بكين تريد توقيع صفقة «ربع القرن» مع خامنئي لا روحاني

• طهران تختبر «باور 373» بعيدة المدى
• وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش : أمن الخليج يبدأ بإنهاء تدخلات إيران

نشر في 23-10-2020
آخر تحديث 23-10-2020 | 00:05
صواريخ إيرانية خلال مناورات جرت قبل أيام (رويترز)
صواريخ إيرانية خلال مناورات جرت قبل أيام (رويترز)
بعد تأكيد تقرير إيراني شبه رسمي أن التلكؤ في التوقيع على اتفاقية التعاون الاستراتيجي التي تمتد لربع قرن بين إيران والصين يعود إلى أن الصينيين يريدون توقيعها مع رأس النظام الإيراني، لا حكومة رئيس الجمهورية حسن روحاني، كشف مصدر في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني لـ "الجريدة"، لم يشأ ذكر اسمه، أن الصينيين أخبروا وزير الخارجية محمد جواد ظريف خلال زيارته الأخيرة إلى بكين، أنهم يريدون توقيع الاتفاقية، المثيرة للجدل، مع المرشد الأعلى علي خامنئي أو مندوب مفوض من عنده لتحصين الخطوة من تقلبات الحكومات خلال مدة المعاهدة، إضافة إلى أن الرجل الأول في النظام الصيني سيوقع على الاتفاقية.

وأشار المصدر إلى أن المشاورات بشأن إبرام الاتفاقية أجريت من قبل مكتب المرشد، لا من قبل الحكومة، وكان رئيس مجلس الشورى السابق علي لاريجاني ومستشار المرشد علي أكبر ولايتي ورئيس لجنة السياسة الخارجية في مكتب المرشد كمال خرازي هم مَن تصدروا تلك المفاوضات مع الصينيين بتفويض من خامنئي، وفي النهاية وبعد وصولهم إلى المرحلة النهائية أدخلوا حكومة روحاني وسلموها الملف كي تضع اللمسات النهائية.

وبحسب المصدر، كان متفقا أن تبقى المفاوضات والاتفاقية سرية ولا يتم الافصاح عنها حتى الانتهاء من التوقيع، كي لا تقوم الولايات المتحدة بعرقلتها، لكن روحاني كشف عن الخطوة خلال كلمة له في جلسة للحكومة، الأمر الذي أغضب الصينيين وجعلهم يظنون أن الرئيس الإيراني كان يهدف إلى نسف الجهود التي امتدت إلى نحو 5 سنوات من أجل التوصل للمعاهدة التي تمنح بكين قواعد وجزرا بالخليج.

في موازاة ذلك، أكده مصدر دبلوماسي في طهران أن كشف روحاني للخطوة قبل إتمامها خلق كمية ضغوط وتهديدات أميركية هائلة على الصينيين، لثنيهم عن إبرام الاتفاقية، وهو ما جعل بكين متخوفة من المغامرة بالتوقيع على المعاهدة مع حكومة لا تلتزم بأبسط بنود التفاهمات المسبقة، مثل الحفاظ على السرية حتى الانتهاء من الأمر.

وأضاف المصدر أن هناك تخوفا من جهة الصينيين من أن يواجهوا صفعة جديدة من قبل أطراف إيرانية إذا تحسنت العلاقات بين طهران والغرب مستقبلا، في حال نجاح المرشح الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الأميركية المقررة 3 نوفمبر، على غرار ما قام به بعد الاتفاق النووي عام 2015 وتفضيله الشركات الأوروبية على حساب الشركات الصينية بالصفقات الضخمة التي أعقبت رفع العقوبات الدولية عن الجمهورية الإسلامية.

«باور 373»

إلى ذلك، اختبرت القوات المسلحة الإيرانية منظومة "باور 373" الصاروخية محلية الصنع أمس.

وقالت السلطات الإيرانية إن التجربة كانت ناجحة ودمرت هدفاً بعيد المدى للمرة الأولى وذلك خلال مناورات الدفاع الجوي "المدافعون عن سماء الولاية 99".

من جهته، اعتبر المتحدث باسم المناورات، العميد عباس فرج بور، أن "النجاح الذي تحقق جعل البلاد ضمن الطراز العالمي في مجال الدفاع الجوي".

وتعد هذه المنظومة أول منظومة دفاع جوي إيرانية محلية الصنع للأهداف المرتفعة وبعيدة المدى، حيث أزيح الستار عنها العام الماضي.

أمن الخليج

في غضون ذلك، دعا وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش إلى "بناء الثقة لتعزيز الاستقرار في منطقة الخليج".

وكتب قرقاش على "تويتر": "الاهتمام الدولي، التاريخي والمتجدد، بأمن منطقة الخليج العربي يجب أن يبدأ ببناء الثقة التي تأثرت سلباً، عبر سنوات، بالتدخلات الإيرانية في الشأن الخليجي، فبدون بناء الثقة من الصعب الانطلاق إلى خطوات بنيوية جديدة ووضع تصورات مستقبلية تعزز السلام والاستقرار".

وأضاف: "الإمارات على قناعة بأن تفادي التصعيد وانتهاج المسار السياسي هو الطريق الوحيد لضمان أمن الخليج واستقراره، وتبقى خطوات بناء الثقة أساسية لتحقيق هذه الغاية".

وتابع: "اهتمام الدول الكبرى بأمن الخليج ضروري ومهم، لكن لا يمكن النجاح في خلق منصات حوار تدعم هذه الأفكار دون معالجة الأعمال العدائية القائمة، ومن ضمنها التهديد الصاروخي ودعم الميليشيات".

جاء ذلك، غداة تخيير وزير الخارجية الإيراني دول المنطقة بين أن "تعيش في أسر الماضي ليستمر التوتر، أو أن تتعاون من أجل استقرار الخليج وازدهاره".

back to top