أحمد العوضي: أفضّل التراجيديا وأدوار الشرّ ولم أجرّب الكوميديا

«الرقابة في كل أنواع الفن تخنق الكاتب أحياناً»

نشر في 29-09-2020
آخر تحديث 29-09-2020 | 00:04
أحمد العوضي فنان كويتي شاب متعدد المواهب، فهو مخرج وممثل وكاتب، تخرّج في المعهد العالي للفنون المسرحية، قسم التمثيل والإخراج، وشارك في العديد من المهرجانات المسرحية، وحصد عددا من الجوائز؛ منها جائزة الدولة التشجيعية لأفضل ممثّل في الدولة عام 2016، وله عدة روايات من تأليفه، منها "هاديس" و"ليلة زفته" و"العظماء السبعة" وغيرها، وشارك ممثلاً في عدة أعمال درامية، منها "الخافي أعظم" و"أجندة" و"كسرة ظهر"، كما أخرج مسرحيات عدة، نذكر منها "صالحة" و"عطالي بطالي" و"خبز خبزتيه". "الجريدة" حاورت الفنان الشاب المتعدد المواهب للتعرف عليه أكثر، فماذا قال؟
● أحمد العوضي الممثل والمخرج والكاتب، أيهم يغلب على الآخر بداخلك؟

- يصعب عليّ الإجابة عن هذا السؤال، فبين الممثل والمخرج والكاتب لا أستطيع أن أفضّل أحدهم على الآخر، فكلّ منهم يكمل الآخر، وما كنت سأكون ممثلا جيدا لو لم أكن مخرجا جيدا أو كاتبا جيدا، هذا في وجهة نظري، فأنا كممثل في بعض الأوقات أستخدم نفسي كمخرج، وبعض الأحيان حين أخرج أستخدم الممثل حين أعطي ملاحظات وهكذا ككاتب، ولو رجعنا لبداية نشأة المسرح لم يكن هنالك كاتب ومخرج وممثل ومهندس ديكور ومصمم أزياء، حيث كان شخص مسرحي يقوم بكل العمل، وفي رأيي كلّ منهم يكمل الآخر ويصقل الفنان.

● شاركت كمخرج في العديد من الأعمال المسرحية، التي شاركت في مهرجانات مسرحية عديدة، وحصدت جوائز عدة، أيّ تلك الجوائز أسعدتك أكثر من غيرها، وما السبب؟

- من المؤكد أن جميع الجوائز التي حصدتها أسعدتني كثيرا، لكن أكثر مرة كنت سعيدا جدا حين مثّلت بلدي الكويت، لأنّ تلك الجائزة حصدناها باسم الكويت، مثّلنا فيها مسيرة مسرحية عريقة للمسرح الكويتي العريق، وكانت عن مسرحية ريّا وسكينة عام 2017، في مهرجان الكويت للشباب العربي، وحصدنا خلالها 8 جوائز، ضمنها جائزة أفضل عرض شبابي عربي، وأفضل مخرج شبابي عربي، وغيرها من الجوائز التي أسعدتني حقا، لكونها جائزة باسم الكويت.

● كممثل تلفزيوني، ما نوعية الأدوار التي تجذبك أكثر من غيرها، وما الذي يستهويك أكثر، الأعمال الجادة أم ذات القالب الكوميدي؟

- أحب أن أمثّل جميع الشخصيات وكل الأنواع، لكن الأحب إليّ تلك الشخصيات التي تكون مختلفة عنّي كليا، مختلفة عن طريقة كلامي ونبرة صوتي ونظراتي وأسلوبي وردود أفعالي، وأحب أن ألعب شخصيات لا تشبهني أبدا.

وبالنسبة للنوع المفضل لي في الدراما، أعتقد أنني أفضل التراجيديا وأدوار الشر، ولم أجرب اللون الكوميدي، وأعتقد أنني قادر على لعب الـ "لايت كوميدي" وكوميديا الموقف المكتوب، وأستطيع أن أقدّمه بطريقة خفيفة، لكن الكوميديا المرتجلة لا أجيد تقديمها.

● لعبت الكتابة دورا مهما معك، فأصدرت روايات عدة من تأليفك، فهل الرقابة تخدم أم تعرقل وتشدد الخناق على الكتّاب؟

- بدأت كتابة الروايات عام 2009، حتى عام 2013، ومن بعدها توقّفت عن الكتابة لأنني انشغلت بالحياة المسرحية داخل المعهد وبالمهرجانات المسرحية، والرقابة في كل أنواع الفن مسرح، وتلفزيون وروايات، أكيد تخنق الكاتب أحيانا، ولكن في بعض الأوقات والحالات تكون المشكلة لدى الكاتب، لكن نحن نبارك الخطوة الجميلة التي أقروها كرقابة على المؤلفات، وهي أنّ الرقابة أصبحت على الكتب لاحقة غير سابقة، أي أنه بعد أن يصدر الكتاب تتابعه الرقابة وتقيّمه، ولا تتخذ قرارها كمراقبة قبل صدوره، ومن الممكن أن تمنع صدوره، وأعتقد أن القانون مفصل أكثر بكثير ممّا قلته، وأرى حاليا أن موضوع الرقابة على الروايات أسهل بكثير من ذي قبل.

● هل تنوي تقديم إحدى رواياتك كعمل درامي أو مسرحي؟

- عمل مسرحي، لا أعتقد، لأنّ الروايات التي أصدرتها لا تصلح أية واحدة منهن أن تقدّم كعمل مسرحي، لكن كعمل درامي ممكن، ومنذ فترة قررت تحويل إحدى رواياتي لعمل درامي، لكن نضوجي الفكري نوعا ما يجعلني أعيد النظر في بعض الأفكار أو أتراجع عنها، لأنها من الممكن أن توجهني لمكان آخر ليس وقته الآن، فلا أعتقد أنني من الممكن في الوقت الحالي أن أحوّل إحدى رواياتي لعمل درامي.

● هل ترى أنه من السهل على المخرج أن يكون ممثلا تحت قيادة مخرج آخر؟

- طبعا من السهل جدا ذلك، ما دام هو حين يدخل البروفة أو التصوير يعمل كممثل، ويلتزم بملاحظات مخرج العمل، ويفصل المخرج الذي بداخله عن التدخّل أو إعطاء الملاحظات عن أي تفصيل في العمل، وكل ما عليه التركيز على الشخصية التي يلعبها، وأنا عشت ذلك أكثر من مرة، فكثيرا ما كنت أكتب نصوصا مسرحية أسلّمها لمخرج، وأكون أنا أحد الممثلين في العمل، وأفصل تماما رؤيتي وآرائي عن رؤية ورأي المخرج، لكن الصعوبة تكمن في جزئية واحدة، وهي اختيار المخرج، فليس جميلا أن أذهب كممثل تحت قيادة مخرج أشعر بضعف أدواته، خصوصا عندما تكون مخرجا، لكن حين تكون مع المخرج الصح الذي يملك أدوات قويّة، فهنا أسلّم نفسي كممثل وأنا واثق بأنني في أيد أمينة.

● حدثت للمسرح الكويتي طفرة إخراجية من حيث الأدوات والتقنيات المستخدمة، فهل ترى أن النصوص التي تقدّم أخيرا مكتوبة بحرفية عالية أم تلك الطفرة التكنولوجية طغت على أهمية وقوة النص؟

- المسرح الكويتي الجماهيري للكبار والأطفال، والمسرح الأكاديمي بات متطورا في كل الجوانب، فالممثلون في تطوّر كبير، والديكور كذلك والإخراج والإضاءة والنصوص والتقنيات والأغاني، جميع العناصر في حالة تطور منذ 10 أعوام تقريبا حتى اليوم، وهنالك طفرة واضحة وكبيرة على مسرحنا، وبالتأكيد يمرّ المسرح بفترات هبوط وصعود، ولكن كقيمة فنية ونصوص جيدة، فلا غبار عليه والطرح جميل جدا، وفي رأيي المسرح في تطور من جميع النواحي، ومن ضمنها بالتأكيد النص.

● في نهاية حوارنا، هل من جديد ستطرحه قريبا أو تعمل على تحضيره في الكتابة أو الإخراج أو التمثيل؟

- على صعيد التأليف، أنا بصدد كتابة عملين لغروب البلام، وأيضا نعمل على فيلم من تأليفي، بدأنا في التخطيط له، ولكن لم نبدأ كتابته، وهنالك عمل أكاديمي سيكون من تأليفي وإخراجي، وعملان دراميان أيضا من تأليفي، كل عمل مكون من 30 حلقة، وعلى صعيد التمثيل هنالك مناوشات على بعض الأعمال ومناقشات، ولكن حتى الآن لم تتضح الصورة كليا.

تحويل إحدى رواياتي لعمل درامي حالياً غير ممكن
back to top