأشار إلى أن الحريق انطفأ من تلقاء نفسه قبل أن يكبر، وأسفر عن أضرار مادية.

وأفاد بيان صادر عن الشرطة، بأنها ستدقق في تسجيلات كاميرات المراقبة التابعة للمسجد، في إطار التحقيق في الحادث.

اعتقالات وتحقيقات

في غضون ذلك، اعتقل رجلان يبلغان من العمر 25 و63 عاماً، ما يرفع عدد الأشخاص الموقوفين لدى الشرطة إلى 6 في إطار قضية الهجوم بالسكين في كنيسة نوتردام بمدينة نيس جنوب شرقي فرنسا.

وأوضح مصدر قضائي، أمس، أن الرجلين اعتقلا أمس، في منزل شخص أوقف قبل ساعات قليلة. وهذا الأخير، وهو تونسي يبلغ من العمر 29 عاماً، يشتبه في أنه تواصل مع منفّذ الهجوم التونسي إبراهيم العيساوي البالغ من العمر 21 عاماً، الذي لم يتمكن المحققون من أخذ إفادته بسبب إصابته بجروح خطيرة برصاص الشرطة بعد تنفيذ الهجوم.

إلى ذلك، يحاول المحققون التواصل للدفاع وراء الهجوم على كاهن أرثوذكسي في مدينة ليون وإصابته بحروح تهدد حياته.

وقال المدعي العام في ليون نيكولاس جاكيه، إن الشرطة ألقت القبض على مشتبه فيه، تتوافق مواصفاته مع أقوال شهود عيان. مع ذلك، لم يتم العثور على بندقية الصيد، التي يعتقد أنه أطلق النار بها على الكاهن مرتين في المدينة الواقعة جنوب شرق فرنسا مع المشتبه فيه.

ويركز المحققون على فرضية وجود خلاف شخصي وراء الهجوم.

تعزيزات

في سياق متصل، أعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد درمانان نشر 14 ألف جندي وشرطي بدءاً من اليوم، في كل فرنسا لتعزيز الأمن.

وصرح درمانان في وقت سابق، أن فرنسا قد تشهد مزيداً من الهجمات خلال الفترة القادمة.

وكانت وزيرة الدفاع الفرنسية، قالت إنه تم نشر المزيد من الجنود لحماية مدينة نيس، مؤكدة أنه سيتم نشر قوات إضافية في مدن أخرى.

مقابلة ماكرون

في غضون ذلك، رحبت أوساط إسلامية بمضمون مقابلة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على قناة "الجزيرة"، واعتبرت أنها قد تشكل أساساً لسحب فتيل التصعيد والتهدئة.

في المقابل، انتقدت دوائر إسلامية أكثر تشدداً اللقاء المتلفز المطول، وطالبت باعتذار الرئيس الفرنسي ودعت إلى مواصلة حملة المقاطعة.

وأثارت المقابلة جملة مفارقات، فقد تعرضت قناة "الجزيرة" الممولة من قطر لانتقادات من بعض أنصار التيار الإسلامي الذين اتهموها

بـ "تلميع صورة ماكرون".

في المقابل، وجد خصوم التيار الإسلامي ظهور الرئيس الفرنسي على "الجزيرة" منفراً وانتقدوا ماكرون بعدما كانوا تجبنوا ذلك في الأيام الماضية.

وبعد ساعات من حديث الرئيس الفرنسي للمرة الأولى إلى العالم الإسلامي بعد أزمة الرسوم المسيئة للنبي محمد (صلّى الله عليه وسلّم) ، ظهر وسم "#لن_تخدعنا_ماكرون" على قائمة التفاعلات على "تويتر" في دول إسلامية عدة.

واعتبر ناشطون تصريحات ماكرون الجديدة محاولة تهدئة بعد حملات المقاطعة التي شنتها الشعوب العربية والإسلامية للبضائع الفرنسية.

بينما اعتبرها البعض "خدعة" لتحقيق مكاسب سياسية، ورأى آخرون أنها ربما تراجع أو تصحيح مسار خاطئ أو توضيح أمور ملتبسة في وقت تشهد فرنسا العديد من الأزمات الداخلية التي يواجهها ماكرون وترافقها انتقادات سياسية شتى.

عودة السفير

وأعلن وزير الخارجيّة الفرنسي جان إيف لودريان أنّ باريس ستُعيد سفيرها لدى تركيا إلى أنقرة للحصول منها على "إيضاحات بشأن "التصريحات المشينة الأخيرة"، بعد أسبوع على استدعائه إثر هجمات لفظيّة للرئيس التركي رجب طيّب إردوغان استهدفت نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وبعدما أقدم شيشاني متطرّف على اغتيال مدرّس في فرنسا كان عرض على تلاميذه رسوماً كاريكاتوريّة للنبي محمّد (صلى الله عليه وسلّم) في إطار حصة دراسيّة حول حرّية التعبير، "اتّخذت تركيا خياراً متعمّداً باستغلال هذا الهجوم وشنّ حملة دعاية بغيضة وافتراء علينا"، حسب ما قال لودريان.

لكنّه أضاف أنّ إدانة تركيا لاحقاً لاعتداء بسكّين داخل كنيسة في نيس كانت "مختلفةً وواضحة ولا لبس فيها. غير أنّ هذا لا يمنع أنقرة من تقديم إيضاحات".

وكانت وزارة الخارجية التركية، دانت بشدة "إصابة قسّ أرثوذكسي بطلق ناري في مدينة ليون الفرنسية"، مشددة على تضامنها مع فرنسا في مواجهة الإرهاب.

ألمانيا

وفي ألمانيا، أعلن الادعاء العام الاتحادي أن هناك اشتباهاً في شاب (20 عاماً) يتحدر من مدينة لار جنوب ألمانيا كان يخطط للقيام بـ"عمل عنف يعرض أمن البلاد للخطر".

وكان تم القبض على المشتبه فيه أمس الأول، ويقبع منذ ذلك الحين في الحبس الاحتياطي.

وقال متحدث باسم الادعاء في مدينة كارلسروه امس، إنه تم العثور على مخدرات في شقة المشتبه فيه، ولكن لم يتم العثور على أية أسلحة مثلاً، ولم نعثر على خطط ملموسة لهجمات أو ما شابه".

وحسب ما ذكرته صحيفة "فيلت أم زونتاغ" الألمانية استناداً إلى دوائر أمنية، يشتبه أن الرجل تحدث عن هجمات أخرى فيما يتعلق بالهجمات الإرهابية الأخيرة التي شهدتها فرنسا وأعلن استعداده للمشاركة بنفسه فيها.

يشار إلى أن مدينة لار التي ينحدر منها الرجل تقع قرب الحدود الفرنسية مع ألمانيا.

إلى ذلك، حذر المدعى العام الاتحادي بألمانيا بيتر فرانك من الاستخفاف بما أسماه "الإرهاب الإسلاموي" في بلاده.

وقال: "خطر الإرهاب يظهر أيضاً في الهجمات التي تم شنها خلال الأسابيع الأخيرة في فرنسا، ويظهر ذلك، أن ألمانيا وغرب أوروبا لا يزالان في مرمى الإسلامويين الراديكاليين".

6 موقوفين بهجوم نيس... و14 ألف شرطي فرنسي لتعزيز الأمن
back to top