الرئيس عبدالفتاح السيسي: لا مصالحة مع مَن يريد هدم الدولة

رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي : ننفق 13 ألف جنيه على كل طفل... وتطويرنا للعشوائيات لا مثيل له في العالم

نشر في 12-10-2020
آخر تحديث 12-10-2020 | 00:04
الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي متحدثاً خلال الندوة التثقيفية للقوات المسلحة في القاهرة أمس (رئاسة الجمهورية)
الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي متحدثاً خلال الندوة التثقيفية للقوات المسلحة في القاهرة أمس (رئاسة الجمهورية)
جدد الرئيس المصري رفضه التصالح مع جماعة «الإخوان»، دون أن يسميها، مشيراً إلى أن مصر تتعرّض لضغوط إعلامية وسياسية للقبول بذلك.
في كلمة هي الثانية له في نحو أسبوعين، قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أمس، إن مصر تتعرض لهجمات إعلامية وسياسية لفرض مصالحة جماعة "الإخوان" المصنفة إرهابية - دون أن يسمّيها - عليها، وجدد تأكيده أنه لن يصالح "مَن يريد هدم الدولة".

وفي كلمة له خلال الندوة التثقيفية التي نظمتها القوات المسلحة بمناسبة ذكرى انتصارات أكتوبر، قال السيسي إن "الحروب والمواجهات المباشرة كانت تستخدم في الماضي لإسقاط الدولة وهزيمتها وعرقلة تقدمها، أما الآن فأصبحت هناك أجيال جديدة من الحروب تتعامل مع قضايانا وتحدياتنا، وتعيد تصديرها للرأي العام في مصر، عشان يخلي الرأي العام أداة التدمير الدولة".

ودعا السيسي الشعب المصري إلى الانتباه للحرب الدائرة على مصر، لأن لا أحد يستطيع هزيمة مصر وشعبها من الخارج".

وقال إن "الرغبة في تدمير الدولة يكون عبر تحريك شعبها وتحويله لأداة لتدمير الدولة"، ووجّه بترديد هذه الرؤية من قبل جميع المسؤولين والإعلاميين، لافتا إلى أن "الجيل الرابع والخامس من الحروب لا تزال موجودة ومستمرة، وكل يوم يطلع جديد، عبر تناول قضايا لاستفزاز الرأي العام للتشكيك في قدرات قيادته والتشكيك في جيشه، وأن الوعي الحقيقي للشعب هو ضمانة صلابة واستقرار الوعي الحقيقي".

وشدد على أن "المعركة ليست معركة تغيير، بل قضية فهم حقيقي لحجم التحديات التي تواجه الدولة"، وتابع: "التحديات الموجودة داخل مصر كبيرة، إحنا بنواجه تحديات قادرين على إننا نتغلب عليها... نشتغل ونبذل جهد ونستحمل... بالمناسبة في البداية خالص لما اتكلمت معاكم قلت أوهام ولا قلت إن فيه تحديات كبيرة جدا وأنكم هتتعبوا معايا؟ لأن أنا لا أبيع الوهم ولا باضحك على الناس.. أنا بقول الواقع وإزاي نواجهه".

استقرار الدولة

وتحدث الرئيس المصري عن صدقه أمام شعبه، قائلا: "أوعوا تفتكروا أني ممكن أوعدكم بالكذب أو بالوهم أو بالخداع أننا ممكن نطلع قدام، احنا بنموت أنفسنا عمل وجهد وفكر عشان نطلع بالدولة دي لقدام... حافظوا على استقرار الدولة هتطلع قدام وهتنمو وتكبر".

وأضاف: "القضية الآن وجوهر الحكاية هو الحفاظ على استقرار الدولة المصرية، مش الحفاظ على النظام... القضية المهمة هي استقرار الدولة، وأنها تقف على حيلها".

لا تصالح

وهاجم الرئيس المصري ما وصفه بالإعلام الموجّه ضد الدولة المصرية، والذي يشكك في جهود التنمية، وقال: "والله والله والله لأحاجي الكل يوم القيامة على اللي احنا بنعمله لبلدنا... قسما بالله اللي تحقق خلال الست سنوات اللي فاتوا يساوي عمل 20 سنة"، وقال: "إذا كان هناك رغبة في وقف الهجوم على مصر هو التصالح"، وتابع وسط تصفيق حاد من الحضور: "أنا مقدرش أتصالح... مع اللي عايز يهد بلادي ويؤذي شعبي وولادي... عشان تخش وتدمّر وتضيع 100 مليون، إذا كان شعب مصر هان عليك... مستعد تشردهم وتوديهم يقتلوا ويبقوا لاجئين، ولو مقلتش لأجل خاطر الناس في مصر، لو أنت قلت لأجل خاطر الناس في مصر بلاش... هاقول ضميرك ودينك وإنسانيتك موجودة... لكن أنت لا عندك ضمير ولا دين ولا إنسانية".

وأشار السيسي بوضوح إلى جماعة "الإخوان"، عندما قال: "أنا قعدت مع الناس دي سنتين أو سنة ونصف السنة، منذ قبل انتخابات 2012، وسألتهم هتعملوا إيه في مشكلة التعليم أو الصحة أو الإسكان أو الأزمة الاقتصادية... أنا والله العظيم ما لقيت إجابة، يعني أنت عاوز تتصدى لدولة تمسكها وأنت مش عارف تحدياتها وإزاي هتحل المسألة... بقول لكن الكلام ده عشان كلنا نمسك في الدولة".

وتناول السيسي ملف البناء العشوائي في الريف المصري، وقال إنه لا بدّ من اللجوء إلى البناء الأفقي لا الرأسي في الريف، وأضاف: "هل منظومة المحليات قادرة على إدارة مطالب الدولة وتنميتها بالشكل الذي لا يسبب مشاكل؟ زي ما قلت الدولة شهدت تراجعا في كل منظومات الدولة خلال الـ 60 سنة الماضية، ومن ضمنها منظومة المحليات، ولما تراجعت الأخيرة "وجدنا أنفسنا نواجه العشوائيات وبقت 50 بالمئة من مساحة مصر أصبحت عشوائيات، ونحتاج إلى أرقام هائلة لمجرد فتح طرق داخل الكتل السكانية".

وأثارت إجراءات التصالح في مخالفات البناء وإزالة المباني المخالفة، حالة من الجدل والاستياء والتململ في الشارع المصري، والتي دفعت بعض المواطنين في الريف لتحدي السلطات لأول مرة منذ سنوات، ومواجهة قوات تنفيذ قرارات الإزالة بقوة مماثلة، ثم أكسبت حالة الغضب تلك التظاهرات التي دعا لها رجل الأعمال محمد علي في 20 سبتمبر بعض الزخم، قبل أن يعود الهدوء مجددا مع تقديم الحكومة بعض التسهيلات في إجراءات التصالح.

مدبولي

وعن ملف البناء المخالف والعشوائيات، قال رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي في كلمته أمس، إنه تم إنفاق 424 مليار جنيه على تطوير المناطق غير الآمنة والمناطق العشوائية، وأنه لا توجد دولة في العالم تنفذ مشروعات بهذا الحجم والشكل في المناطق غير الآمنة، كاشفا عن إنفاق أربعة تريليونات جنيه على المشروعات القومية خلال السنوات الست الماضية.

وقال إن بلاده تنفق حوالي 13 ألف جنيه على كل طفل حتى بلوغه 20 عاماً. ويشمل هذا الإنفاق على الأطفال الرعاية الصحية منذ الولادة والتربية والتعليم.

وحذّر من أن الارتفاع المتواصل لعدد السكان يشكّل تحديا من بين أكبر التحديات الوطنية، موضحا أن "بينما كان البلد يستقبل مولودا جديدا كل 20 ثانية سنة 1980، أصبح هذا المعدل اليوم يقدر بمولود جديد كل 13 ثانية ونصف الثانية". وأشار الى أن الإنفاق على الصحة تضاعف بدوره بـ 11.3 مرة، مقابل ارتفاع الإنفاق على التعليم ما قبل الجامعي والجامعي بـ 8 أضعاف.

back to top