المناظرة الأولى... فوضى وتبادل إهانات وخلاف عميق

• دونالد ترامب تهرّب من التنديد بـ «تفوّق البيض» في استطلاعات الرأي
• جو بايدن وصف منافسه بـ «المهرّج» وطالب الأميركيين بتجنّب «4 سنوات إضافية من الأكاذيب»

نشر في 01-10-2020
آخر تحديث 01-10-2020 | 00:00
ترامب وبايدن خلال المناظرة
ترامب وبايدن خلال المناظرة
شهدت المناظرة بين الرئيس الجمهوري دونالد ترامب ومنافسه الديمقراطي جو بايدن معركة فوضوية، تبادل خلالها الطرفان السباب والشتائم والضربات تحت الحزام مع مناقشة المسائل الخلافية الجوهرية، في وقت اعتبر البعض أنها الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة، قبيل الانتخابات المقررة في 3 نوفمبر المقبل.
قبل 35 يوما من الانتخابات الرئاسية المقررة في 3 نوفمبر المقبل، اتسمت المناظرة الأولى بين الرئيس الأميركي الجمهوري دونالد ترامب ومنافسه الديمقراطي جو بايدن بالفوضى، وتخللها صراخ، لكنّها تناولت عددا من القضايا المهمة، التي تواجه الناخب، خلال 90 دقيقة ليل الثلاثاء - الأربعاء.

وهاجم ترامب المرشح الديمقراطي الذي يتقدّم عليه في استطلاعات الرأي، قائلا: "لا تمت للذكاء بصلة".

وعمد الرئيس الأميركي المرشح لولاية ثانية إلى وصف منافسه بأنه "دمية في يد اليسار الراديكالي"، سواء بشأن قضايا الصحة أو الأمن أو المناخ.

وفي مبادلة حادّة سأل الرئيس الأميركي بايدن: "هل أنت مع القانون والنظام؟" متهما منافسه بأنه يستند إلى داعميه من "اليسار الراديكالي".

وردّ بايدن: "القانون والنظام مع العدالة"، متجنباً ارتكاب هفوات كان يتخوّف منها بعض المراقبين في معسكره.

وقال ترامب من على منصّة المناظرة في كليفلاند بولاية أوهايو، مخاطباً نائب الرئيس السابق: "أنت لا تمتُّ إلى الذكاء بصلة، جو. 47 عاماً ولم تفعل شيئاً".

وتعرّض الرئيس الجمهوري لانتقادات شديدة من المعسكر الديمقراطي بسبب جوابه المبهم عندما سأله مدير الندوة الصحافي في شبكة "فوكس نيوز" كريس والاس، إن كان مستعداً للتنديد بالمنادين بتفوّق البيض مثل "براود بويز".

وفي النهاية دعا الرئيس الأميركي "براود بويز" إلى "التراجع والبقاء جاهزين". ويبدو أن هذه المجموعة سارعت إلى اعتماد هذا الشعار الذي بثّته عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

واتهم ترامب خصمه الذي يعتبر من معتدلي الحزب الديمقراطي بأنه يريد نظاماً صحياً "اشتراكياً".

مقاطعة وتعهّد

وطوال المناظرة التي استغرقت 90 دقيقة حاول ترامب عبثا استعادة زمام المبادرة، فانبرى يقاطع المرّة تلو الأخرى، أملا في الاستفادة مما يصفه بخمول بايدن وعجزه عن المواجهة، مما دفع مدير الندوة إلى الطلب منه مراراً وتكراراً أن يفسح المجال أمام منافسه للكلام.

ومع استمرار ترامب في مقاطعته، بلغ الأمر ببايدن حدّ مخاطبة الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتّحدة بالقول "هلّا تخرس يا رجل!".

وأضاف: "من الصعب أن يحظى المرء بفرصة لقول كلمة واحدة بوجود هذا المهرج، عفواً هذا الشخص". وتابع: "أنت أسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة".

وفيما تعهّد بايدن بقبول نتائج الانتخابات، اكتفى ترامب بالتأكيد مرة جديدة وبدون تقديم أدلّة على أن التصويت بالمراسلة الذي يبدو أنه سيستخدم بكثرة بسبب وباء "كوفيد 19" سيشجّع على التزوير.

صمود وتنديد

وخلال المناظرة التي تابعها عشرات ملايين الأميركيين، طلب المرشح الديمقراطي، (77 عاما)، من الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة أن "يخرس"، قبل أن ينعته في وقت لاحق بـ "المهرج".

لكنّ نائب الرئيس الأميركي السابق الذي كانت تثير قدرته على المواجهة تساؤلات، تمكّن من الصمود بالمناظرة التي جرت في كليفلاند.

وركّز نظره أكثر من مرة على الكاميرا ليطلب من الأميركيين أن يتوجّهوا إلى صناديق الاقتراع لتجنّب "أربع سنوات إضافية من الأكاذيب".

وندد بادين بعزم الرئيس الأميركي تعيين قاضية محافظة في المحكمة العليا قبيل الانتخابات، ليتمكن من التخلص من نظام "أوباما كير" للتأمين الصحي الذي أقر عندما كان نائباً للرئيس باراك أوباما.

أزمة «كورونا»

وتبادل المرشحان السبعينيان الانتقادات حول حصيلة وباء فيروس كورونا في الولايات المتحدة التي سجلت أكبر عدد وفيات في العالم بلغ 205 آلاف.

فقال ترامب: "لم تكن لتقوم بالعمل الذي أنجزناه". فردّ بايدن: "أنا أعلم ما يجب القيام به، في حين أن الرئيس ليست لديه أي خطة".

وفقاً للبروتوكول الصحي المتّبع بسبب الوباء، استهلت المناظرة من دون أن يتصافح الرجلان عند وصولهما إلى المنصّة، بل توجّه كل منهما إلى مكانه على المنصة بمواجهة الحضور المحدود الذي ضمّ زوجتيهما ميلانيا ترامب وجيل بايدن اللتين وضعتا كمامة.

المرشحان يختلفان في كل شيء. فقد ترشّح ترامب مرة واحدة للانتخابات عام 2016، وحقق أكبر مفاجأة في التاريخ السياسي الحديث بفوزه، في حين أن بايدن الذي شغل منصب سيناتور ونائب رئيس، يأمل في نجاح محاولته الثالثة للوصول إلى البيت الأبيض، بعدما ترشّح في الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين في 1998 و2008 من دون التمكن من الفوز بها.

ومع أن أثرها على الانتخابات يبقى محدوداً، فإن المناظرات غالباً ما ترتدي أهمية كبرى في الحملة الانتخابية منذ المناظرة الأولى التي جرت قبل 60 عاما في شيكاغو بين جون إف كينيدي وريتشارد نيكسون.

ومن المرتقب تنظيم مناظرتين أخريين في 15 و22 أكتوبر على التوالي في ميامي بفلوريدا وناشفيل في تينيسي.

ورأى الأستاذ في جامعة ميشيغن، المتخصص في المناظرات الرئاسية، آرون كال، أن مناظرة ترامب وبايدن "ستبقى إحدى أسوأ المناظرات في التاريخ".

أسوأ مناظرة

وعموماً، لم تشكّل المناظرة فرصة لعرض مشاريع وبرامج المرشحين، وكانت أشبه بحلبة للملاكمة، أدهش فيها المرشح الديمقراطي الناس بصموده وردود قوية على اتهامات ترامب، بينما كرّر الرئيس الأميركي استعراضاته السابقة التي قدّمها في الانتخابات الماضية وفي مهرجاناته الانتخابية.

وبالرغم من إشادة المراقبين والمحللين بأداء المرشح الديمقراطي، فإن بعض استطلاعات الرأي وضعت ترامب متقدماً في المناظرة بنسبة 60 بالمئة على حساب بايدن، مع الانتباه إلى أن استطلاعات الرأي الخاصة بفرص الفوز في الانتخابات الرئاسية الأميركية، تضع بايدن في المقدمة.

back to top