سيرة «ملك اللؤلؤ» في زمانه هلال فجحان المطيري

في حياة العصامي الذي تربصت به الأيام من التجارب ما ينفع الناس
خرج من «وادي مهد الذهب» قاصداً الكويت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر
سأله المحيطون به عن سر نجاحه فأجاب: إنه الحظ ليس إلا
أول 5 سنوات عمِل في صيد الطيور وجمَع نوى التمر دون أن يطلب المساعدة من أحد
«خزانة هلال» كان يُضرَب بها المثل... وُضِعت في غرفة بلا نوافذ ومفتاحها الوحيد كان بيده

نشر في 25-10-2020
آخر تحديث 25-10-2020 | 00:13
على قاعدة «لا يقوم بالحمل الكبير إلا أهله» جاء كتاب «رجل من مهد الذهب» ليروي سيرة «ملك اللؤلؤ» في زمانه، بعد أن تحول إلى شخصية محورية في الحالة الاقتصادية في الكويت ومحيطها.

وكما في الاستهلال، الذي أمهرته السيدة عادلة مساعد الساير، من منطلق «حق هلال علينا» كان عليها التحاور مع إخوتها بدر وهلال وناصر، الذين تحمسوا للمشروع، ووافقوها على الفكرة، واجتمعوا بالقول «إن هذا الرجل ملك للناس، وفي سيرته من التجارب ما ينفعهم».

ولهذا استعانت برفيقة دربها السيدة فريال الفريح لتدوين تلك الرحلة «إنصافاً لرجل من رجالات الكويت الأوائل، حقٌّ علينا أن نخلد ذكراه»، كما في تقديمها للكتاب، والذي جاء بعد عمليات بحث وتنقيب ودراسة ومحاورة شخصيات مازالت تسكن أدمغتها أحاديث متوارثة عن الآباء.

انصرف الجهد في الحصول على الوثائق البريطانية، والتي أخذت مساحة نصف الكتاب تقريباً. ويضع الباحث الأستاذ يعقوب يوسف الإبراهيم لمساته، حيث قام بالمراجعة التاريخية لمواده والمعلومات الواردة في متنه، واصفاً صاحب السيرة بالعصامي الذي «تربصت به الأيام، لكنه تفوق عليها حنكة ودراية، فلم تتركه بلا حظ وافر خبئ له في كل خطوة كان يخطوها حتى أضحى رجلاً نُسِجت حوله الأساطير لفرط ما عجزت المخيلة الشعبية لدى البحث عن أسباب ثرائه، ومكانته العالية في عالم اللؤلؤ ودنيا المال».

وفيما يلي عرض لبعض المحطات في حياته منقولة بتصرف عن الكتاب الذي تضمن أحد عشر فصلاً.

تبدأ هذه السيرة بالتعرف إلى ظروف البيئة التي احتضنت سنواته الأولى، فمن بيئة صحراوية بدوية جافة قليلة الحركة، إلى بيئة حضرية تجارية بحرية مفتوحة على ضفاف الخليج، نشأ فيهما «ابن مهد الذهب».

تلك البيئة شهدت ظاهرة نزوح كثير من أبناء بادية جزيرة العرب الى اقصى السواحل الغربية للخليج، للعمل في مهنة الغوص لدرجة أن 90 في المئة من مجموع الغاصة في الكويت كانوا من البدو، ومن هؤلاء نبغ عدد من «المطير» في أعمال الغوص على اللؤلؤ، وصاروا من مشاهير الغاصة، ومنهم من أطلق عليه «ملك اللؤلؤ» ألا وهو هلال بن فجحان المطيري، والذي هاجر في النصف الثاني من القرن التاسع عشر من وسط شبه الجزيرة العربية، ومن «وادي مهد الذهب»، وكان يتيم الأب والأم.

الأصل والموطن الأول

ينتمي هلال الى قبيلة مطير، والتي خضعت لسيطرة اشراف مكة منذ عام 1500م، ثم زحفت الى الشمال الشرقي من مضاربها، واتفقت مع «شمر» في فترة حكم الدولة السعودية الأولى (1779م)، وتعرضت للكثير من الصعوبات الحياتية، لكن بسبب فترات القحط التي كان يعانيها غرب ووسط شبه الجزيرة، انتقلت القبيلة الى شرقي شبه الجزيرة واستقرت بجوار قبيلة «حرب» بين «السمر»، وحتى الكويت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي، الى ان انقطعت الصلة بين مطير الشرق ومطير الغرب.

نسب «هلال» يعود الى فرع الدياحين من مطير، حيث استقر هذا الفرع في عالية نجد، وتحديدا في منطقة «مهد الذهب» وفي هضبة الدياحين، وبمرور السنين وتقلب الأحوال السياسية والاقتصادية نزح هذا الفرع ليستقر في أرض الكويت.

وهلال كان من عشيرة «العكالا» الديحانية.

الولادة

ولد عام 1852 (أقرب تاريخ لولادته بحسب شهادة لطيفة رومي الفهد المطيري زوجة ابنه مشاري) وفي بلدة «الجريبية» ببادية الحجاز، وتبعد نحو 250 كلم عن المدينة المنورة.

وإحدى الروايات تقول إنه فقد والده، وهو في السابعة من عمره، ثم توفيت والدته، فبقي مع شقيقته حتى بلوغه الخامسة عشرة من العمر، حين غادر شرقا نحو الكويت.

أول خمس سنوات

كانت الكويت اختيار «هلال»، ومعه شقيقته حيث تحمل مسؤوليتها بكل ثقة، وكان ذلك عام 1867م تقريباً، قاصداً بيت خاله (نقلا عن رواية لطيفة رومي الفهد) الذي سبقه اليها ضمن هجرات (دياحين) المطير، بدأ بممارسة صيد الطيور، وهي مهنة أخذها من خاله، دون أن يطلب مساعدة من أحد، ثم عمل في جمع نوى التمر، وبيعه لأصحاب حظائر الماشية كعلف لحيوناتهم.

العلاقة مع البحر والغوص

تقول الروايات ان اول علاقة نشأت بينه وبين البحر والغوص على اللؤلؤ كانت عن طريق النوخذة «خليفة بوربيع»، وهناك من يقول انه تعرف على النوخذة «سالم بوقماز» وحتى يؤمن «هلال» لشقيقته وضحة من يرعاها خلال رحلة الغوص الطويلة، والتي تقارب الأربعة أشهر، فقد زوجها أحد اصدقائه.

بداية عمله على ظهر السفن كانت عام 1876 وقادته تلك المهنة الى التعرف على النوخذة يعقوب النشيط، ليعمل في مهنة «سيب»، وكان مردودها المالي ضئيلاً جداً، فانتقل مساعداً لـ«الطواش» جاسم العصفور، وهنا اكتسب المعرفة والخبرة لعمليات البيع.

كان يشتري سحاتيت اللؤلؤ من كبار الطواويش، ويبيعها بسعر أعلى بقليل، وأخذ في التقرب من كبار الطواويش، بل شاركهم في العمل، وحصل على بعض الارباح.

اللؤلؤ والاستقرار

مرت الأيام وشكلت الحياة ذاك المهاجر البدوي الصغير في رحلة البحث عن النجاح والأرباح التي قاربت عقودا ثلاثة، وفي هذه الرحلة تزوج لأول مرة، وقد تعدى الأربعين من العمر، واستأجر بيتاً صغيراً متواضعاً في «فريج المطبة» بالحي الشرقي من مدينة الكويت، ثم نتيجة تعدد زوجاته وزيادة ثرائه قام بشراء أرض قريبة ليضمها الى بيته في ذاك الحي.

لكن الجيران تذمروا من البناء الجديد، ورفعوا الأمر الى الحاكم الشيخ محمد بن صباح، الذي اناب شقيقيه مبارك وجراح لتولي أمر الخلاف، وأخبراه بعدم البناء للبيت الجديد.

هذا المنع دفعه للحديث الى من يثق بهم، وهو إبراهيم المضف طالباً منه المشورة فأقنعه بالتوجه الى يوسف آل إبراهيم والتوسط لدى الشيخ محمد بن صباح وأمره بمواصلة البناء وكان له ما اراد.

مكانته بين تجار اللؤلؤ

استأجر في البداية سفينة بطاقمها الكامل، فأصاب منها نجاحاً جيداً، ثم قرر الاستثمار بامتلاك سفينة، وطلب من حمود بن بدر ان يضع له سفينة خاصة من نوع «البوم» الغواص، تصلح للسفر داخل موانئ الخليج، وأطلق عليه اسم «مشهور»، وراح يشتري سفناً خاصة بالغوص من مختلف الانواع، مثل: الشوعي، والسنبوك، والبتيل، وما ان حل عام 1914 حتى كان هلال يمتلك 28 سفينة، وهي موثقة في دفتر قلاطة أهل الغوص وأصحاب السفن.

بلغت ضريبة «القلاطة» التي دفعها «هلال» في حينه 101173 روبية، فقد كان هذا المبلغ يكفي مصروفات فريج (حي) كامل مدة عام.

خزانة هلال

بعد اقتناء سفينته الخاصة (مشهور) ورحلات الطواشة لشراء اللؤلؤ من سفن الغوص وسط البحر وبيعه لتجار اللؤلؤ داخل وخارج الكويت، بدأت الثروة تنهال على هلال، ففكر أن يحفظها في منزله، فجهز خزانة خاصة به، عبارة عن غرفة في بيته ليس بها نوافذ، ولها باب واحد مصنوع من الحديد، ومفتاحها الوحيد في يد هلال نفسه، وكان يوجد بها آلاف الروبيات في أكياس متراكمة بعضها فوق بعض، لذلك اطلق على هذا المكان «خزنة هلال»، اما الخزائن الحديدية والمعروفة عند تجار اللؤلؤ باسم «تجوري» فقد اقتنى منها اكثر من واحدة فيما بعد.

ويذكر بندر بن هلال المطيري ان والده كان يملك ثلاث خزائن حديدية، واحدة بمنزله الموجود بـ«شرق» في غرفته الخاصة، والثانية في بيته بأراضي اللقطة بالبصرة والثالثة بالمعامر.

وحول ثرائه نسجت العديد من الأساطير والحكايات الشعبية التي تداولها عامة الناس.

حكاية الطواويش الثلاثة

رافقت مرحلة صعوده وانتمائه لطبقة كبار التجار في الكويت فترة قلاقل واضطراب في الأوضاع الداخلية، أفضت في نهاية الأمر الى احداث عصيبة مرت عليه وغيره من التجار.

فقد تزامن موسم الغوص عام 1910 مع فرض المزيد من الضرائب، دفع بثلاثة تجار كبار باللؤلؤ الى مغادرة الكويت، ومعهم ما خف حمله وغلا ثمنه دون علم المسؤولين في الامارة، وهم الطواويش الثلاثة، هلال بن فجحان المطيري، وشملان بن علي آل سيف، وإبراهيم بن مضف.

هذا الثلاثي كان يشكل ثقلاً اقتصادياً لا يستهان به، بما يملكونه من سفن وثروة، هي في الواقع شريان الاقتصاد الكويتي، حيث قدر ما يملكون من رأسمال نقدي بنحو ثلاثة ملايين روبية، ويتبعهم اكثر من خمسة آلاف رجل، أحدثوا وضعاً جديداً معارضا لزيادة الضرائب. وتذكر هنا، سلوى الغانم، انهم اتفقوا بشكل سري على عدم العودة بعد موسم الغوص في تلك السفن، الا ان شملان رجع الى الكويت فترة وجيزة جداً، لأخذ بعض الحاجيات وعاد للانضمام الى زملائه.

ثم يورد الكتاب قصة الهجرة السرية الى البحرين والأحساء بشكل تفصيلي والرسائل المتبادلة ودور المعتمدية البريطانية في ذلك، ثم الوفود التي ارسلها الشيخ مبارك لإتمام الصلح وإقناعهم بالعودة، وكذلك قيام الشيخ مبارك مع اصدقاء هلال بزيادة البحرين وإنهاء الخلاف، وبالفعل عاد «هلال» بنفسه على متن اشهر سفينة، وهو «السنبوك» والمسمى «ضرمان»، بقيادة النوخذة جاسم العماني، ووصل في أغسطس 1911، واستقبل بكل تقدير وتكريم واحترام من قبل الشيخ مبارك الصباح، وسارت الامور بينهما على خير ما يرام.

العلاقة مع حكام الكويت

أفرد الكتاب فصلا خاصاً عن تلك العلاقة، فلكي تكتمل سيرة هذا الرجل لابد من التوقف عند مرحلة مهمة جداً في حياته، تخطت حوالي الأربعين عاماً، وهي علاقاته مع السلطة السياسية بأعلى مستوياتها، فمنذ استقراره في الكويت حتى وفاته عاصر ستة حكام من آل صباح، وهم على التوالي: الشيخ عبدالله الثاني بن صباح آل صباح (1866-1892) ثم الشيخ محمد بن صباح آل صباح، والشيخ مبارك بن صباح آل صباح (مبارك الكبير) والشيخ جابر بن مبارك آل صباح، (جابر الثاني) والشيخ سالم بن مبارك آل صباح، والشيخ احمد الجابر بن مبارك آل صباح (1950-1921).

نذكر هنا بعض الوقائع التي تنسب الى «هلال»، حيث اسهم في موقعة «حمض» بعدد كبير من الجمال لنقل المؤن والرجال، وقام بتسليح وتجهيز 200 فارس من ابناء عمومته من «الدياحين»، وشارك في شراء الأخشاب والإسهام في صنع بوابات وأبراج السور في عهد الشيخ سالم الصباح عام 1920، وفي مجلس 1921 اختير عضواً كممثل لأعضاء الحي الشرقي.

وقد انتدبه الشيخ احمد الجابر، الذي ربطته به علاقات خاصة ومميزة في مهمة سياسية عام 1929، ذات صلة بالصراع على الحدود الجنوبية والغربية.

يستدفئ بنار السياسة ولا يحترق

وصفه الانكليز بدقة بأنه «كان يحمي تجارته وأمواله، ويستدفئ بنار السياسة ولا يحترق».

اتسمت حياته اليومية بأنها كانت ضمن حدود العقيدة الاسلامية السمحة، فضلاً عن تأثره بما اكتسبه في الحياة من سلوكيات الاعتدال بين الناس في عالم التجارة والتعامل بالخلق الحسن والمودة والصدق في الوعد والوفاء بالدين.

وقد أفرد الكتاب باباً خاصا لعلاقة هلال ببعض حكام المنطقة، وهم: الملك عبدالعزيز، وحاكم البحرين الشيخ عيسى بن علي آل خليفة، وبالأسرة الهاشمية في العراق، والتقدير المتبادل بينه وبين الشيخ خزعل حاكم المحمرة.

تحدث الكتاب عن موقع هلال من حركة «الاخوان» بعد ظهور فيصل بن الدويش في نجد عام 1912، وانعكاساتها عليه، وكذلك موقفه تجاه الانكليز، فقد ذكرت بعض التقارير البريطانية ان هناك مزاعم انتشرت حول شعور الكويتيين بأنهم لا يحبون الانكليز، ولكن لا توجد معارضة منظمة، ومنها ما كتب عن هلال في 2 مايو 1928، حيث يشير التقرير الى ان «عدداً كبيراً من المطران والنجادة يقيمون في الكويت، ومن أغنى المطران في المدينة، بل في الخليج كله، هو هلال المطيري، تاجر اللؤلؤ المليونير، وهو لا يحبنا كقومية انكليزية، كما انه يستطيع بكلمات قليلة منه ان يثير الناس ضدنا، لذا يجب عدم استثارته ضد الانكليز الآن».

لقد جمعته علاقاته المالية مع عدد من تجار الكويت والهند على ضوء المنافع والمصالح المشتركة بين صفقات تجارة اللؤلؤ والاستثمار في الاراضي الزراعية، من امثال شملان بن علي آل سيف وإبراهيم المضف، وهم من المقربين جداً إليه، وآخرين امثال جاسم الابراهيم وحمد الصقر وحسين آل سيف وغيرهم، كذلك العلاقة المالية التي نشأت بينه وبين يوسف كانو في البحرين، والشيخ خزعل في المحمرة، وبعض ملاك الأراضي في البصرة ومحيطها.

الثروة والمكانة الاقتصادية

عند الحديث عن الثروة التي امتلكها «هلال» وحقيقتها، يمكن الركون إلى مركزه وأهميته كأحد أعمدة الدخل القومي، إذ سارع الشيخ مبارك الصباح إلى استرضائه أكثر من مرة بواسطة ابنه الشيخ سالم في عام 1910، ثم بعد سفره شخصياً إلى البحرين عام 1911، ولحسن الحظ تزامنت عودته إلى الكويت مع حدوث «سنة الطفحة» وهي السنة التي شهدت فيها البلاد الخير الوفير في محصول اللؤلؤ.

وحينما غادرت 1500 سفينة حملت حوالي ثلاثين ألفاً من البحارة والغوّاصين، وتم ضخ مبالغ كبيرة في تمويل سفنهم من تجار اللؤلؤ، وأحدهم كان «هلال»، فكان خيراً عمّ الجميع. وبلغت أرباح هذا العام حوالي ستة ملايين روبية، ويقال إن «هلال» كان له نصيب كبير، حين حصل على لؤلؤة «خشبة حصباة» اشتراها من أحد النواخذة، كانت فريدة من نوعها، وقد ذاع صيتها آنذاك.

في سنة «الطفحة» نمت ثروته واشترى من أحد الطواويش، وهو سيد هاشم بن أحمد الرفاعي، دانة ثمينة جداً بمبلغ كبير قُدر في حينه بحوالي 45 ألف روبية، وباعها بمبلغ 100 ألف روبية.

وإبان مرحلة الكساد في مطلع الثلاثينيات من القرن العشرين، كان هلال من أكثر تجار اللؤلؤ في الكويت حظاً وخبرة في البيع والشراء ومراقبة حركة الأسواق.

يذكر هنا أن ثروته وصلت إلى مبلغ خيالي، وهو ثمانية ملايين روبية، تلك الحكاية التي تقول، إنه باع كل اللؤلؤ الذي كان يملكه عام 1938 للتاجر الفرنسي المعروف «روزنتال» بقيمة مليون وأربعمئة ألف روبية، وبحسب رواية لطيفة رومي الفهد- كان يملك منطقة سوق الجت «البرسيم» وسوق الصفافير وعمارة في سوق الصفافير، وقد امتدت ممتلكاته من الشارع الجديد إلى فريج «حي العوازم» ومن شارع الغربللي إلى سوق الجت، وكل هذه الممتلكات كانت لها سندات ملكية أوقفها هلال لذريته وأولاد عمه.

وهبت رياح الكساد العظيم حتى حطمت أشرعة الخشب، كما تردد في حينه، وأمام هذا الحال الممزوج بالحسرات، كان سؤال من هلال لتاجر اللؤلؤ الفرنسي ألبير حبيب، ماذا حدث برأيك لسوق اللؤلؤ يا حبيب؟ فأجاب: إن النساء الآن تركن اقتناء اللؤلؤ وأصبحن يحرصن على اقتناء السيارة، وبالطبع كانت هناك أسباب أخرى أدت إلى الكساد، ومنها استزراع اللؤلؤ الصناعي، وظهور النفط في الخليج، وهو ما أدى إلى الشح والتراجع في اللؤلؤ الطبيعي.

بساتين الفاو والبصرة

في ذاك الوقت، أي فترة الكساد، دخل هلال عالماً آخر من التجارة وهو عالم الاستثمار، بعد أن استشعر بحدسه أن السوق ذاهب إلى النزول، فقد وجد أن الأراضي الزراعية هي الاستثمار الأمثل فاتجه إلى أفضلها في جنوبي العراق، واشترى أخصب بساتين النخيل في منطقة شط العرب بالبصرة والفاو وما حولهما، ورأى أن يعمل على تصدير الإنتاج الزراعي وخصوصا التمور.

وهناك وثيقة صادرة من الحكومة العراقية عام 1940، أي بعد وفاته بعامين فقط، بسند رقم 26 يخص أراضي زراعية في قضاء «أي الخصيب» وكتب أمام الأراضي أنها أميرية، وحق التصرف فيها يعود إلى حمد ابن الحاج هلال بن فجحان المطيري، وبندر ابن الحاج هلال بن فجحان المطيري، وفجحان ابن الحاج هلال بن فجحان المطيري، وكانت مساحات واسعة، ويعد هلال من أكبر ملاك البساتين في العراق.

خبر وفاة هلال في تقرير المعتمد السياسي البريطاني بالكويت في 11 يوليو 1938م بعنوان "موت مليونير"

الأسرة والأصدقاء

أسكن جميع الزوجات اللاتي كن على ذمته في البيت، الذي كان يسكن فيه، مقابل نقعة هلال، قبالة سوق شرق حالياً، بجوار المستشفى الأميري.

أنجب ما بين 26 إلى 32 وليداً، ومع ذلك تعددت زيجاته طوال حياته التي تعدت الثمانين عاماً، وقد اقترن خلال الأربعين سنة الأخيرة من حياته بحوالي اثنتي عشرة امرأة، وأكبر أولاده، وهو مشاري كان عمره 26 سنة عندما توفي هلال عام 1938، وأصغرهم فجحان وكان عمره 6 سنوات.

ومن ذرية هلال، مشاري هلال المطيري، وبندر، وحمد، وفجحان، وفيصل، ومنيرة، وبزة، وشريفة.

اما أصهار «هلال»، فهم عبدالله ساير الساير، وخالد المخلد، والشيخ دعيج السلمان الحمود الصباح، ومساعد عبدالله الساير.

وأصدقاؤه المقربون هم شملان بن علي آل سيف، وإبراهيم المضف، وجاسم بن محمد الإبراهيم، ويوسف كانو، وحمد عبدالله الصقر، وعبيد محمد السمار.

ملامحه الشخصية

اتسمت شخصيته بالتواضع، إذ جالس البسطاء، ودفع بسخاء لمن كان محتاجاً، وأسهم في الذود عن الوطن وقت الحاجة.

وعندما كان يسأله المحيطون به عن سر نجاحه وثرائه، فكان يقول: إنه الحظ ليس إلا.

وتصفه زهرة فريث بقولها: «طوال حياته كان أي فرد من الدياحين يواجه مشقة أو عسراً يستطيع أن يذهب إلى منزل هلال، فيحصل بلا شك على طلبه ومنحة تعينه على شظف الحياة».

وفي هذا الجانب يستعرض الكتاب شخصية التاجر الإنسان والذكاء والفطنة التي وهبها الله له، وتوجهاته الدينية وثقافته، وكذلك السيارة التي امتلكها من نوع «هدسن» حوالي عام 1928.

شهادات

وفي حق هلال قيلت شهادات جاءت تباعاً من الشيخ أحمد الجابر الصباح، ومن شهادة المؤرخ عبدالعزيز الرشيد، وزهرة فريث، ويوسف الشهاب، ويوسف المخلد، ولطيفة رومي الفهد، وبدر مساعد الساير، والشيخة فريال دعيج السلمان الصباح، وأحد أحفاده وهو الزميل خالد هلال مشاري المطيري رئيس تحرير جريدة «الجريدة». وهنا نعرض شهادة فريال الفريح تحت عنوان «كلمة لابد منها».

هلال المطيري... رحلة مدهشة فوق ألغام التحديات
لسنوات طويلة ظل تفكيري منشغلاً بأسباب عدم توثيق سيرة جدي "هلال بن فجحان المطيري"، واستغربت التقاعس عن تحقيق ذلك، ليس باعتباره أحد أعمدة قبيلة مطير فحسب ومن أسباب استقرار "الدياحين" والتي عرفت في الكويت منذ النصف الثاني من القرن الثامن عشر، ولكن لكونه رجلاً ملأ في زمانه، وما بعد زمانه، الأسماع والعيون والعقول، وشكّل شخصية محورية في الحالة الاقتصادية في الكويت، ومحيطها، وفي صناعة الحدث الوطني والتأثير فيه.

صحیح أن جدي: اسم، وكلمة، وموقف، وحالة، لم يغب عن حروف من وثق وكتب تاريخ الكويت والمنطقة للزمان الذي عاش فيه، بل إن اسمه برز بوضوح في وثائق الزمن، وسجلات الأحداث، وفي الوثائق البريطانية على وجه الخصوص، بكل ما تحمله من أهمية ومرجعية تاريخية، باعتبارها أغزر المراجع والراصد التاريخي الأهم لأحوال المنطقة في مختلف الجوانب: الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية، والبيئية، والتاريخية، وفي العلاقات بين الدول؛ كون الامبراطورية التي لم تغب عنها الشمس كانت ذات سلطة، وقدرات، وإمكانات، فضلاً عن هيمنتها على شؤون البلاد آنذاك.

أقول: رغم هذا الحضور لاسم هلال بن فجحان المطيري فإنني رأيت في كل ذلك "جُزراً" مشتتة، ومتباعدة، وأن جمعها والإحاطة بها كوحدة واحدة، ورصد السيرة كاملة إنما هو العمل الذي ينبغي أن ينجز. وعندما فكرت قبل بضع سنوات في إصدار كتاب يضم سيرته الذاتية، تحاورت مع إخوتي: (بدر، وهلال، وناصر) الذين تحمسوا جميعاً لبدء هذا المشروع، ووافقوني على الفكرة، واجتمعنا على أن هذا الرجل ملك للناس، وفي سيرته من التجارب ما ينفعهم.

وعند التفكير في إعداد هذا الكتاب كان قد مر زمن طويل على رحيله، (عند صدور الكتاب في هذا العام 2019 م يكون قد مر 167 عاماً على ميلاده، و81 عاماً على رحيله)، وهي سنوات ليست بالقليلة وقد حسبت أن في ذلك تقصيراً في حقه وإهمالاً في مسؤولية كتابة التاريخ، بل إنه مع توالي السنوات، وغياب الشخوص التي كانت قريبة من الحدث، أو التي توارثت حكاياته تضعف فرص الإحاطة الدقيقة والأمينة بالأحداث، وتغيب الحقائق، وتزيد من سنوات الفرص الضائعة.

وحينما رغبت في تحويل الفكرة إلى مشروع استعنت برفيقة الدرب "فريال الفريح" ولي معها خبرات كثيرة، خصوصاً في مسيرة الكفاح من أجل المطالبة بالحق السياسي للمرأة الكويتية، فكانت استجابتها للتعاون في هذا المشروع نقطة البداية ثم تواصلت الجهود، وبرزت الصعاب التي تمت مواجهتها بالاعتماد على نخبة من المؤرخين والمتخصصين ممن قدموا مجهودات مؤثرة ومشكورة، فلهم جميعاً امتنان وتقدير كبيران.

والآن.. للتاريخ، ولك أيها القارئ الكريم أقدم هذه السيرة الذاتية التي تجمع بين العمل التاريخي، والإبداعي وتدون رحلة مدهشة عن رجل امتلأت حياته بالكفاح، وزُرعت بلغم التحديات؛ راجية أن تكون تجربة صاحب السيرة ملهمة للأجيال، وليكن هذا الكتاب إحدى بوابات الدخول إلى الماضي كأساس للحاضر، وعماد للمستقبل.

والله ولي التوفيق،

عادلة مساعد عبدالله الساير

إسهامات خيرية

أسهم هلال في المجال التربوي في عدة نواح، منها مساهمته بالمدرسة المباركية، حيث تبرع بخمسة آلاف روبية، وعمل على ترميم المسجد المعروف بمسجد هلال عام 1916، وخصص لإمام المسجد مكاناً أوقفه من ماله الخاص كمدرسة دينية، وفي عام 1924 خصص لمدرسة السعادة (مدرسة الأيتام) مبلغ 4000 روبية.

وأعاد بناء مسجد بمنطقة المرقاب عام 1907 وتوسعته بإضافة «الحوطة» المجاورة له، ثم جدد مسجد المناعي عام 1925، وبادر للتبرع لمسجد بالفحيحيل، وساهم كذلك في بناء مسجد سعد الناهض، وكذلك مسجد القردية عام 1915.

وفاة مليونير

أصيب هلال بعارض صحي عندما بلغ حوالي 86 عاماً، وهو مرض يطلق عليه بالكويت اسم «أبو الويدة»، وهو شلل يصيب جهة من الوجه، نتيجة لالتهاب العصب السادس، وهو ما ترك أثرا بالغاً على عينه، مما أدى إلى تغيير ملامح وجهه، وأياً كانت أسباب مرضه، فقد توقفت دقات القلب يوم 11 يوليو 1938 تاريخ مفارقة الروح للجسد صاعدة إلى بارئها.

دفن هلال، رحمه الله، في المقبرة التي أعدها لنفسه وللناس أيضاً، وسجل تاريخ الوفاة الوكيل السياسي البريطاني في الكويت الكابتن جيرالد دي جوري تحت عنوان «وفاة مليونير» جاء فيها:

«توفي الشيخ هلال المطيري الذي يبلغ من العمر حوالي ثمانين سنة، في الحادي عشر من يوليو 1938، بدأ حياته كبدوي، وامتهن عدة مهن بسيطة، تدرج في أعمال الغوص، وأصبح في النهاية يمتلك العديد من السفن، حتى سنة الأزمة المالية العالمية التي خرج منها سليماً، واشترى عقارات في بومبي والبحرين والبصرة، وتقدر ثروته بما يزيد على 120 لك روبية، ويبلغ ابنه الأكبر مشاري من العمر 25 عاماً».أي أن تركته كانت تقدر بـ5 ملايين دولار أميركي.

عطاءات وطنية

وفي عام 1914 شارك هلال مع ثلاثين شخصية من تجار الكويت في تأسيس شركة لتقطير المياه المالحة، واشترى ألف سهم بسعر عشر روبيات، فكان إسهامه بالمشروع حوالي عشرة آلاف روبية، وعرفت في حينه باسم «الكنديسة» تصحيفا للاسم بالانكليزية «Condenser» وان جاءت النتائج مخيبة للآمال.

وفي بناء السور الثالث عام 1920 تبرع بـ 15 ألف روبية من مجموع تبرعات جمعت في حينه وصلت إلى 200 ألف روبية، وكان في حينه تجاوز الخامسة والستين في العمر.

وبعد معركة الجهراء أقدم هلال في مطلع عام 1921 لكفالة أسر شهداء المعارك بمبلغ 16 ألف روبية.

هذا بخلاف أموال الزكاة التي غطت كل الكويت، وفاضت حتى وصلت إلى بعض فقراء المسلمين في الهند. وفي سياق علاقته مع عشيرته «مطير» في شبه الجزيرة، تبرز حكايات منها أنه توجه في أحد مواسم الحج إلى مكة فاصطحب معه بعض أفراد عشيرته ليحجوا معه على نفقته، وفي طريقه إلى الحجاز عرج على «مهد الذهب» وهناك دعاهم «تعالوا إلى الكويت، فهي بلد خير وفير، وأنا لن أقصر معكم».

كلمة لا بد منها
إن السعي نحو الأفضل دائم لا ينتهي...

وتنامي الشعور بالرضا لا يتوقف أبداً...

لقد تعددت الحوافز والدوافع لإصدار كتاب خاص يضم بين دفتيه مفاصل حياة ملك اللؤلؤ في زمانه... هلال بن فجحان المطيري... فهذا الرجل لم يتم تأريخ حياته الحافلة بالإسهامات الاقتصادية والسياسية والتربوية والخيرية حتى اليوم كما يجب.. وهذا السفر الذي بين يديكم لسيرة رجل لا يمكن أن ينكره التاريخ، لا ندعي أنه تأريخ شامل لكل سنوات هلال المطيري يوما بيوم، ولا شهرا بشهر، ولا عاما بعام... ولا هو أفضل ما سيكتب عنه، ولكنه جهد ندّعي أنه صادق... نقدمه للمكتبة العربية إنصافاً لرجل من رجالات الكويت الأوائل حق علينا أن نخلد ذكراه، كما لا ندعي الكمال لهذا الجهد، لكنه عمل لم يكن من السهولة الوصول الى نهايته لولا تضافر جهود عديدة مخلصة، ولولا سعينا الدؤوب للوصول الى الوثائق البريطانية في مصادرها الأصلية لاستكمال تلك الجوانب التاريخية الخفية والمهمة جداً في سيرة هذا الرجل.

سنوات كثيرة مضت منذ أن بدأنا التفكير في لمّ شمل المعلومات وشذراتها حول القادم من مهد الذهب، سواء تلك المنتشرة في وثائق ومصادر متناثرة ومتباعدة، أو التي لا تزال تسكن عقول شخصيات عاصرت «الهلال»، وتماست مع غروب أضوائه الأخيرة أو توارثت حكاياته من الذين عاشوا معه وكانوا جزءا من سيرته.

لقد أخضعنا للبحث والدراسة والتنقيب عشرات الكتب لاقتفاء أثر السيرة وتأثيراتها في الحدث، والتقينا وتحاورنا مع شخصيات عديدة عاصرت هلال في أيامه الأخيرة، أو لا تزال تسكن أدمغتها أحاديث متوارثة عن الآباء والجدود، وفي كل ذلك تمكنا من الوصول الى كم هائل وكبير من المعلومات المدهشة والمثيرة، التي تعيّن علينا فرزها وتنسيقها وإدراجها في قصة حياة شخصية دارت حولها الكثير من الأساطير، وبلغت من المكانة ما لم تحظ به سوى القلة، وفي كل ذلك وجدنا أن شخصية هلال بن فجحان المطيري حاضرة في قلب كثير من الأحداث الملتهبة، وأدركنا كم هو صاحب عزم وكم هو صلب الإرادة، ذو عقلية نافذة، وكم هو تنموي وإصلاحي وتنويري وكم هو رحيم وانسان.

أما جهدنا الأكبر فانصرف الى الحصول على الوثائق البريطانية والتنقيب فيها عما يخص «ملك اللؤلؤ»، وكان من الطبيعي أن نولي وجهنا نحو عاصمة الضباب «لندن»، فكان العمل والبحث مدة عام كامل من أجل الحصول على الوثائق البريطانية التي كانت خير معين لنا في الوصول الى الأحداث المرتبطة بصاحب السيرة، قبل أن تأتي مرحلة الترجمة والتحليل لهذه الوثائق وتوظيفها في رصد الأحداث واستعادتها، ثم وضع تلك الوثائق بلغتها الأصلية (الإنكليزية) في «فصل خاص» بنهاية هذا الكتاب، حتى نتيح الفرصة لمن يرغب في المزيد من البحث والدراسة حول أحداث تلك السنوات الطويلة وتداعياتها.

وبديهي أن هذا النوع من الجمع والتوثيق لفترة تاريخية تعود الى أكثر من 160 عاما مضت، أي منذ ميلاد صاحب السيرة، فجحان بن هلال المطيري، قد يصادفه اختلاف في رواية هنا وأخرى هناك لحدث بعينه، وقد حرصنا على إبراز ذلك وبيان الروايتين في حيادية تامة، دون أن نغفل عن محاولة الوصول الى ما هو أقرب لواقع الحدث، وبديهي ايضا أن فيما نعرضه من وثائق وصور قد يعيبها عدم الوضوح التام، نظراً لقِدم الوثائق وضعف تقنيات التصوير في ذلك الزمان، وهو ما نلتمس من القارئ العزيز العذر فيه رغم الجهد الفني المبذول في تحسين جودة الصورة وإظهارها بأفضل شكل ممكن.

وأخيراً، فإنني أتوجه بالشكر الى الأصدقاء العديدين الذين ساعدوا بمختلف السبل في إظهار هذا الكتاب الى حيز الوجود، وبخاصة الأستاذ يعقوب يوسف الإبراهيم، لمعايشته العمل منذ بدايته وخلال مراحل إنجازه، وتصحيحه لوقائع تاريخية عديدة بغية الوصول بالمنجز الى أفضل صورة، كما أحيي أصحاب الفكرة في إصدار الكتاب، أسرة المرحوم مساعد الساير، ولا يفوتني أن أشيد بفضل كل من كان له جهد او أبدى رأياً أو ملاحظة او كلمة طيبة أو بإعادة كتاب أو بالدلالة الى مرجع أو مصدر أو صورة او غير ذلك... للجميع شكر وامتنان كبيران.

إنني أرجو أن يكون هذا الكتاب ملهماً لمزيد من البحث والدراسة حول شخصية صاحب السيرة، وأستعير هنا مقولة ينسبها البعض الى المؤرخ والأديب والشاعر عماد الدين الأصفهاني، والبعض الآخر يذكر أن من كتبها هو القاضي عبدالرحيم بن علي البيساني، مخاطباً بها العماد الأصفهاني، ولكنها في كل الأحوال تؤكد أن كمال الرضا غاية لا تدرك وأن استمرارية التنقيح والتعديل في الكتابة والتأليف عمل لا ينتهي، وتقول العبارة:

«إنني رأيت انه لا كتب أحد كتاباً في يومه إلا قال في غده لو غيّر هذا لكان حسن، ولو زيد هذا لكان يستحسن، ولو قدّم هذا لكان أفضل، ولو ترك هذا لكان أجمل، وهذا من أعظم العبر، وهو دليل على استيلاء النقص على جملة البشر».

والله سبحانه من وراء القصد، وهو ولي التوفيق..

فريال الفريح

فريج هلال والمقبرة

حمل حي من أحياء منطقة المرقاب اسم «فريج هلال»، وكانت هناك مقبرة تدعى «مقبرة هلال» اشتراها وأوقفها لموتى المسلمين، بحسب رواية يعقوب الإبراهيم، أما السيد حمد هلال المطيري فيقول إن الشيخ مبارك وهبه الأرض، وقام هلال ببناء السور حولها.

ثروته بلغت نحو 6 ملايين دولار أي ما يقارب دخل الكويت عام 1948

أول علاقة نشأت بين هلال وبين البحر والغوص كانت عام 1876

أسهم في توفير الجِمال لنقل المؤن والرجال في موقعة «حمض» وقام بتسليح وتجهيز 200 فارس في «الدياحين»

كان يشتري «سحاتيت» اللؤلؤ من كبار الطواويش ويبيعها بسعر أعلى

وصفه الإنكليز بأنه حمى تجارته وأمواله واستدفأ بنار السياسة لكنه لم يحترق

امتلك سوق «الجت» و«الصفافير» وامتدت ممتلكاته في الشارع الجديد إلى فريج العوازم

استثمر في بساتين النخيل والزراعة وكان من أكبر المُلاك في العراق

دُفن في المقبرة التي أعدَّها لنفسه وللناس... وسجَّل تاريخ الوفاة الوكيل السياسي البريطاني بعنوان «وفاة مليونير»
back to top