وجهة نظر: كويتنا حزينة... رحل صباحها

نشر في 03-10-2020
آخر تحديث 03-10-2020 | 00:05
رغم أنك المدرسة التي تعلّم منها كل باحث عن علوم السياسة، وكل صاعد للمجد ولم يجد للنجوم سلّماً، فإن ما كان يسحرنا فيك ابتسامتك التي تقول في صمت ما لا يقوله الكلام، وتلامس القلوب دون استئذان.
 صالح غزال العنزي حين بزغ فجر الكويت الجديد، كان له صباحه المبتسم، سفينة أبحرت في عباب محيط هائج تكاد أمواجه تلامس الغيم ارتفاعاً، لكن ربانها كان من نوع الربابنة الكبار الذين سبروا غور البحار حتى كان ظهر السفينة منزله، وحتى أصبح تجاوز الأعاصير وكسر الأمواج وظيفته التي يتقنها.

رحمك الله يا صباح الكويت، ما أمهرك رباناً، وأروعك إنساناً يستلهم بحارتك من ابتسامتك سهولة الصعب، ويسر العسر، والابتسام في لحظة المحنة، وأنبلك قائداً جعل من الصلابة طريقاً لأصحاب الهمم الكبيرة.

مدّيت لسهيل اليماني كفوفكْ

ولامست حلمنْ بالثريّا وكفّيت

ما كنْ بالريح العزيمة تطوفكْ

ولا الجبل يبقى شموخه اليا جيتْ

خطّ الفجر باوّلْ شروقه حروفكْ

وكنت الصباح اليا رقيت وتعلّيت

كان بحرنا في الداخل يموج، وكان بحر الإقليم يموج، وكان اقتصاد العالم وسياسته وعلاقاته كلها تموج، وكان ساحلك يا صباح البسمة صلباً تكسرت على رماله الأمواج، ورغم أنك المدرسة التي تعلّم منها كل باحث عن علوم السياسة، وكل صاعد للمجد ولم يجد للنجوم سلّماً، فإن ما كان بسحرنا فيك ابتسامتك التي تقول في صمت ما لا يقوله الكلام، وتجرأ على ملامسة القلوب دون استئذان.

نعلم أن ما هو قادم خير مما مضى، لأن مجد الكويت في صعود دائم، ولأن لدينا شعوراً في أن وراء هذه المصاعب التي ملأت أركان الحياة ما هو سهل وقريب من الممكن، كنت يا صباحنا طمأنينة وسكينة ونوماً هنيئاً بانتظار غد أجمل.

ونعلم أن هذا الأمير الذي ارتقى برج الجوزاء اليوم هو الأمل وهو الخير وهو كل اللحظات الجميلة القادمة، فالمدرسة واحدة ومنبع النهر واحد، وزلال العطاء هو هو.

اتركي ي كويت قولة إيش صار

واسأليني حول باكر وش يصير

المصاعب من يمين ومن يسار

والعسير يصير باذن الله يسير

لا عزم نواف ينهض بالكبار

والكبار تهون لا جاها الكبير

القلب الأبيض والمروءة والقرار

الأمير ابن الأمير ابن الأمير.

back to top