عن الزيارات ومطالبها

نشر في 27-09-2020
آخر تحديث 27-09-2020 | 00:10
ما لم يجرؤ أحد على الحديث حوله في زيارات الوطنيين لنائب الأمير هو رأس المشاكل في الكويت المتمثل بضرورة إنهاء الدولة الريعية واستبدالها بدولة الرفاهية للجميع وشتان بين المفهومين.
 مظفّر عبدالله أول العمود:

لماذا لم يستغل نواب الأمة حاجة قطاع التعليم للتطوير بعد جائحة كورونا بدلاً من استجواب الوزير، فما الفائدة من الأخير؟

***

ظاهرة إيجابية التقاء القيادة العليا للدولة بمواطنين يوصلون رؤاهم وقلقهم تجاه الوضع العام، وهذا تقليد سياسي– اجتماعي راسخ منذ بداية نشأة الكويت، وهو مطلوب في كل الأحوال.

اليوم وبعد أكثر من زيارة لنائب سمو الأمير، حفظه الله، من قبل أصحاب الرأي من المفيد التذكير ببعض الملاحظات، فلا تزال الحالة العامة للعمل السياسي الشعبي في تشرذم واضح يعكس حالة من اليأس التي نأمل زوالها، وتبرز حالة التفرد ونجومية الظهور بشكل يغذيه التفاعل الشعبي من خلال التأييد أو اللامبالاة.

من دون شك، الكويت اليوم بحاجة لمخلصين وطنيين يساهمون مع القيادة في انتشال الوطن من أخطار ماحقة لا مجال لتأخير حلها بإضاعة الوقت بالمماحكات السياسية التي أكلت ِهمَّة العمل الشعبي وأوصلته للحضيض.

ما يحدث اليوم من زيارات فردية لا يَضر لكنه لا ينفع، فالحالة التي وصلنا لها إقليمياً واقتصادياً واجتماعياً تدعونا لتجاوز العمل الفردي النجومي، فهذا الأسلوب كان يتناسب مع حقب زمنية تلت ولادة الدستور، أما اليوم فالمجتمع بتركيبته السياسية الاجتماعية اختلف تماماً في الطموح والرؤى والمطالب والمواقف.

ما لم يجرؤ أحد على الحديث حوله ومناقشته في زيارات الوطنيين لنائب الأمير هو رأس المشاكل في الكويت المتمثل بضرورة التحول من حالة الدولة الريعية واستبدالها بدولة الرفاهية للجميع وشتان بين المفهومين.

أضعنا الكثير من الوقت والثروة الزائلة لنصل اليوم إلى مرحلة الحافَّة، حافة الفرص النادرة للإنقاذ؛ التفاتة جماعية حول الدستور وتطبيقه دون إبطاء ستدخلنا جميعاً في مرحلة "وثيقة الكويت"، كل الكويت.

back to top