الرئيس عبدالفتاح السيسي يرفض الإساءة للدين واستخدام العنف للدفاع عنه

الطيب يدعو لعدم الانجرار لاستفزازات اليمين المتطرف واستقطابات الإسلام السياسي

نشر في 29-10-2020
آخر تحديث 29-10-2020 | 00:02
الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مكرماً أحد رجال الدين بمناسبة المولد النبوي في القاهرة أمس (رئاسة الجمهورية)
الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مكرماً أحد رجال الدين بمناسبة المولد النبوي في القاهرة أمس (رئاسة الجمهورية)
دخل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على خط أزمة الرسوم المسيئة لنبي الإسلام في ذكرى مولده، صلى الله عليه وسلم، أمس، مشدداً على أن حرية الرأي لا تعني جرح مشاعر أكثر من 1.5 مليار مسلم، ورافضاً اللجوء للعنف دفاعاً عن الدين.

وقال السيسي، في كلمة له خلال احتفالية وزارة الأوقاف المصرية بالمولد النبوي الشريف بالقاهرة أمس، إنه يرفض محاولات الإساءة إلى النبي العظيم محمد، وإن الإساءة للأنبياء والرسل هي استهانة بقيم دينية رفيعة يعتقد فيها الكثير من الناس، لافتا إلى أن من لا يؤمن بها فهذا شأنه، لكن عليه ألا يجرح مشاعر الملايين من البشر، حتى لو كان الهدف هو تقديم صورة تحارب التطرف.

وخرج السيسي عن نص الكلمة المكتوبة قائلا: «يا ترى في مليار ونص المليار من المسلمين في العالم، تفتكروا كام في المية منهم متطرفين؟ واحد في المية، يعني 15 مليون، تستطيعوا أن تتخيلوا لو فيه 15 مليون إرهابي في العالم بالأفكار دية يعملوا إيه؟ العدد مش كده خالص، وبالتالي لا يمكن أبدا أتصور أن يُحمّل المسلمين بأوزار ومفاسد وشرور فئة قليلة انحرفت».

وتحدث السيسي بلسان المسلمين قائلا: «احنا لنا حقوق في ألا يُجرح شعورنا، ولا أن تؤذى قيمنا. إذا كان من حق الناس تعبّر عما يجول في خواطرها، فأتصور أن هذا الأمر يقف عندما يصل الأمر إلى أنك تجرح مشاعر أكثر من مليار ونصف المليار مسلم... كفى إيذاء لنا».

ووجّه السيسي حديثه إلى المسلمين قائلا: «إذا كنت بتحب النبي محمد صحيح فتأدب بأدبه وتخلّق بخلقه»، وأشار إلى أن سيرته، صلى الله عليه وسلم، لم تسلم من التطرف، لكنّه أكد «أن مكانة سيد الخلق لا يمكن أن يمسها قول أو فعل»، مشددا في الإطار ذاته على الرفض القاطع لأي أعمال عنف أو إرهاب تصدر من أي طرف تحت شعار الدفاع عن الدين أو الرموز الدينية المقدسة.

وشدد الرئيس المصري على أن الحريات لم تأت مطلقة، وأنها يجب أن تقف عند حدود حريات الآخرين، وأن تحترم الجميع، وأشار إلى أن تبرير التطرف تحت ستار الدين «محرّم ومجرّم»، لكونه محاولة لتحقيق مصالح ضيقة، لكن هذا لا يعني أن التطرف مقتصر على دين بعينه،

لافتا إلى أن قضية الوعي الرشيد وفهم صحيح الدين من أولويات المرحلة الراهنة في مواجهة من وصفهم بـ «أهل الشر» الذين يحرّفون معاني النصوص ويخرجونها من سياقها، وأن بناء الوعي الرشيد يتطلب تضافر جهود المؤسسات الدينية والتربوية والثقافية والإعلامية، وأشاد بجهود المؤسسة الدينية، إلا أنه أكد الحاجة إلى مضاعفة الجهد المبذول، وأن الدولة بدورها لن تألو جهدا في دعم الأئمة والخطاب الديني الوسطي المستنير.

وتابع السيسي: "أعتقد ولا أظنني خاطئا عندما أرى أن الاستعلاء بممارسة قيم الحرية ضرب من ضروب التطرف عندما تمس هذه الممارسة حقوق الآخرين"، مشدداً على أن الأمر يحتاج إلى مراجعة مع النفس للجميع، "مش بتكلم عن مصر عن الدنيا كلها".

تجريم دولي

بدوره، دعا الإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب، المجتمع الدولي لإقرار تشريع عالمي يجرم معاداة المسلمين والتمييز ضدهم، كما دعا المواطنين المسلمين في الدول الغربية إلى الاندماج الإيجابي الواعي في هذه المجتمعات، مع الحفاظ على هوياتهم الدينية والثقافية، وعدم الانجرار وراء استفزازات اليمين المتطرف، أو استقطابات جماعات الإسلام السياسي.

وأعلن المرجعية الإسلامية الأولى في العالم، في كلمته خلال الاحتفالية، إطلاق الأزهر منصة عالمية للتعريف بنبي الرحمة ورسول الإنسانية، بالعديد من اللغات، وتخصيص مسابقة بحثية عالمية عن أخلاق نبي الإسلام وإسهاماته التاريخية الكبرى في مسيرة الحب والسلام.

وأشار الطيب إلى أن الأزهر ومختلف المؤسسات الدينية في العالم الإسلامي سارعت بإدانة حادث القتل الإرهابي البغيض للمدرس الفرنسي في باريس، وهو حادث مؤسف ومؤلم، وفي الوقت نفسه من المؤسف أن نجد أن الإساءة للإسلام والمسلمين في عالمنا اليوم قد تحولت إلى أداة لحشد الأصوات والمضاربة بها في أسواق الانتخابات، رافضا الإساءة للإسلام والمسلمين باعتبارها «عبثا وتهريجا وانفلاتا من كل قيود المسؤولية».

back to top