لا ثقة عربية لدونالد ترامب وجو بايدن... والنفط قد يقلب مسار المعركة

توتر بالشارع في فيلادلفيا وجدران خشبية بواشنطن وتصويت بالسلاح في ميشيغان

نشر في 29-10-2020
آخر تحديث 29-10-2020 | 00:03
شاشة كبيرة تظهر ترامب خلف مناصريه في ميشيغان
شاشة كبيرة تظهر ترامب خلف مناصريه في ميشيغان
في ظل حالة الاستقطاب غير المسبوقة بين الأميركيين، لم يحظ الرئيس الجمهوري دونالد ترامب ولا منافسه الديمقراطي جو بايدن بدعم عربي حاسم لأسباب عدة منها عدم الثقة برعاية أي منهما مصالح المنطقة أو مستقبلها، وتركيزهما على القضايا الداخلية خصوصاً الاقتصادية والصحية والاجتماعية بمعزل عما يحدث بالخارج.
لن يخدم أي من المرشحين الاثنين في انتخابات الرئاسة الأميركية مصالح الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بحسب نتائج استطلاع للرأي في المنطقة.

هذا ما خلص إليه بشكل عام حوالي نصف من أجابوا عن أسئلة الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة "يوغوف".

ورأى 40 في المئة من المشاركين في الاستطلاع أن جو بايدن سيكون أفضل للمنطقة، بينما فضّل 12 دونالد ترامب.

وأجري الاستطلاع الشهر الماضي عبر الإنترنت في 18 بلداً، تحت عنوان "ماذا يريد العرب؟".

وشارك في الاستطلاع أكثر من ثلاثة آلاف شخص بقليل. ولم يحظ المرشح الديمقراطي بايدن ولا الجمهوري ترامب بشعبية لدى أغلبية المشاركين.

3 قضايا

وعلى الرغم من أن استطلاعات الرأي تعطي تقدماً لبايدن في الانتخابات، فإن نشاط جيش المتطوعين الذي يساند ترامب، ورفع خصمه اللبس عن موقفه في قضيتين حساستين كالإجهاض وصناعة النفط، قد تأتي بنتائج عكسية وتتيح الفوز لترامب، حسب مجلة لوبوان Le Point الفرنسية.

وأوضحت المجلة أن لعبة الانتخابات الرئاسية الأميركية انتهت نظرياً، لأن معظم استطلاعات الرأي الوطنية تمنح المرشح الديمقراطي تقدماً يتراوح بين 8 و12 نقطة، في وقت لم يبق فيه إلا أقل من أسبوع على التصويت، وهي فترة لا يرى الخبراء أنها كافية لسد الفجوة الكبيرة بين المرشحين.

ويرى الخبراء أنه على عكس عام 2016، من غير الممكن في هذا الوقت الوجيز أن يغير ترامب من وضعه الانتخابي، حتى في "الولايات المتأرجحة". لكنهم مع ذلك، يلاحظون ارتفاعاً طفيفاً لتصنيفه الوطني وانخفاضاً لتصنيف خصمه، منذ المناظرة التي جرت في 23 أكتوبر الجاري، التي أظهر فيها ترامب بعض الاعتدال في تجاوزاته المعتادة.

جيش من المتطوعين

وقالت المجلة، إن السبب الأول لعدم استسلام مؤيدي ترامب للهزيمة هو التعبئة الاستثنائية لجيش من المتطوعين المصممين على فرض النصر، وهي تعبئة تفوق تلك التي قام بها أنصار الرئيس السابق باراك أوباما في حملته.

وقدرت عدد المتطوعين المساندين لترامب بما بين 2.5 و3 ملايين، يتنقلون من باب إلى باب في زيارة منتظمة لجميع من تظهر لوائحهم أنهم جمهوريون قد يكون لديهم بعض التردد عند التصويت، وهكذا جاب متطوعو الرئيس جميع الولايات التي يتوقعون فيها الفوز بأصوات الناخبين الكبار ولو بتقدم ضئيل.

في أسبوع واحد -كما تقول المجلة- أعلن متطوعو ترامب عن 500 ألف زيارة في "الولايات المتأرجحة" وحتى لو كان في هذا الرقم بعض التضخيم، فإن جهود أنصار الرئيس تبدو حقيقة واقعة، في وقت أبطأت فيه حملة بايدن، بسبب مخاوف كورونا التي أظهر المرشح الديمقراطي حذراً أكثر من اللازم منها خلافاً لغريمه.

الإجهاض

ورأت لوبوان أن المناظرة الثانية، وإن كانت مملة فإنها لم تضف الكثير، لكنها أعطت بايدن الفرصة لتوضيح موقفه بشأن موضوعين حساسين، الأول موضوع الإجهاض، إذ أوضح المرشح الديمقراطي أنه في حال نقض المحكمة العليا، بتعيين إيمي باريت، لقانون عام 2016 المصادق على قانون عام 1973 الذي يمنح النساء إمكان الإجهاض، فإنه سيصدر قانوناً لإعادة هذا الموضوع، وإلا فسيسعى لتوسيع تشكيل المحكمة العليا لإعادة التوازن القديم.

وأشارت إلى أن موضوع الإجهاض وإن بدا مقبولاً في أوروبا فإنه يبقى حساساً في الولايات المتحدة، فالكنائس الإنجيلية متصلبة، وتجري الاحتجاجات "المؤيدة للحياة" بانتظام، ويتعرض الجراحون الذين يجرون العملية للتهديد.

ويقال إن حوالي 20 ولاية تنتظر قراراً جديداً من المحكمة العليا يقضي بحظر الإجهاض تماماً، لذلك فإن موقف بايدن القوي من هذا الموضوع يمكن أن يتسبب بخسارة عدد من الناخبين، خصوصاً بين المبشرين واللاتينيين الذين يكثر فيهم المؤيدون للحياة.

أما الخطر الآخر الذي تعرض له بايدن خلال النقاش فهو اقتصادي، يتعلق بصناعة النفط، إذ أعلن ترامب النصر على الفور عندما اعترف بايدن بأنه يريد خفض حصة الوقود الأحفوري في التنمية، قائلاً "استمعوا إلى هذا البيان المهم من خصمي، أنتم أعضاء تكساس وأوهايو وبنسلفانيا، فهو يصر على أنه يريد تدمير الصناعة التي هي مصدر ثروة بلدكم".

وعادت المجلة لتلخص الأمر بأن جيش المتطوعين المساند لترامب والنقاش حول الإجهاض والنفط هي الأمور التي يعول عليها الرئيس للحاق بخصمه، لا على المستوى الوطني لكن على مستوى الولايات المهمة، كما حدث عام 2016، وخصوصاً في تكساس وفلوريدا وجورجيا وميشيغان، حيث الفجوة بين الخصمين كما يقول منظمو استطلاعات الرأي ما تزال "ضمن هامش الخطأ".

ونبهت لوبوان إلى أن أنصار الرئيس لاحظوا أن من شملهم الاستطلاع، نظراً إلى سمعة ترامب الإعلامية السيئة، يميلون إلى عدم الاعتراف بأنهم سيصوتون له، بالتالي فإن تقدم بايدن في استطلاعات الرأي لن يكون كما هو متوقع ومعلن.

توتر بالشارع

وقبل 6 أيام من ساعة الحسم بين الرئيس الجمهوري ومنافسه الديمقراطي، أعاد الأسبوع الأخير للحملة الانتخابية إلى الواجهة قضايا التوتر في الشارع، خصوصاً مع اجتياح الفوضى وعمليات النهب مدينة فيلادلفيا في ليلة جديدة من الاحتجاجات على مقتل الشاب الأميركي الأسود والتر والاس جونيور على يد شرطيين.

وللحفاظ على النظام في المدينة، التي باتت إحدى ساحات المعركة الانتخابية الرئيسية بين ترامب وبايدن، استدعى رئيس البلدية الديمقراطي جيم كيني، أمس الأول، الحرس الوطني، معرباً عن قلقه حيال ارتفاع مفاجئ لمنسوب التوتر، على غرار تظاهرات حركة "بلاك لايفز ماتر" إثر مقتل جورج فلويد في أواخر مايو، وتحولها لأعمال تخريب وعنف وارتفاع معدّل الجرائم.

وكتبت شرطة فيلادلفيا في تغريدة أن "حشداً كبيراً" يضمّ ألف شخص يهاجم متاجر. وأظهرت مشاهد التُقطت من مروحية مخربين يُفرغون متجر ألبسة رياضية ومحلاً آخر، كما أظهرت مقاطع فيديو صورتها وسائل إعلام محلية نهب متجر أغذية كبير في شمال المدينة.

وإذا تواصلت أعمال العنف في الأيام المقبلة، فإن الوضع في فيلادلفيا يمكن أن يصبح مسألة مركزية في نهاية حملة الانتخابات الرئاسية.

فقد جعل ترامب والجمهوريون من ارتفاع معدّل الجريمة في المدن الكبيرة التي غالباً ما يديرها الديمقراطيون، حجةً ضد جو بايدن.

وغالباً ما يذكر الرئيس بنسيلفانيا وتحديداً فيلادلفيا، كمكان يسجّل أكبر خطر بحصول عمليات تزوير انتخابي، حتى لو أنه لم يحصل أي حادث يدعم هذه النظرية.

وقالت مديرة مكتب التواصل الاستراتيجي في البيت الأبيض أليسا فرح: "نراقب الوضع من كثب. نحن على استعداد لنشر موارد فدرالية إذا لزم الأمر. الرئيس ترامب لن يتسامح مع العنف الموجه ضد قوات الأمن".

وعلّق جو بايدن أيضاً سريعاً على الأمر فندّد بـ"إجحاف" جديد ضد الأميركيين من أصل إفريقي الذين يشكلون جزءاً مهماً من ناخبيه، محذرا في الوقت نفسه من أعمال النهب ومهاجمة الشرطيين. وقال: "النهب ليس التظاهر، إنه مخالفة" مؤكداً أن ترامب "غير قادر" على "جمع الناس، لكننا سنتمكن من تحقيق ذلك".

وبينما أظهرت صور قيام متاجر في واشنطن بتحصين واجهاتها بجدران خشبية خوفاً من أي فوضى في ليلة 3 نوفمبر، سمح قاضٍ "بالحمل المفتوح" للأسلحة النارية في أماكن الاقتراع يوم الاقتراع، كما أوقف تنفيذ أمر المدعية العامة للولاية دانا نيسيل منع عرض مثل هذه الأسلحة لعدم تخويف الناخبين.

وتعهدت المدعية الديمقراطية بالاستئناف فوراً على حكم القاضي، قائلة إن "هذه القضية ذات أهمية عامة ومهمة لعملية انتخابنا".

حملة ترامب

وغداة تعرّض موقع حملة ترامب على الإنترنت لهجوم إلكتروني تمكّن خلاله القراصنة من الاستيلاء عليه فترة وجيزة، سيعقد ترامب لقاءين جماهيريين في أريزونا، التي تشهد منافسة حادة وتشير استطلاعات الرأي فيها إلى تخلفه بفارق ضئيل عن بايدن. وبعد قضاء الليل في لاس فيغاس بولاية نيفادا، التقى ترامب أنصاره في مطار بولهيد سيتي وفي جوديير الواقعة خارج فينكس أكبر مدن أريزونا.

وفي وقت سابق، تنقل ترامب في ثلاث ولايات هي ميشيغان وويسكونسن ونبراسكا وتوقف بايدن مرتين لاستمالة الناخبين في ولاية جورجيا التي بدأت تبرز كساحة مهمة للتنافس.

وفي ميشيغان، التي منحته الفوز في 2016، قال ترامب: "عليكم الاختيار بين مشروعنا لقتل الفيروس، ومشروع بايدن لقتل الحلم الأميركي"، مؤكداً أن خصمه "يريد أن يفرض إغلاقاً جديداً وهذه الانتخابات هي خيار بين انتعاش خارق بقيادتي وكساد بقيادته".

وفي تجمع حاشد في بنسلفانيا المتأرجحة، أكد ترامب مجدداً أن "استطلاعات الرأي تشير إلى فوزه، وأن وسائل الإعلام تتكتم على هذه المعلومات".

على "تويتر"، اتهم ترامب منافسه بايدن بأنه "سياسي فاسد يريد إرسال وظائفك إلى الصين، بينما تجني عائلته الملايين من حزبها الشيوعي"، مضيفاً: "إذا فاز بالرئاسة فإن الصين ستمتلك الولايات المتحدة. وعندما نفوز، أنت تفوز، وأميركا تفوز!".

ميلانيا

في حدث نادر، ألقت السيدة الأولى ميلانيا ترامب خطاباً في بنسلفانيا دعت فيه لإعادة انتخاب زوجها، مؤكدة أن "دونالد مقاتل، ويحب هذا البلد ويناضل من أجلكم كل يوم".

وشنت ميلانيا ترامب هجوماً على الديمقراطيين واتهمتهم بزرع الرعب والفتنة بين الأميركيين والإضرار بقيمهم التقليدية ووصفت مرشحهم بايدن بأنه "اشتراكي".

بايدن وأوباما

في المقابل، اكتفى بايدن بزيارة ولاية جورجيا في الجنوب المحافظ وقال في خطاب بالهواء الطلق لعشرين دقيقة أمام عدد قليل من الحاضرين: "إذا منحتموني شرف أن أكون رئيسكم استعدوا لتغيير في الأولويات. لأننا سنتحرك من اليوم الأول لولايتي لاستعادة السيطرة على الفيروس وسنفعل ذلك".

وعاد الرئيس السابق باراك أوباما بقوة إلى المنابر في الأسبوع الأخير قبل الاقتراع ليهاجم مجدداً خليفته ترامب أمس الأول مؤكداً أنه يفتقر إلى الكفاءة.

وقال أوباما، خلال تجمع جديد داخل السيارات في أورلاندو بفلوريدا، "يدعي هذا الرئيس بأن لديه كل الفضل في اقتصاد ورثه ويرفض أي مسؤولية عن جائحة تجاهلها".

back to top