حين يصبح صداعك أكثر من مجرّد ألم

نشر في 28-09-2020
آخر تحديث 28-09-2020 | 00:02
No Image Caption
قد يكون الصداع العابر مزعجاً، لكنه لا يدعو للقلق بشكل عام. لكن ماذا لو أصبح الصداع متكرراً وزاد الألم حدة ودام وقتا أطول من العادة؟ متى تصبح استشارة الطبيب ضرورية؟
تقول الدكتورة إليزابيث لودير، خبيرة الصداع في قسم علم الأعصاب بمستشفى «بريغهام» للنساء التابع لجامعة هارفارد: «لا تكون معظم نوبات الصداع المتكرر خطيرة ويمكن معالجتها بشكل مستهدف. لكن من خلال التعرف على خصائص مختلف أنواع الصداع، ستعرف ما إذا كان صداعك يشير إلى حالة أكثر خطورة ويتطلب رعاية طبية».
يكون الصداع أحياناً مؤشراً تحذيرياً لحالة أكثر خطورة. يجب أن تتلقى رعاية طبية فورية إذا واجهتَ أياً من الأعراض التالية:

• صداع يزيد حدّة مع السعال أو الحركة.

• صداع يتفاقم بوتيرة ثابتة.

• صداع يظهر فجأةً ويوقظك من النوم.

• صداع يمنعك من إتمام نشاطاتك اليومية الاعتيادية.

• صداع يترافق مع الحمى، أو تصلب العنق، أو الارتباك، أو تراجع اليقظة وضعف الذاكرة، أو أعراض عصبية مثل تشوش الرؤية، أو التلعثم في الكلام، أو الضعف، أو الخدر أو نوبات الصرع.

الأنواع الثلاثة

ثمة ثلاثة أنواع أساسية من الصداع: صداع التوتر، الصداع النصفي، الصداع العنقودي. ما تفاصيل كل نوع منها؟

صداع التوتر

يُعتبر هذا النوع من الصداع الأكثر شيوعاً بين الناس. رغم الاسم الذي يحمله هذا الصداع، فإنه لا ينجم بكل وضوح عن التشنج العضلي أو الإجهاد ويبقى خفيفاً بشكل عام. يشعر بعض الأشخاص بصداع التوتر من وقت لآخر، بينما يصاب به آخرون بوتيرة مكثفة، بمعدل ثلاث أو أربع مرات في الأسبوع.

يؤدي صداع التوتر النموذجي إلى ألم متواصل وقابض على جهتَي الرأس، ما يعني أنك ستشعر بوجود ما ينخر رأسك. قد يتركز الألم أيضاً على مستوى الكتفين والعنق. يمكن أن تدوم نوبات الصداع بين 30 دقيقة وسبعة أيام!

صحيح أن سبب صداع التوتر لا يزال مجهولاً، لكن تبرز بعض المسببات المحتملة:

• الضغط النفسي.

• قلة النوم.

• الإرهاق.

يمكنك أن تعالج معظم حالات صداع التوتر عبر أخذ مسكنات ألم لا تتطلب وصفة طبية، مثل الأسيتامينوفين (تايلينول)، أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل الأسبرين أو النابروكسين (أليف) أو الإيبوبروفين (أدفيل، موترين). يمكنك أن تستفيد أيضاً من خطوات فاعلة أخرى، مثل الاستحمام بماء دافئة أو أخذ قيلولة أو تناول وجبة خفيفة.

الصداع النصفي

يكون الصداع النصفي أكثر حدة من غيره، وقد ينعكس على نوعية الحياة بشدة. في الحالات النموذجية، يقع الألم على جهة واحدة من الرأس وغالباً ما يبدأ حول العينين والصدغين ويمتد إلى الجهة الخلفية من الرأس. قد تدوم النوبات بين أربع ساعات و72 ساعة.

يمكن اختصار خصائص الصداع النصفي بالأعراض التالية: ألم نابض، نوبات حادة وغير قابلة للعلاج على مر يوم كامل، ألم أحادي الجانب، غثيان وتقيؤ، ألم يعوق النشاطات.

صحيح أن الصداع النصفي قد يظهر من دون سابق إنذار، لكنه قد ينشأ أو يتفاقم نتيجة مسببات محددة أو عوامل تزيده سوءاً، مثل الضوء الساطع أو الضجة الصاخبة أو الروائح القوية. في بعض الحالات، تنشأ أعراض مثل الإرهاق والاكتئاب وتعكر المزاج والتوتر قبل ساعات من بدء النوبات.

في 20 في المئة من الحالات تقريباً، يترافق الصداع النصفي، من وقت لآخر أو دوماً، مع هالة تسبق الصداع وقد تشمل آثاراً بصرية مثل رؤية دوائر، أو ومضات، أو أضواء ساطعة، أو خطوط متموجة، أو حتى فقدان البصر موقتاً. قد تؤدي الهالة أيضاً إلى الشعور بخدر أو وخز على جهة واحدة من الجسم، لا سيما في الوجه أو اليد.

إذا تمكنت من رصد الصداع النصفي في مرحلة مبكرة، فقد تتمكن من السيطرة عليه عبر نوع من مسكنات الألم التي لا تتطلب وصفة طبية. إذا لم ينجح هذا الحل أو إذا زادت وتيرة الصداع النصفي أو تفاقم، اطلب من طبيبك أن يصف لك دواءً طبياً ذا مفعول أقوى.

يقترح أطباء كثيرون أدوية التريبتان، مثل الريزاتريبتان (ماكسالت)، والسوماتريبتان (إيميتريكس) والزولميتريبتان (زوميغ). يمكن إيجادها على شكل أقراص أو رذاذ أنفي أو حقن يستطيع المرضى أن يأخذوها بنفسهم. غالباً ما تسمح أدوية التريبتان بإراحة المريض بالكامل خلال ساعتين.

الصداع العنقودي

يصيب الصداع العنقودي الرجال أكثر من النساء بخمس مرات. يميل هذا الصداع إلى الظهور على شكل نوبات، وقد يتراوح عددها بين نوبة واحدة وثماني نوبات يومياً، على مر شهر إلى ثلاثة أشهر كل سنة أو سنتين.

يظهر الألم دوماً على جهة واحدة من الرأس وغالباً ما يكون حاداً جداً. كذلك، تصبح العين على جهة الألم حمراء ومليئة بالدموع، وقد يتدلى الجفن ويسيل الأنف أو يحتقن. يبدأ الصداع فجأةً ويدوم بين 30 و60 دقيقة بشكل عام. أخيراً، يصبح معظم المصابين بهذا الصداع متوترين وكثيري الحركة خلال النوبة، وقد يصابون أيضاً بالغثيان وبحساسية تجاه الأضواء والأصوات.

لا تكون الأدوية الشائعة كافية لإراحة المريض بشكل عام. في المقابل، قد يشكل الأكسجين بجرعة عالية حلاً فاعلاً جداً عند أخذه بعد فترة قصيرة من نشوء الألم.

تتعدد الأدوية التي تستطيع أن تمنع تلك النوبات وتقصّر مدة الصداع. يضمن دواء سوماتريبتان راحة سريعة مثلاً، لاسيما عند أخذه على شكل حقنة، لكن قد يكون التريبتان على شكل رذاذ أو أقراص مفيداً أيضاً.

أسباب أخرى للصداع

يمكن أن ينجم الصداع أيضاً عن حالات وظروف أخرى:

صداع ارتدادي نتيجة المبالغة في أخذ الأدوية: قد تؤدي بعض الأدوية المستعملة للتخلص من الصداع سريعاً إلى نتيجة عكسية، فتُسبب الصداع عند استعمالها بشكل مفرط. إذا كنت تأخذ مسكنات ألم شائعة أو طبية لأكثر من 10 أيام أو 15 يوماً في الشهر، فقد تصاب بصداع ارتدادي. تكلم مع طبيبك بشأن استراتيجيات أخرى للتحكم في صداعك وتقليص ميلك إلى أخذ الأدوية المستعملة لتخفيف الأعراض.

صداع الجيوب الأنفية: قد يؤدي التهاب الجيوب الأنفية إلى نشوء ألم في الجبين، أو حول الأنف والعينين، أو على مستوى الخدين، أو في الأسنان العلوية.

تجمّد الدماغ: يصاب بعض الأشخاص بصداع مؤلم وحاد ومفاجئ حين يأكلون أو يشربون منتجاً بارداً. إذا كنت تعاني ألما مماثلا، فاحرص على إبطاء مسار الأكل وتدفئة المأكولات الباردة أمام فمك قبل ابتلاعها.

صداع الرياضة: قد تؤدي التمارين الجسدية المفاجئة والشاقة أحياناً إلى نشوء صداع. في هذه الحالة، يمكنك أن تستفيد من تحمية الجسم تدريجاً أو من أخذ علاج مؤلف من أحد الأدوية التي لا تتطلب وصفة طبية قبل حصة الرياضة.

نوبات الصداع المتكرر يمكن معالجتها لكنها تحتاج إلى استشارة الطبيب إذا ازدادت بشكل كبير

الصداع النصفي يكون أكثر حدة من غيره وقد ينعكس على نوعية الحياة بشدة
back to top