الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يدعو الأتراك إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية

●أنقرة تدين «ذبح المدرس» وباكستان تستدعي سفير باريس وطهران «المحرجة» تلتحق بالمنددين
● دعوات فرنسية لمقاومة «الابتزاز»... وماكرون تحت نيران أقصى اليمين واليسار

نشر في 27-10-2020
آخر تحديث 27-10-2020 | 00:06
تجار باكستانيون يتظاهرون ضد فرنسا في لاهور امس (ا ف ب)
تجار باكستانيون يتظاهرون ضد فرنسا في لاهور امس (ا ف ب)
اتسعت أمس حملة مقاطعة البضائع الفرنسية واتخذت منحى رسمياً بدعوة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان شعبه لمقاطعتها في وقت وجد الرئيس الفرنسي نفسه تحت نيران اليسار واليمين الراديكاليين.
واصل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لليوم الثالث على التوالي انتقاداته لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون على خلفية خلافه معه بشأن التعامل مع المسلمين في فرنسا، وكان جديده أمس، دعوته مواطنيه الأتراك إلى مقاطعة البضائع الفرنسية، في وقت ندّدت أنقرة بـ«القتل الوحشي» للمدرّس في فرنسا بعد اتهامها بالصمت.

وأعلن إردوغان في خطاب في أنقرة: «كما يقول البعض في فرنسا لا تشتروا العلامات التجارية التركية، أتوجه هنا إلى أمّتي: لا تولوا اهتماماً للعلامات التجارية الفرنسية، لا تشتروها».

وفرنسا هي عاشر أكبر مُصدر إلى تركيا وسابع أكبر سوق للصادرات التركية وفقاً لمعهد الإحصاءات التركية. وتعد السيارات من بين الواردات الفرنسية الرئيسية وهي من بين الأكثر رواجاً في السوق التركي.

وشبّه الرئيس التركي معاملة المسلمين في أوروبا بمعاملة اليهود قبل الحرب العالمية الثانية، متهماً بعض القادة الأوروبيين بـ»الفاشية» و»النازية».

ودعا الرئيس التركي المسؤولين الأوروبيين إلى وقف «حملة الكراهية التي يقودها ماكرون ضد المسلمين».

برلين

وفي وقت ندّدت المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل بتصريحات إردوغان «التشهيرية» ضد ماكرون، وصف وزير الخارجية الألماني هايكو ماس هجوم الرئيس التركي على نظيره الفرنسي بأنه «هوة جديدة».

وقال ماس أمس، إن «ألمانيا تقف متضامنة مع فرنسا في مكافحة التطرف الإسلامي»، معرباً أيضاً عن «تفهمه الكبير لسحب السفير الفرنسي من أنقرة».

دعوات ضد المقاطعة

إلى ذلك، تعالت أصوات في فرنسا، أمس، ضد الدعوات لمقاطعة المنتجات الفرنسية والتظاهر في عدد من دول الشرق الأوسط.

وقال جوفروا رو دي بيزيو، رئيس أبرز نقابات أصحاب العمل «ميديف»، «لن نرضخ للابتزاز»، داعياً الشركات الفرنسية إلى تفضيل «مبادئها» على الأعمال.

ودعت وزيرة الثقافة الفرنسية روزلين باشلو أمس، إلى «التهدئة»، موضحة أن «فرنسا لا تعادي مسلمي فرنسا بل تحارب الإسلام المتطرف والإرهاب».

وقد تتضرر شركات الأغذية والسلع الفاخرة ومستحضرات التجميل بشكل خاص بهذه المقاطعة في بلدان المغرب العربي والشرق الأدنى والشرق الأوسط.

لوبن

من ناحيتها، جدّدت أمس زعيمة حزب التجمّع الوطني» اليميني المتشدد مارين لوبن هجومها على تعاطي ادارة ماكرون مع ما أسمته «الإسلام الراديكالي». وقالت في حوار مع إذاعة RTL أمس، «ينبغي لفرنسا أن تتخلى عن تطبيق عدد من مواد الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، لأن قرارات المحكمة الدستورية في البلاد يتم اتخاذها في كثير من الأحيان استناداً إلى تفسير قرارات للمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان ومع مراعاة ممارستها القانونية».

وأضافت: «كثيراً ما يمنع هذا فرنسا من حماية نفسها من الإرهابيين، أو إبعادهم عن أراضيها، كما يجبر الدولة أيضاً على السماح للإرهابيين المحتملين بدخول البلاد بناء على مبدأ لم شمل الأسر».

وتابعت: «عندما يطلق سراح إرهابي ارتكب جريمة في الأراضي الفرنسية، ولا يسمح لباريس بإعادته إلى بلده الأصلي بحجة أنه قد يتعرض لسوء المعاملة هناك أو يحاكم بموجب قوانين لا تتفق مع المعايير الأوروبية، أعتقد أن هذا يشكل تهديداً لشعب فرنسا».

كما دعت لوبن السلطات الفرنسية لإعلان الإسلام الراديكالي رسمياً «عدواً للدولة».

وشددت على أنه «ينبغي أيضاً محاكمة هؤلاء بتهمة التواطؤ مع العدو، ما سيضعهم خارج المجتمع»، وقالت: «ما دامت هناك حرب تشن ضدنا، يجب علينا أيضاً شن حرب على أعدائنا، ليس ضد الدول، ولكن ضد أيديولوجية مثل الإسلام الراديكالي».

في لقاء تلفزيوني مساء أمس الأول، قالت لوبن: «لقد ساعد اليسار جزئياً الإسلاميين على الاستقرار في بلدنا. الأمر متروك لهم لتغيير رأيهم بالكامل والقدوم والقتال مع الجمهوريين ضد هذه الأيديولوجية الشمولية التي هي الإسلاموية».

أضافت: «لقد صاحب الحجاب صعود الإسلاموية في بلادنا. بالنسبة للإسلاميين، الحجاب هو وسيلة للعمل من أجل الاستيلاء على الفضاء العام. أريد أن يتم حظره في الأماكن العامة».

وتابعت «بما أن قطر تعلق الأسبوع الثقافي الفرنسي في جامعتها، فما الذي ننتظره لتعليق المعاهدات الضريبية الفرنسية المواتية جداً تجاه القطريين؟».

ميلونشون

من ناحيته، شن زعيم حزب «فرنسا المتمرّدة» اليساري جان لوك ميلونشون هجوماً لاذعاً على ماكرون، وقال في مقابلة اذاعية، أمس «فَقَد ماكرون السيطرة على الوضع تماماً. ومن خلال تصريحات إردوغان، تتعرض فرنسا للإهانة والإذلال والسخرية. ما هي استراتيجية ماكرون؟ ما الذي يخطط أن يفعله بجانب التغريدات؟».

ورفض ميلونشون الانتقادات التي وجهتها بعض الأوساط اليمينية خصوصاً صحيفة «لوفيغارو»المحافظة، لليسار معتبرة أنه اعتذرايّ للإسلامي المتشدد.

«لوفيغارو»

بدورها، كتبت «لوفيغارو»، أمس، أن «إردوغان يحشد الإسلاميين ضد فرنسا بمضاعفته الهجمات الشخصية ضد ماكرون، وتشجيعه حملة مقاطعة البضائع الفرنسية في العالم الإسلامي».

وأشارت إلى أنه «منذ وصول ماكرون إلى السلطة، شعر بالقلق من دخول الإسلام التركي إلى فرنسا بين المجتمعات المسلمة. فتركيا تسيطر على نصف الأئمة وتسعى إلى إنشاء مدارس تركية في فرنسا». ورأت «لوفيغارو» انه «بالنسبة للإسلامي إردوغان، فإن فرنسا هدف رئيسي، فهي الدولة الأوروبية التي تضم أكبر جالية مسلمة وتدافع بلا كلل عن العلمانية».

استطلاع

في سياق متصل، أفاد استطلاع جديد للرأي أجرته «لو فيغارو»، أمس، أن 79 في المئة من الفرنسيين يستعدون للتصويت لمرشحين «شعبويين» مناهضين للنظام من اليمين المتطرف أو اليسار الراديكالي، بسبب تصاعد الأزمة الاقتصادية والمخاوف من تزايد الاعتداءات الإرهابية.

ولا تزال لوبن تتصدر قائمة التصويت المناهض للنظام وتمتلك اليوم حظوظاً انتخابية عالية حيث قال 18 في المئة من الناخبين إنهم «واثقون» من التصويت لها في الجولة الأولى من الانتخابات، متقدمة بذلك على ميلانشون (8 في المئة) وعلى إيمانويل ماكرون نفسه (16 في المئة).

اتهام شاب

في غضون ذلك، اتُهم شاب شيشاني يبلغ من العمر 22 عاماً الذي اتهم بتمجيد الإرهاب هو أيضاً من أصول شيشانية بـ»تمجيد الإرهاب» بعد وضعه علامة اعجاب على صورة مروعة على «تويتر» تظهر جثة مدرس التاريخ الفرنسي صامويل باتي، وفق ما أفادت السلطات الفرنسية.

وقتل شاب يدعى عبدالله أنزوروف (18 عاماً)، في 16 أكتوبر الجاري مدرس التاريخ، صامويل باتي، (47 عاماً)، أمام إحدى المدارس الإعدادية بضاحية كونفلان سانت أونورين شمال باريس، حيث قطع رأسه بسكين وحاول تهديد عناصر الشرطة الذين وصلوا إلى المكان وقضوا على المهاجم بالرصاص.

وفي طهران التي وجدت نفسها في موقف صعب نظراً لعلاقتها الجيدة مع ماكرون على الصعيد النووي والتي تريثت نحو 10 أيام قبل إطلاقها انتقاداتها، اعتبر نواب مجلس الشورى الإسلامي أن «وقاحة ماكرون تهدف إلى إبطاء الوتيرة المتسارعة للتوجه نحو الإسلام في فرنسا».

وجاء في بيان وقعه أكثر من 240 نائباً: «لقد شهد العالم كله في الأيام الأخيرة كيف كشفت الحكومة الفرنسية عن طبيعتها الشيطانية بدعمها للعمل غير الإنساني لإحدى الصحف في الإساءة إلى فخر العالم النبي الأكرم محمد المصطفى» (صلى الله عليه وسلم).

وعلى غرار إيران، اتهم «حزب الله» اللبناني المدعوم من طهران، السلطات الفرنسية باتباع موقف يشجع على الإساءة المتعمدة للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، داعياً إياها، في بيان أمس الأول، إلى «التعقل والحكمة والاحترام الصريح للأديان والقيم الدينية».

إسلام أباد

وبعد ساعات من انتقاده للرئيس الفرنسي بتهمة «مهاجمة الإسلام»، دعا رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان شركة «فيسبوك» إلى حظر المحتوى المعادي للإسلام على منصتها، محذّراً من تصاعد التطرف بين المسلمين، بينما استدعت وزارة الخارجية الباكستانية أمس، السفير الفرنسي لديها، مشيرة إلى أن باكستان تدين حملة ممنهجة لنشر مشاعر العداء للإسلام خلف ستار حرية التعبير.

وأكد المتحدث باسم الخارجية، أن «باكستان تدين حملة ممنهجة لرُهاب الإسلام خلف ستار حرية التعبير».

ميركل تندّد بتصريحات أنقرة "التشهيرية" و٨٠% من الفرنسيين يؤيدون انتخاب رئيس شعبوي
back to top