جو بايدن... العودة المستحيلة إلى الوراء

نشر في 22-10-2020
آخر تحديث 22-10-2020 | 00:04
 المرشح الديمقراطي جو بايدن
المرشح الديمقراطي جو بايدن
يختصر المرشح الديمقراطي جو بايدن سياسته الخارجية باستعادة زعامة الولايات المتحدة، ويهدف على ما يبدو إلى نسف ما تحقق في حقبة الرئيس دونالد ترامب، لكن في حال انتخابه، سيكون عليه التعامل مع عالم مختلف ولا يمكنه الاكتفاء بمجرد عودة إلى الوراء.

وكتب بايدن، في نشرة "فورين أفيرز" في بداية السنة، أن "مصداقية وتأثير الولايات المتحدة في العالم تراجعا منذ أن غادر هو والرئيس باراك أوباما السلطة"، واعداً بأن يعمل "لتقود أميركا مجدداً العالم".

وفي تناقض واضح مع ترامب، يريد بايدن الانضمام مجدداً ومن اليوم الأول لتوليه الرئاسة، إلى اتفاق باريس للمناخ، ثم إعادة العلاقات مع منظمة الصحة العالمية.

وهو يقترح تنظيم "قمة للديمقراطيات" في السنة الأولى من ولايته لتلميع صورة الولايات المتحدة، وتأكيد تمسكها بالتعددية من جديد بعدما هوجمت لأربع سنوات، ثم التقرب من جديد من حلفاء غربيين أساءت دبلوماسية ترامب معاملتها.

ورأت سيليا بيلين من مركز "بروكينغز إينستيتيوشن" أن "هناك خطراً" أن يكون بايدن يرى العالم كما كان عندما انتهت ولايته وليس كما هو اليوم"، وأن تغيره فكرة مجرد "العودة إلى الوضع الطبيعي". وقالت: "لكن العالم تغير وترامب غير اللعبة في الكثير من المواضيع إلى درجة أن هذا لم يعد ممكناً".

من جهتها، قالت كاترينا ماليغان من مركز "أميريكان بروغريس" القريب من الديمقراطيين "بشكل عام لا أعتقد أن السياسة الخارجية لبايدن ستكون إعادة صياغة للسياسة الخارجية في عهد أوباما، وسيكون عليه التعامل مع صعود الاستبداد من جديد وواقع أن الديمقراطية لم تعد في طور الاتساع في جميع أنحاء العالم".

من جهته، حذر وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية كليمان بون من أن القارة العجوز يجب ألا تعتبر في حال حدث التغيير، أن "الوضع سيكون كما كان قبل انتخاب ترامب"، مضيفاً: "باعتقادي، ستستمر توجهات معينة في رئاسة ترامب الضغط على الاتحاد الأوروبي بشأن مشاركته في الجهود الدفاعية والحزم في مجال التجارة والمواجهة مع الصين بطريقة أو بأخرى".

وبمعزل من أسلوبيهما المتناقضين وتكتيكاتهما المختلفة، يلتقي بايدن وترامب حول عدد من القضايا الكبرى. فقد حاول ترامب الحديث العهد في السياسة "وضع حد للحروب التي لا تنتهي" وبدأ بدون مشاورة، سحب الجنود من سورية والعراق وأفغانستان.

أما بايدن، فسيتولى المنصب محملاً بأعباء كبيرة بعدما صوت خصوصاً لمصلحة الحرب على العراق في 2003. لكنه اعترف بأن ذلك كان "خطأ" وغيّر موقفه مع تعبير الرأي العام عن ملل متزايد من النزعة التدخلية الأميركية.

لذلك، من غير المرجح أن يرسل بايدن قوات كبيرة إلى أفغانستان بل سيعتمد على مهمات القوات الخاصة في مكافحة الإرهاب.

وبايدن الذي يمثل طبقة حاكمة تأمل منذ فترة طويلة في أن تتحول الصين إلى الديمقراطية مستفيدة من انفتاحها الاقتصادي، يبدي موقفه في هذا الشأن أيضاً في حين تتواجه واشنطن وبكين فيما يبدو حرباً باردة جديدة.

ويصر المرشح الديمقراطي حالياً على أن "الولايات المتحدة يجب أن تكون حازمة مع الصين"، كما لو أنه يسعى إلى تجنب انتقادات ترامب الذي يتهمه بأنه "ضعيف" ويمكن التلاعب به بسهولة.

ويرى بيل بيرنز الدبلوماسي السابق الذي يرأس حالياً مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، أن إدارة هذه المنافسة الاستراتيجية ستحدد "نجاح أو فشل السياسة الخارجية للولايات المتحدة".

وقال بيرنز، إن إدارة بايدن ستركز أكثر على إنشاء شبكة من التحالفات في آسيا "ليس بهدف منع صعود الصين لأن الولايات المتحدة لا تستطيع تحمل ذلك، بل من أجل رسم بيئة نشأتها".

يبقى معرفة ما إذا كان بايدن سيعتمد في حال فوزه على هوامش مناورات أوجدها ترامب، فيما يتعلق بالصين والتجارة والمواجهة النووية مع إيران أو كوريا الشمالية، أو أنه كما تساءلت سيليا بيلين "سيميل، كما فعل ترامب، إلى محو كل ما فعله سلفه ليبدأ من الصفر؟".

back to top