هذا أبونا‎

نشر في 09-10-2020
آخر تحديث 09-10-2020 | 00:08
 خالد اسنافي الفالح أعزي سمو الأمير وأسرة الشيخ أحمد الجابر وعائلة الصباح كافة بوفاة الشيخ صباح الأحمد، وأخص بالتعزية أبناءه وأحفاده على مصابهم الجلل، فلا فقد يقصم الظهر كفقد الأب، وقد عرفت رجالاً ونساءً لا تركعهم الخطوب، أركعتهم وفاة أبيهم! فقد توفي جدي خالد المضف قبل 11 سنة ولا تزال سحابة الأسى تظلل مجالسنا، ولا يدفعها إلا تذكّر مآثره رحمه الله، وكان سمو الأمير الراحل قد تقدّم جمع المعزين في جدي، وأذكر أنه ما ترك يافعاً ولا طفلاً من الأسرة إلا صافحه معزياً، متنافسين وإياه، نخطو نحوه توقيراً، ويبادل خطوُه خطونا نحونا تواضعاً، فغلبَنا، وجلس كواحد من الأسرة يستقبل المعزين مستذكراً مواقف جدي في مجلس الأمة وفي مجلس الوزراء.

لم تكن لي في "بوناصر" مشاهد حاضرة ومباشرة سوى اثنتين، والثانية كانت قريبة العهد، فقد شرّفني بتكريمه لي كأحد متفوّقي الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، وحيث كنت أود مصافحته ومبادلته بعضاً من كلام يحبه كل والد من ولده، إلا أن الهيئة ارتأت إلغاء المصافحة، والاكتفاء بعرضنا على المسرح، وقد غلبني استيائي حينها على من جعلني في موقفي هذا، وسرعان ما حوّل سموّه الموقف إلى استحسان بابتسامته الفخورة، منفرداً بالتصفيق لنا مما قاد جميع الحضور لمشاركته، فهمت منه أن أمامنا مسؤولية وطنية ترتقبنا، وبعون الله لن نخيّب حسن ظنّه فينا.

مواقف تبدو بسيطة وعادية، لكن أثرها كبيرٌ في نفسي، خصوصاً أنها بدرت من المقام السامي:

ابتدأت تجربتي السياسية مع تولّي فقيدنا البلاد، وأحسبني لا أجامل لو قلت إن جل مواقفي التي عبّرت عنها خطابة أو كتابة، سرّاً أو جهراً، غضباً أو حلماً، كان لها من معين ممارسته مرتكزا، فقد كان عهده– رحمه الله- تجربة لإمكانات النصوص الدستورية والقانونية وحدودها، ولولاها لما خططت أكثر ما كتبته في هذا الشأن.

فقيدنا عَلَم، ما ترك باباً من أبواب السياسة إلا طرقه، ولا منفذاً من منافذ الحكم إلا اخترقه، والمعروف لا يُعَرّف، وفضله علي عظيم، أسأل الله أن يثيبه أوفى ثواب، ويعفو عنه أجزل العفو عن كل عثرة في مسيرتي أقالها، وعظم الله أجر أهل الكويت، ولنا في سمو الأمير الشيخ نواف خير خلف.

back to top