مورمون كثر مستاؤون من دونالد ترامب

نشر في 25-10-2020
آخر تحديث 25-10-2020 | 00:04
ترامب بعد إدلائه بصوته في فلوريدا أمس (رويترز)
ترامب بعد إدلائه بصوته في فلوريدا أمس (رويترز)
يزداد عدد "المورمون" المحافظين تقليديا والملتزمين دعم قضايا الجمهوريين الذين يعبّرون عن استيائهم من مواقف دونالد ترامب، إلى درجة أن بعضهم باتوا يفضلون خصمه الديمقراطي جو بايدن لتمثيلهم في البيت الأبيض.

وقد يكلف هذا الميل الواضح، خصوصا في صفوف نساء هذه الجماعة الدينية المتمسكة جدا بالقيم الأخلاقية والعائلية الملياردير المتبجح، بعض الولايات الرئيسية مثل أريزونا ونيفادا، حيث يشكل المورمون نحو 6 بالمئة من السكان، على ما يحذر خبراء.

ميلاري ويت (36 عاما) وهي أم لخمسة أطفال لم تصوت لدونالد ترامب حتى في عام 2016، بسبب سوء تصرفاته وشتائمه. لكنها لم تذهب إلى حد التصويت لهيلاري كلينتون التي يمقتها غالبية الناخبين الجمهوريين.

وتوضح ربة العائلة هذه لوكالة فرانس برس في سالت لايك سيتي بولاية يوتا المقر العالمي لكنيسة المورمون "صوتت لمرشح ثالث مستقل".

وتضيف "على غرار كثيرين ظننت أن ترامب سيهدأ ربما بعد توليه مهامه، وسيطبق سياسات محافظة وسيكون رئيسا جيدا. واعتقدت أنه يقوم باستعراض انتخابي فقط".

وتتابع قائلة: "لكن ظني خاب! فهو يحب أن يهزأ بالناس، وأن يزرع الفرقة ولا يحترم النساء ولا اللاجئين ولا الأقليات".

وهذه قضايا حساسة جدا بالنسبة للمورمون وهم أقلية فرت من الاضطهاد الديني في مطلع القرن التاسع عشر.

وحزمت ميلاري ويت أمرها وستصوت للمرشح الديمقراطي جو بايدن، "لكنني أصوت خصوصا ضد ترامب"

قبل أربع سنوات صوّت كثير من المورمون لمصلحة إيفان ماكمولين الذي ينتمي إلى طائفتهم. وقد حصل على 0.54 بالمئة من الأصوات فقط على الصعيد الوطني، لكن على 21.5 بالمئة في معقلهم يوتاه، أي حوالى 250 ألف صوت.

ودعا المرشح السابق الشهر الماضي في تغريدة "الرفاق المحافظين والجمهوريين" للتصويت لجو بايدن. وكتب "هذا لا يعني أننا نوافق على كل مواقفه (..)، لكن يعني ذلك أننا نعطي الأولوية للدستور والحقيقة واللياقة في هذه الانتخابات".

أما ميت رومني المرجع السياسي في صفوف المورمون (الذي يحجم عن أي موقف سياسي) والذي كان المرشح الجمهوري في مواجهة باراك أوباما عام 2012، فقد أعلن الأربعاء أنه لم يصوت لترامب من دون أن يوضح إلى مَن اقترع بشكل مبكر.

وقد يميل هذا المنحى الدفة لمصلحة بايدن، خصوصا أن ترامب فاز في ولاية أريزونا عام 2016 بفارق 91 ألف صوت فقط، في حين يبلغ عدد المورمون في هذه الولاية الحدودية مع المكسيك أكثر من 400 ألف.

دان باركر وهو قاض متقاعد يبلغ السابعة والستين و"جمهوري حتى النخاع" أسس مع زوجته حركة "جمهوريون من أريزونا دعما لبايدن". ويأمل المسؤول السابق في كنيسة المورمون والمقيم قرب فينيكس أن يحدث تحركه فرقا.

ويؤكد أن جو بايدن "رجل متدين وهو مقارنة بترامب قدوة أفضل للشباب والبالغين"، مقرا أنه خسر "بعض الأصدقاء" في طائفته جراء هذا الموقف.

ورغم تأييد الديمقراطيين لحق الإجهاض، وهو أمر غير مقبول بتاتا بالنسبة للمورمون، فهذا لا يبرر بالنسبة لباركر التصويت لترامب "الذي سيكون له أثر سلبي جدا على ديمقراطيتنا في حال إعادة انتخابه".

وتقول اندريا دالتون (38 عاما) إن الكثير من المورمون كانوا يأملون أن يحدث ترامب "هزة جذرية في النظام".

وتوضح الشابة المقيمة في توسون بأريزونا "لا يزال البعض يؤيده، لكن الكثير باتوا يفكرون مثلي بأن الهزة استحالت فوضى، ويصعب عليّ تحديد إيجابيات في عمله".

وتؤكد "يمثل الكثير من الأشياء التي اعتبرها مقيتة" ذاكرة خصوصا سياسته "غير الإنسانية" على صعيد الهجرة.

ويستحيل تقييم حجم هذا المنحى راهنا في صفوف المورمون، لكن اندريا دالتون تظن أنه "دفع كثيرين ما كانوا يتصورون أنهم سيصوتون للديمقراطيين إلى القيام بذلك".

وتوضح "أرى ذلك داخل عائلتي. والد زوجي لا يحترم ترامب ويعتبره كذابا".

back to top