بصمات... تركتها مواسم انتخابية

نشر في 28-10-2020
آخر تحديث 28-10-2020 | 00:09
 د. ندى سليمان المطوع لا يمكننا أن نجد أفضل من فترة الشيخ عبدالله السالم لنمخر عباب بحر الديمقراطية في الكويت، فالمحطات في تاريخ الإصلاح الانتخابي الكويتي قد انطلقت عبر "الدوائر العشر" عام 1961 عندما أطلق المغفور له الشيخ عبدالله السالم دعوته لإجراء انتخابات المجلس التأسيسي، حيث انطلقت أولى المبادرات لإصلاح النظام الانتخابي، وذلك عبر تشكيل اللجنة الأساسية لكتابة الدستور، وفي ذلك الوقت تم تقسيم المناطق إلى عشر "مناطق انتخابية" وفقا للقانون 28 لسنة 1961.

المحطة التي تلتها تكللت بأحداث عام 1981 جاءت عبر تعديل آخر للنظام الانتخابي بعد استمرار "نظام الدوائر العشر" لمدى أربعة انتخابات متتالية، وحل البرلمان، فحلت الخمس وعشرين دائرة مكان العشر، وسط آراء تعددت بين مؤيد ومعارض.

أما المحطة الثالثة والتي احتوتنا كناشطات في مجال الحقوق السياسية للمرأة فكانت 2004 وجاءت عبر عدة مراحل، فابتدأت بالترويج للحقوق السياسية للمرأة الكويتية، واحتوى الخطاب السياسي الكويتي آنذاك بكلمات متميزة للمغفور له الشيخ صباح الأحمد الصباح الحقوق السياسية للمرأة الكويتية وتمكينها من الوظائف القيادية، رغم انقسام الشارع آنذاك بين مؤيد ومعارض حتى انتصرت المرأة في معركة التصويت على الحقوق في البرلمان.

المحطة الشهيرة بالدوائر الخمس، والتي امتدت بأبعاد شعبية إلى الشارع، والذي انقسم أيضا بين مؤيد لتغيير الدوائر ومعارض خشية البعض فقد مقاعدهم البرلمانية، نتيجة لتغيير الدوائر ودخول فئة ناخبة جديدة وهي المرأة، والتي بلغ عدد الناخبات من النساء أكثر من الرجال، وانطلقت المعارك الانتخابية حتى تم انتخاب أربع نساء لعضوية البرلمان.

منذ ذلك الزمن وسيناريو "الإصلاح والتغيير" يتكرر مع مواسم الانتخابات المختلفة، فتارة نسمع عن ابتكار وسائل لتطهير البيئة البرلمانية من المال السياسي، وتارة أخرى نتابع اقتراحات حول تعديل آخر للدوائر وعدد الأصوات أو الاثنين معا وسط الهدوء التام بعيدا عن "الزوابع" المثيرة للجدل، ومن خلال الأيام القادمة ستتضح معالم الواجهة البرلمانية الجديدة.

وللحديث بقية.

* كلمة أخيرة: الروهينغا

رغم ظروف الوباء العالمي فإن الكويت مستمرة في التزامها في إغاثة مسلمي بورما بنمط لافت للنظر، فقد استمرت الهيئات الخيرية في دعم الروهينغا حماية لهم من الاضطهاد والطرد الذي تعرضوا له، وقد تكللت الجهود بدور الصندوق الكويتي للتنمية مؤخراً، وذلك عبر تبرعه بخمسة ملايين دولار للاجئي الروهينغا استجابة لمؤتمر المانحين الدولي، وفكرة المؤتمر طرحتها الكويت عام 2017 إلى جانب الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، وقد انعقد المؤتمر قبل عدة أيام على أمل جمع مليار لكنه جمع نصف مليار نظراً للظروف التي يعانيها العالم بأكمله على حد تعبير رئيس مفوضية اللاجئين غراندي.

back to top