المرشد الإيراني علي خامنئي يسعى لترتيب البيت الداخلي قبل «رئاسيتين» مصيريتين

• سمح بتخفيف القيود عن كروبي وموسوي... وأبدى انفتاحاً حذراً لاستقبال أحمدي نجاد
• نواب متشددون يطالبون برئيس عسكري
• الملك سلمان يدعو لحل شامل مع إيران

نشر في 24-09-2020
آخر تحديث 24-09-2020 | 00:04
أبدى المرشد الإيراني تراجعاً، وخفف قيود كروبي وموسوي، ضمن خطوات تهدف إلى رأب الصدع الداخلي قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة، مع احتمال فوز الرئيس الأميركي دونالد ترامب بولاية ثانية، واضطرار طهران الى الدخول في مفاوضات جديدة معه.
أكد مصدر مقرب من مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي أن الأخير بدأ يتحرك باتجاه القوى السياسية المختلفة، خصوصا الإصلاحيين وتيار الرئيس السابق أحمدي نجاد، استعدادا للانتخابات الرئاسية التي ستجرى منتصف العام المقبل، والتي تأتي مباشرة بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وبحسب المصدر، يعتبر خامنئي أن الانتخابات المقبلة ستكون ذات أهمية كبيرة بالنسبة للبلاد، نظرا لأنه من المتوقع أن يخوض الرئيس الذي سيفوز بها مفاوضات جديدة مع واشنطن، بعد تعهد المرشحين الأميركيين دونالد ترامب وجو بايدن بإجراء مفاوضات.

وأكد أن المرشد الأعلى يسعى الى ترتيب الجبهة الداخلية من منطلق أن المفاوضات، في حال تمت، ستكون مصيرية بالنسبة للنظام الإيراني، وقد يضطر إلى «تجرع كأس السم» بقبول اتفاق جديد، خاصة إذا فاز الرئيس الأميركي دونالد ترامب بولاية ثانية خلال الانتخابات المقررة في 3 نوفمبر المقبل.

من جانب آخر، يسعى خامنئي (81 عاما) إلى الاطمئنان على مستقبل النظام الإسلامي، في حال واجه أي عوارض صحية قد تدفعه إلى الاعتزال، بحيث يمكن لخليفته إدارة النظام في ظل جبهة داخلية موحدة لتفادي اتساع الشرخ السياسي الحالي بين التيارات، والذي قد يؤدي إلى «انقلاب عسكري» يقوده «الحرس الثوري» للسيطرة على البلاد.

وبالفعل طالب نواب من التيار المتشدد في البرلمان أمس بتشكيل «حكومة حرب» وتنصيب رئيس عسكري.

الإصلاحيون

في هذا السياق، أوضح المصدر أن خامنئي طلب السماح لمهدي كروبي، أحد مرشحي انتخابات عام 2009، وقادة «الحركة الخضراء» التي اعقبت الانتخابات، بالخروج من إقامته الجبرية بمنزله للقاء بعض أنصاره أخيرا، والسماح لمير حسين موسوي، المرشح الآخر، بإجراء اتصالات هاتفية مع مقربين منه. وأشار الى أنه تم إبلاغ كروبي وموسوي بتخلي خامنئي عن شرطه السابق بضرورة اعتذارهما رسميا، وطلب العفو منه مقابل «التعاون بهدف جمع شتات التيارات السياسية في البلاد لإنقاذ النظام».

وأضاف أن كروبي وافق على عرض المرشد، وتم السماح له الخروج من منزله، فيما طلب موسوي اعطاءه مدة للتفكير واستشارة الأصدقاء، لأنه بات بعيدا كثيرا عن الوضع السياسي والأوضاع الاجتماعية للبلاد بسبب عزلة الإقامة الجبرية التي يخضع لها منذ 11 عاما.

تيار نجاد

ولفت المصدر إلى أن المرشد لم يوافق حتى الآن على طلب الرئيس السابق أحمدي نجاد لقاءه بشكل خاص، لكنه اطلع مكتبه أنه لا يعارض الاجتماع، وأن يتم إبلاغ نجاد بأنه من الممكن أن يتم عبر الهاتف أو الفيديو بسبب «كورونا».

وحذر مكتب المرشد نجاد، الذي يسعى للحصول على أخذ إذن المرشد لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، من أن اللقاء المحتمل قد يؤجل إلى أجل غير مسمى إذا واصل خروجه عن السرب بخطوات حساسة، مثل إجراء مقابلة مع إحدى وسائل الإعلام المعارضة التابعة للولايات المتحدة أخيرا.

نسبة المشاركة

الجدير بالذكر أن الخلاف وانعدام الثقة بين التيارات السياسية وفشل حكومة الرئيس حسن روحاني في إدارة أزمات البلاد، التي تخضع لعقوبات أميركية خانقة، تسبب في شرخ كبير بالمجتمع الإيراني، انعكس في تدني نسبة المشاركة بالانتخابات التشريعية الأخيرة، والتي سجلت 20 في المئة، بينما كانت المشاركة في الاستحقاقات السابقة تفوق الـ70 في المئة.

حرب اقتصادية

إلى ذلك، اعتبر الرئيس الإيراني أن البلاد في «حالة حرب اقتصادية، منذ عامين ونصف، وان عبء هذه الحرب لا ينبغي أن يقع على عاتق الحكومة وحدها».

إلا أن روحاني رأى أن بلاده حققت «انتصارا» على الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي، مع رفض الغالبية العظمى من أعضائه التجاوب مع مسعاها لإعادة فرض العقوبات الأممية على طهران.

وقال روحاني إن الأمة الإيرانية حققت نجاحا كبيرا على المستوى السياسي، القانوني، والدبلوماسي في الأمم المتحدة، وأرجع الانتصار إلى «صمود ومقاومة الشعب».

وتأتي تصريحات روحاني غداة إلقائه كلمة بلاده عبر الفيديو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتأكيده خلاله أن الجمهورية الإسلامية ليست «أداة مساومة» في الانتخابات الرئاسية الأميركية، وأن على أي إدارة أميركية جديدة أن «ترضخ مضطرة لمقاومة الشعب الايراني العظيم».

تصوير جوي

في غضون ذلك، نشر الحرس الثوري صورا قال إنها التقطت بواسطة طائرات مسيرة «درونز» تابعة له، وتظهر حاملة الطائرات الأميركية «تيميتز» والسفن المرافقة لها قبل دخولها مضيق هرمز والخليج أخيرا. وأكد قائد القوة البحرية لحرس الثورة الاسلامية الادميرال علي رضا تنكسيري انه تم رصد واعتراض حاملة الطائرات الاميركية «تيميتز» والسفن المرافقة لها قبل دخولها مضيق هرمز والخليج بطائرات مسيرة وطنية الصنع.

وأعلن قائد البحرية بـ«الحرس» علي تنكسيري إن سلاح البحرية ضم أمس 188 طائرة مسيرة ومروحية، مضيفا ان رصد وتتبع جميع التحركات البحرية في الخليج وهرمز وبحر عمان أصبح متاحا لبلاده بواسطة تلك الطائرات.

في شأن منفصل، وصف عضو البرلمان الإيراني أبوالفضل أبو ترابي اقتراح «الحرس الثوري» بنقل العاصمة من طهران بأنه نتيجة مخاوف أمنية من العصيان الاجتماعي والاحتجاجات.

شرط سعودي

إلى ذلك، دعا العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز أمس إلى حل شامل بشأن إيران. وقال الملك سلمان إن النظام الإيراني استغل الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع القوى العالمية «في زيادة نشاطه التوسعي، وبناء شبكاته الإرهابية، واستخدام الإرهاب، وإهدار مقدرات وثروات الشعب الإيراني لتحقيق مشاريع توسعية لم ينتج عنها إلا الفوضى والتطرف والطائفية». وأضاف: «لا بد من حل شامل وموقف دولي حازم».

نحن في حرب اقتصادية ولا ينبغي أن تتحملها الحكومة وحدها روحاني
back to top