قتلى في قصف أرمني على كنجة بعد سيطرة أذربيجان على إحدى «النقاط السبع»

علييف يتعهد بالانتقام وتركيا تنتقد صمت «المطالبين بالمفاوضات»

نشر في 18-10-2020
آخر تحديث 18-10-2020 | 00:05
أم تنعى فوق التابوت بجثة ابنها
أم تنعى فوق التابوت بجثة ابنها
مع استمرار تصاعد النزاع حول إقليم ناغورني كاراباخ بين الأذربيجانيين والانفصاليين الأرمن، والمستمر منذ 27 سبتمبر الماضي، تعهد الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف «أرمينيا الفاشية» بـ«الانتقام» لمقتل 13 مدنيا في قصف ليل الجمعة - السبت، استهدف مدينة كنجة، ثاني مدن البلاد.

وقبل بضع ساعات من القصف على كنجة، استهدفت ضربات أذربيجانية عاصمة كاراباخ ستيباناكيرت ومدينة شوشة، اللتين فر معظم سكانهما منذ اندلاع المعارك في 27 سبتمبر. وتُظهر عمليات القصف هذه، والمعارك على خط الجبهة، عجز الأسرة الدولية منذ 3 أسابيع عن تهدئة الأوضاع، فمنذ أسبوع، لم يطبق اتفاق الهدنة الإنسانية الذي تم التفاوض بشأنه تحت إشراف موسكو.

وفي كنجة، شاهد صحافيون منازل مدمرة جراء قصف استهدف سكانا نائمين نحو الثالثة فجرا، ما أسفر عن مقتل «13 مدنيا بينهم أطفال، وإصابة أكثر من 45 آخرين»، حسبما أعلن المدعي العام. واتهم الرئيس الأذربيجاني أرمينيا بارتكاب جريمة حرب بقصفها كنجة، ثاني أكبر مدن البلاد، والتي تعد 300 ألف نسمة، والتي استهدفت مرات عدة منذ بدء النزاع، خصوصا الأحد الماضي، عندما سقط صاروخ فيها، وأدى إلى مقتل 10 أشخاص، مضيفا: «قيادة أرمينيا الفاشية قصفت مناطقنا المأهولة، وهذه الجريمة الجبانة لن تنال من إرادة شعبنا. سنرد عليها في ساحة المعركة»، وتعهد مرة جديدة بـ «طرد» أعدائه الانفصاليين «كالكلاب».

وقال علييف، في خطاب أمس، إن جيش أذربيجان انتزع السيطرة الكاملة على منطقتي فيزولي وجبرائيل من الانفصاليين. وتمثل فيزولي إحدى المناطق الأذربيجانية السبع التي سيطر عليها الانفصاليون في التسعينيات، لتشكيل درع حماية لإقليم كاراباخ، وتساءل عن قدرة أرمينيا على جلب عتاد عسكري ليحل محل عتادها الذي تدمره المعارك، في إشارة ضمنية إلى موسكو حليفة يريفان، مبينا أن باكو لن توقف هجومها إلا بعد انسحاب أرمينيا من كاراباخ.

من ناحيتهم، أكد الانفصاليون الأرمن، أمس، أن كنجة تضم «أهدافا شرعية»، هي قاعدة جوية وقيادة لواء وقوات خاصة ومركز عمليات الدفاع الأذربيجاني ومستودعات وقود للجيش ومصانع ذخائر، واتهموا أيضا أذربيجان باستهداف بنى تحتية مدنية في كاراباخ ليلا، ما استدعى ردا. وأفاد صحافيون بأن انفجارات هزت ستيباناكيرت، ودمرت ضربة خصوصا جزءا من سقف مركز تجاري وتطاير زجاج محلات تجارية ومبنى سكني.

وفي أول رد فعل على قصف كنجة، أشار الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن إلى أن «هذه المذابح الأرمنية لن تمر دون رد، وتركيا ستواصل وقوفها للنهاية بجانب أذربيجان، شاء من شاء وأبى من أبى».

واستنكر رئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوبا «صمت المجتمع الدولي على جرائم الحرب التي ترتكبها أرمينيا الدولة المارقة».

أما نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي فاعتبر أن «أرمينيا الدولة الإرهابية المحتلة تكشف عن وجهها القبيح مرة أخرى»، معتبرا أن صمت الدول التي لها كلمة في هذا الأمر له «مغزى أو مآرب أخرى».

وندد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بالهجوم، لافتا إلى أن «عديمي الإنسانية سيحاسبون على جرائمهم».

وبحث وزيرا الدفاع التركي خلوصي أكار ونظيره الأذربيجاني ذاكر حسنوف، هاتفيا امس، «العملية العسكرية لتحرير الأراضي المحتلة من قبل أرمينيا». وقال أكار إن «المطالبين بالهدنة والمفاوضات يواصلون التفرج على الهجمات الأرمنية عن بعد».

وأمس الأول، بحث وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، ووزيرة الجيوش الفرنسية فلورنس بارلي، ضرورة أن يفي زعماء أرمينيا وأذربيجان بوعودهم بوقف فوري لإطلاق النار وتسوية النزاع سلميا.

back to top