10 أسئلة صعبة يتوقّعها جو بايدن في «المناظرة الأولى»

دونالد ترامب يراهن على الإيقاع بخصمه... ويقلّص الفارق في 6 ولايات متأرجحة

نشر في 28-09-2020
آخر تحديث 28-09-2020 | 00:03
الرئيس الجمهوري دونالد ترامب يهمس لموظفي البيت الأبيض قبل استقلاله المروحية الرئاسية أمس الأول (أ ف ب)
الرئيس الجمهوري دونالد ترامب يهمس لموظفي البيت الأبيض قبل استقلاله المروحية الرئاسية أمس الأول (أ ف ب)
تدخل الانتخابات الأميركية مرحلة جديدة من المنافسة الشرسة بين الرئيس الجمهوري دونالد ترامب وخصمه الديمقراطي جو بايدن، في أول مواجهة مباشرة خلال عرض تلفزيوني يتيح أخيراً لعشرات الملايين متابعتهما وجهاً لوجه، والاختيار بين مرشحين يتهم كل منهما الآخر بأنّه يشكل تهديداً للولايات المتحدة.
مع توجّه أنظار الأميركيين والعالم إلى أول منازلة مباشرة بينهما من أصل 3، توقّع المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية جو بايدن، أمس الأول، أن يطلق الرئيس دونالد ترامب "الأكاذيب"، وأن يهاجمه شخصياً في المناظرة التلفزيونية الأولى بينهما غداً، مشبّهاً خصمه الجمهوري بوزير الدعاية النازي جوزف غوبلز، أحد المقربين من أدولف هتلر ورائد من رواد المحرقة المعروفة باسم "الهولوكوست".

وأقر بايدن، في مقابلة بثّتها قناة "إم إس إن بي سي"، بأن "الأمر سيكون صعباً"، مؤكداً أن ترامب "لا يعرف كيف يناقش الحقائق. ليس ذكياً إلى هذه الدرجة، ولا يعرف الكثير عن السياسة الخارجية أو الداخلية. وغير ملمّ بالتفاصيل، لذلك أتوقّع أكاذيب وهجمات مباشرة، ستكون في غالبيتها شخصية، هذا كل ما يجيد فعله".

وقال بايدن إن ترامب "يشبه نوعا ما غوبلز"، مضيفا "إن كذبت طويلا، ورددت الكذبة مراراً وتكراراً، تصبح (الكذبة) معلومات عامة، والناس يعرفون أن الرئيس كاذب، ولن يكون الأمر مفاجئاً"، مضيفا: "لذا أنا مستعد للذهاب، لأشرح لماذا أعتقد أنه فشل، ولماذا أعتقد أن مقترحاتي ستساعد الأميركيين والاقتصاد وستعزز أمننا على الساحة الدولية".

مع ذلك، يخشى بعض مؤيدي بايدن، الذي كان عرضة في السابق للهفوات، ألّا يتمكن خلال هذه المناظرات من مقارعة الملياردير الجمهوري الذي يتّسم أداؤه في المناظرات بالعدائية.

تحدي ترامب

وتأتي أول مناظرة من ثلاث تتواصل كل منها 90 دقيقة، بعدما تحدّى ترامب الديمقراطيين ورشّح القاضية المحافظة إيمي كوني باريت بديلة لعميدة المحكمة العليا الليبرالية الراحلة روث غينسبورغ، في خطوة تثبت ميل أعلى هيئة قضائية باتّجاه اليمين لسنوات قادمة وتمنح فرصة كبيرة للفوز بولاية ثانية.

وفي حين يتّبع بايدن استراتيجية أهدأ، يخوض ترامب حملة شرسة ويتنقل بين معظم الولايات المتأرجحة على متن طائرته الرئاسية "إير فورس وان"، آملاً مع تاريخه كشخصية استعراضية ماهرة ونقاشاته الحامية في أن تدفع به المناظرة التي ستجرى في كليفلاند ليتصدر النتيجة.

وبات من الصعب التكهّن بنتائج المناظرة، التي زادت أهميتها نظراً للقيود المفروضة بسبب تفشي فيروس كورونا، الذي جعل فعاليات هذا الموسم الانتخابي تتم عن بُعد.

وسيكون على ترامب الإجابة عن أسئلة تتعلق بوفاة 200 ألف شخص بالفيروس وتداعياته الاقتصادية والإنهاك الذي يسود أجزاء واسعة وأخبار الفضائح والفوضى التي تعصف بإدارته بين حين وآخر.

لكن بخلاف التودد الذي يقابل به في اتصالاته الأسبوعية مع "فوكس نيوز" أو الأجواء الداعمة في التجمّعات الانتخابية، سيجد نفسه بمواجهة خصم يصفه علنا بـ "السام".

أسئلة منتظرة

ورغم تحديد مدير المناظرة كريس والاس مواضيع عديدة تتطرق للقضايا السياسية والاجتماعية الأكثر جدلاً، ومنها أيضاً ملف العنصرية والعنف في المدن ومسألة نزاهة الانتخابات، يتحدث مراقبون عن 10 أسئلة صعبة تنتظر بايدن في أول مناظرة وهي: ما حجم أعمال ابنه هنتر في أوكرانيا؟ وهل سيعامل تركيا والسعودية والإمارات المقرّبة من ترامب بشكل مختلف؟

وباعتباره أكبر الرؤساء في تاريخ الولايات المتحدة عمراً في حال فوزه، كيف سيطلع الأميركيين على تقاريره الصحية؟ وهل يدعم إلغاء "الثرثرة البرلمانية"، وهي أداة تستخدمها الأقلية لعرقلة الأغلبية؟

وهل تجسست إدارة رئيسه السابق بارك أوباما على حملة ترامب ومعلوماته عن تعاملات أول مستشار لأمنه القومي مايكل فلين مع الروس؟ وهل يؤيد توسيع المحكمة العليا؟ وكيف سيموّل خطته لصرف 11 تريليون دولار لتنمية الاقتصاد؟

وما هو دور الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي في حكومته المقبلة، وهل سيميل إلى حكومة من المعتدلين، أم تضم بيرني ساندرز وإليزابيث وورن وإلهان عمر؟ وهل يقبل باختبار قدراته الذهنية وفحص دم لإثبات أنه لم يتناول أي منشطات ذهنية؟

زلة

ولدى ترامب ثقة كبيرة ببراعته على المسرح. لكن بخلاف التودد الذي يقابل به في اتصالاته الأسبوعية مع "فوكس نيوز" أو الأجواء الداعمة في التجمّعات الانتخابية، سيجد نفسه بمواجهة خصم يصفه علنا بـ "السام".

وقال الخبير الاستراتيجي الجمهوري ستيف شميدت الذي لا يخفي معارضته لترامب على شبكة "إم إس إن بي سي": "عندما يصعد جو بايدن إلى مسرح المناظرة، ستكون تلك أول مرة منذ أربع سنوات يحظى الأميركيون فيها بفرصة لمواجهة ترامب على ما قام به".

أما بايدن، فسيكون عليه الثبات فحسب، باعتباره متقدما في الاستطلاعات، لكنه سيواجه خصما يصفه كثيرون بالأكثر استفزازا على الساحة.

وقال مدير مركز دراسات الكونغرس والرئاسة في الجامعة الأميركية ديفيد باركر: "لا يوجد شك فعليا في أن ترامب سيحاول الإيقاع به".

وأضاف أن "لدى بايدن تاريخا طويلا كشخصية يسهل استفزازها، وجاءت معظم زلّاته التي يمكن تذكّرها عندما كان يرد على سؤال أو تعليق استفزه".

قضى ترامب شهورا وهو يعلّق على حالة بايدن العقلية. ويقول إن نائب الرئيس الأسبق في وضع ذهني سيئ للغاية، حتى أنه طرح احتمال أن يكون بايدن تناول عقاقير تحسّن أداءه في انتخابات الحزب الديمقراطي التمهيدية.

لكن بايدن خاض تجربة المناظرات في انتخابات الحزب الديمقراطي التمهيدية في وقت سابق هذا العام. كما ألقى سلسلة خطابات لاقت ترحيبا بشكل عام خلال حملة الانتخابات.

أما ترامب، فعلى الرغم من أنه يستقبل أسئلة من مجموعات من الصحافيين، فإنه نادرا ما يوافق على إجراء مقابلات شخصية مع محاورين يشتهرون بأسلوبهم الشرس.

كما أنه لم يُجر مناظرة مباشرة مع خصم منذ تلك التي أجراها مع هيلاري كلينتون في عام 2016.

وقال مدير المناظرات في جامعة ميشيغان، والمؤلف المشارك لكتاب "مناظرة دونالد" آرون كال إنه "عادة تكون أول مناظرة الأصعب بالنسبة للرئيس".

وأضاف: "عندما تكون رئيسا، تكون نوعا ما في فقاعة، وتاريخيا تجرى هذه المناظرة الأولى بشكل أفضل بالنسبة للخصم".

وانشغل فريق ترامب قبيل مناظرة كليفلاند برفع سقف التوقّعات من بايدن، عبر تصويره فجأة على أنه مؤدٍ بارع.

وقال المسؤول عن العلاقات العامة في فريق ترامب تيم مورتو: "علينا أن نستعد لجو بايدن أكثر اتصالا مع محيطه".

وحدد مذيع "فوكس نيوز" كريس والاس الذي سيدير المناظرة مواضيع عديدة تتطرق للقضايا السياسية والاجتماعية الأكثر جدلا في البلاد.

وتشمل المواضيع سجلات ترامب وبايدن والمحكمة العليا التي يسعى ترامب لدفعها باتّجاه اليمين على مدى جيل عشية الانتخابات عبر تسمية القاضية إيمي كوني باريت بديلة للقاضية الراحلة غينسبورغ.

كما تشمل أزمة كوفيد-19 الصحية وتداعياتها الاقتصادية، إضافة إلى ملف العنصرية والعنف في المدن. وستدور المناظرة كذلك حول مسألة نزاهة الانتخابات التي تشير وكالات الاستخبارات إلى أن روسيا، خصوصا، قد تقوّضها، بينما ذكر ترامب أنها قد تتعرّض للتزوير من قبل الديمقراطيين.

ويبقى السؤال إن كان والاس سينجح في السيطرة على الحوار بين المرشحين.

المحكمة العليا

وبينما رجّح ترامب أن يبدأ مجلس الشيوخ جلسات التصديق على تعيين القاضية إيمي باريت بالمحكمة العليا في 12 أكتوبر، وتصويته بكامل أعضائه لتحلّ محل القاضية الليبرالية روث غينسبورغ، انتقد الديمقراطيون هذا الاختيار، وركزوا بشكل خاص على تهديدها للرعاية الصحية لملايين الأميركيين.

ودعا بايدن مجلس الشيوخ إلى عدم بتّ تعيين باريت قبل الانتخابات، مشيراً إلى أنه حتى في الوقت الذي تسعى إدارة ترامب لإسقاط برنامج أوباما كير في قضية تنظرها المحكمة العليا في 10 نوفمبر، فإن لدى باريت سجلاً من انتقاد حكم محوري أصدره في 2012 رئيس المحكمة العليا جون روبرتس للحفاظ على القانون المعروف رسمياً باسم قانون الرعاية الميسّرة.

وفي بيان أصدره بعد دقائق من إعلان ترامب، قال بايدن: "دستور الولايات المتحدة يستهدف منح الناخبين فرصة لسماع أصواتهم بشأن من يخدم في المحكمة. لقد حان الوقت الآن، ويجب سماع صوتهم".

ولايات متأرجحة

في غضون ذلك، أشار استطلاع رويترز - أيبسوس إلى تقلص الفارق بين ترامب وبايدن في 6 ولايات متأرجحة هي فلوريدا ونورث كارولينا وأريزونا وبنسلفانيا وويسكانسن وميشيغان.

وأرجعت صحيفة وواشنطن بوست تصاعد حظوظ المرشح الجمهوري في هذه الولايات إلى مؤشرات التعافي الاقتصادي وخلق الوظائف الأخيرة.

وبحسب استطلاع أجرته قناة "إيه بي سي"، فإن عائلات العسكريين منقسمة بشأن التصويت في الانتخابات الرئاسية المقبلة، مبينة أن ترامب وبايدن حصلا بالتساوي على تأييد نسبة 49 بالمئة من أصواتهم.

وفي وقت سابق، أثار ترامب موجة غضب، بعدما أشار إلى إنه قد لا يقبل بنتائج انتخابات 3 نوفمبر إذا تعرّض للهزيمة. وأدى موقفه إلى مقارنات بدكتاتوريين لا يخضعون للقانون، كرئيسي بيلاروس وكوريا الشمالية، وأثار مخاوف من أنه قد يقوّض النظام الديمقراطي الأميركي من خلال تمسكه بالسلطة.

وأعدّ ترامب الذريعة في حال قرر الطعن على النتائج، إذ أصر في مناسبات مختلفة على أن الديمقراطيين سيستولون على عشرات الملايين من بطاقات الاقتراع المرسلة بالبريد لتزوير نتائج التصويت.

back to top