كلمات الأمير الراحل... على مائدة التحليل اللغوي

في دراسة أعدتها الذايدي عن خطابين لسموه في ظل فيروس كورونا

نشر في 14-10-2020
آخر تحديث 14-10-2020 | 00:03
الأكاديمية في كلية الآداب قسم اللغة العربية د. نجاح ثويني الذايدي
الأكاديمية في كلية الآداب قسم اللغة العربية د. نجاح ثويني الذايدي
في ستة مقالات تمكنت الذايدي من التحليل اللغوي لمضمون خطابين للأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد ألقاهما خلال مواجهة البلاد لجائحة «كورونا»، متناولة دلالات التركيب النحوي، وعوارضه، ومدى قياس تحقق معايير التماسك النصي فيهما.
في دراسة أعدتها حول خطابَين من آخر الخطابات التي ألقاها سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، يومَي 22 مارس و19 أبريل الماضيين، في خضم احتدام موجة "كورونا"، سطرت د. نجاح ثويني الذايدي الأكاديمية في كلية الآداب قسم اللغة العربية ستة مقالات حللت فيها مضمون الخطابين ولغتهما وبنيتهما اللغوية.

وقالت الذايدي إن الدراسة تكتسب أهميتها مما يحظى به المغفور له من مكانة وقيمة على مختلف الصعد، فضلاً عن أهمية اللحظة الراهنة التي يمر بها العالم، لافتة إلى أن تحليل أيِّ نصٍّ يمثل "محاولة للكشف عن جوهره أو عناصره الأولى التي تبني ما فيه من دلالات ومضمون وما يحتويه من جمال، وبعبارة أخرى فإنها عملية فكٍّ لرموزه ومصطلحاته المتعدِّدة للوصول إلى هذه الغاية الأولى".

وألقت الذايدي، في مقالاتها الستة، نظرة لغوية على الخطابين متناولة دلالات التركيب النحوي، وعوارضه، مع قياس مدى تحقُّق معايير التماسك النصي فيهما، متطرقة إلى وسائل الربط التي استخدمها سموه رحمه الله فيهما، ومدى تكامل الترابط اللفظي والموضوعي بينهما، حيث "اتحاد المقدِّمة، واتحاد الإشادة".

وتطرقت إلى المتلازمات والمصاحبات اللغوية في الخطابين، وما يمكن أن يضيفه الأداءُ الصوتي عليهما، خصوصاً إذا كان نصهما مهمّاً يلقيه سمو أمير الكويت الراحل الذي كان يحظى بحب الجميع واحترامهم وتقديرهم داخل بلاده وخارجها.

وبينت الكاتبة أن جملة الخطابَيْن كانت معياريةً تناسب سياقها وطريقة وصفها الدقيقة للحالة التي يمرُّ بها العالم، كما تميَّزت جملهما الفعلية بالظهور مقارنة بالجمل الاسمية لتؤكِّد حالة التغيُّر المستجِد طوال هذه الفترة، وهو ما حقّق معايير التماسك النصي في الخطابين.

وفي المقال الأول مهدت الذايدي لدراستها بتأكيد أهمية النظرة اللغوية في مثل هذه الخطابات، وفي الثاني تناولت عناصر بناء الجملة فيهما، مستقرئة تلك الأنواع من بنيتهما الداخلية، وفي الثالث انتقلت إلى عوارض التركيب النحوي كحذف كل من حرف النداء والفعل والمبتدأ والمفعول به والمضاف إليه، والتقديم والتأخير، وفي الرابع ركزت على تحقق معايير التماسك النصي من "السبك، والحبك، والتناص"، أما في الخامس فتناولت معايير التماسك منطلقة من قاعدتي الكيف والمناسبة، في حين أضاءت في الأخير على تحقق تلك المعايير من واقع أنواع السياقات القبلي والمصاحب واللاحق، منتهية إلى اليقين بمعيارية الخطابَيْن واتساقهما بل و"حجاجيَّتهما".

back to top